ذات يوم وفي لحظة لا تكاد تشبه ما قبلها يطل عليك عقلك غاضباً وصارخاً وبلهجة توبيخ ملأى بالغضب ويصرخ في وجهك.. أما يكفيك حلماً أما يكفيك كذباً؟!
كم مرة حلمت.. وكم مرة توقعت وكم مرة أملت.. وفي كل مرة يخيب أملك وتتنكر لك توقعاتك وتعيد نفسك إلى سيرتها الأولى تبحث فيها عن سبب ما يجعلك تعيد الحماقة من جديد، حيث تبرر الخيبة وتعطي للفشل أكثر من مبرر وأكثر من حجة.
لو كانت أمانيك شابة لكان في الأمر ما يشفع لغبائك.. لكن وقد اكتست كل أحلامك شيباً، فماذا الذي تتوقعه من القادم.. والقادم أقصر مما مضى وأسوأ مما فات!!
سيزيف هذا الذي يحمل الصخرة إلى أعلى الجبل ثم تسقط ليعيد الكرة من جديد كانت «عقوبة» إلهية.. فلماذا تقرر أنت أن تعاقب نفسك، وأن تصبح سيزيف بنسخة مشوهة؟.
«لا يصح إلا الصحيح» كم مرة ضحكت عليك هذه الجملة الماكرة وكم مرة تاهت أصابعك وأنت بانتظار أحرف منها لعل وعسى أن تصبح يوماً ما في لحظة ما «قانوناً» صحيحاً فإذا بها مجرد «جملة» فيها من المكر أكثر ما فيها من الجمال.
«الصدق منجاة».. هل يمكن أن تصبح هذه العبارة نكتة لا يضحك منها إلا الأذكياء فقط.. البقية الباقية وأنت منها مستعد لتعلقها على الحائط كي تذكرك بتحمل ما بقي لك من لعنة الأكاذيب!!
هل تذكر شعار «الأمة الواحدة».. كم مرة قلته وكم مرة زاد انفعالك وأنت تردده مع مئات حولك عاشوا ذات الحلم واليوم يؤلمك أن كلمة «الأمة» مرتبطة بكم الهزائم والتخلف والآلام التي تعيشها هذه الشعوب هذه «الأمم»!
ثمة نصيحة أو كلمة كانت تعجبك «أوجد لنفسك مكاناً في القمة ففي القاع ازدحام شديد».. سيدي صاحب هذه النصيحة البليغة أرجو أن تكملها فإن لم يكن لك مكان حتى في القاع فماذا تفعل؟!
شيء أبعد من هذه الاهتمامات السخيفة والحكم الحمقاء.. كم مرة صدقنا أن القادم أحلى وأجمل.
كم مرة ظننا أن اللون الأسود مجرد عابر طريق وكم أدهشنا الفساد بقدرته على مكافحة مكافحته!
أشياء كثيرة في قلوب أناس كثيرين يتركونها بلا نقاش، يتناسون الحديث عنها يتجنبون ذكرها لأنهم يدركون أن لا أمل إن حكيناها مثلما لا أمل إن سكتنا عنها.
في حياتك شيء ما يؤلم حتى الوجع.. إن الجميع يعرف واجباتك وإياك أن تخل بواحدة منها أو أن تفعل واحدة أقل مما يجب، لكن لا أحد يعرف ما واجباته تجاهك.. عند الحديث عن مسؤوليات الآخرين يصبح الكلام فيه كثير من «المبالغة» والحساسية لكن عندما تقصر في واجباتك أو تتهاون بواحد منها فهذا يعني اختلالاً في النظام الكوني!
قالوا لنا المال الحرام يذهب ويذهب أهله معه.. وها نحن نراه يذهب ليصبح معامل ومتاجر وأهله يصبحون وجهاء القوم وسادته!
أقوال:
الخيبة الأولى موجعة، أما البقية فهي دروس تقوية لا أكثر.
في الحياة اليومية ينجو الأشرار من العقاب ويضيع على المحسنين الثواب، ويجني الأقوياء ثمار النجاح أما الضعفاء فلهم الخيبة وسوء المآل.. هذه هي قصة الحياة.
كم هو محزن أن تجلس لتكتب فيما أنت لم تقف لتعيش.
الحياة ليست مشكلة لتُحل، ولكنها واقع ليُعاش.