ثقافة وفن

«الطفل يا حبيبي» كتاب مخصص للأطفال … توجهت الكاتبة إلى الطفولة وجنحت إليها مستندة إلى تعابير أمومية

| سارة سلامة

أرادت للأطفال أن يكونوا سعداء، هذا كل شيء، ولتكون هي سعيدة كان يكفيها أن يعشق الأطفال كتابها، وذلك ممكن جداً في كتاب مليء بالحب، حمل عنوان «الطفل يا حبيبي»، حيث توجهت الكاتبة البرازيلية سيسيليا ميرايلز إلى الطفولة وجنحت إليها مستندة على تعابير أمومية، لذلك فإن الكتاب جوهرة تغني المكتبة الحالية، وتضيء العالم الطفلي بنفحات وصور جديدة، وهو من إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب عن «المشروع الوطني للترجمة»، ترجمة مها عرنوق، وعبر 108 صفحات.

شفافية فلسفية
وقالت فالمير أيالا في تقديم الكتاب: «إننا نجد الحياة الطفلية في عمل ما غالباً ما كانت تعكس شفافية فلسفة سيسيليا، كما جاء مثلاً في تلك الصفحة عن الأطفال الذين يملكون أزهاراً كثيرة في حدائقهم، لم يكن عند «نويمييا» إلا القليل منها فقط، لأنها كانت قد أعطت، تقريباً كل أزهار حديقتها إلى من كانوا يمرون بها، هناك عطف وحنوّ لا يمكن تجاهله نحو الأطفال الفقراء، دعوة إلى المشاركة بحماسة ولا أنقى في الحياة العملية، مما يؤكده الكثير من تلك القصص القصيرة، التي كانت فيها سيسيليا أستاذة وشاعرة معاً، تارة تقوم المدرسة، وتارة تتلمس الشتاء ألا يكون قاسياً، ويجازي الأطفال المحتاجين إلى الشمس، وتارة تروي قصة القط «رادامس».
هذا الكتاب يؤكد حقائق عدة مروية بأسلوب محبب للأطفال فيه تخيلات، نصائح جيدة، فكاهة، روعة عالم طفولة حقيقي في كل مناحيه، فجأة تطالعك رسوم سريعة وحية، نكسر تلك الجدية في صفحة تعليمية، استعارة مثلاً تحبك كل عالم الخبرة والثقافة وتختصره بمقطع لطيف وبريء.
واليوم حيث إن الطفل هدف رئيس للاهتمامات عامة، فإن صوت سيسيليا يصل ليكون هو الصوت التربوي الحالي.
منذ مدة طويلة تنبأت سيسيليا بالتقديرات المعاصرة للكبار عن الأطفال.
واليوم كل المدارس تأخذ بمبدأ الخلق عن طريق إثارة الدوافع، نحن نعرف أنه لا يمكننا أن نجعل من الطفل نسخة طبق الأصل عنا، بل على العكس من ذلك علينا أن ندعه يبتكر مثل العلماء والشعراء.
سيسيليا كانت تعرف ذلك، ولهذا أرادت أن توجه الكتاب للطفل نفسه، ولهذا أيضاً كانت أستاذة مشغوفة بعملها، ورسولاً للتربية.
وفي عصر تطور التربية الأخلاقية والمدنية، يأتي الكتاب، دون مبالغة وطنية، ودون أدبيات جامدة، يعلم الحب للحياة، وتقدير الناس واحترامهم، سيسيليا أعادت الاهتمام من جديد بنظرية اللعب والألعاب، واستخدمت كل ما هو في دائرة اهتمامات الطفل البصرية مثل: القطط، الأرانب، الغيوم، الشمس، الأزهار.
ويضم الكتاب مجموعة من القصص القصيرة حملت عناوين مختلفة منها: «الحدائق، العمل، لعبة الساعة، الصبي العاق، الكرنفال، وصية، جدتي الحبيبة».

لعبة الساعة
منتصف الليل، الساعة الواحدة، الثانية، الثالثة… كل الأطفال الآن نائمون.
الخامسة.. السادسة.. السابعة، رفعت «زيكينيا» رأسها من تحت الغطاء.. وكذلك «مانويل» و«أنطونيو» وتلك الشقراء «سيليا» والآخرون الذين لا أعرف أسماءهم.
الساعة الثامنة، كل الأطفال الآن يشربون قهوتهم مع الحليب، أو القهوة من دون حليب، أو الحليب، أو الشاي.
الساعة التاسعة.. العاشرة.. كل الأطفال الآن يتناولون غذاءهم، منتصف النهار، كل الأطفال الآن يذهبون إلى المدرسة، الواحدة الثانية الثالثة.
كل الأطفال الآن يعملون في صفوفهم.
الخامسة.. كل الأطفال الآن ينصرفون.
السادسة.. السابعة.
كل الأطفال يتناولون عشاءهم: «لويس»، «فيرا»، «أوبلينو».
الساعة التاسعة.. العاشرة.. كل الأطفال يبدؤون بالنوم، الساعة الحادية عشرة.. نصف الليل.. الواحدة.. الثانية.. الثالثة.. الرابعة.. الخامسة.. كل الأطفال تقريباً يستيقظون مرة ثانية.
الفجر
أتسمعون الضجة الآتية من الحرش؟
إنها عصافير الدوري.
جاءت، لا تعرف من أين؟ تقفز هنا، تقفز هناك، الكل يرتدي ثوب الكستناء، وفجأة، زقزقة أخرى، قفزة، قفزة أخرى..
تبدو عصافير الدوري وكأنها تمشي على أطراف أصابعها، كالراقصات.
هل رأيتم كم هي يقظة؟
يريد الناس أن يمسكوها، فتبدو وكأنها تحزر حتى بماذا يفكر الناس! نحن لن نسيء إليكم!
سنطلق سراحكم ثانية!
ولكن، يا للأسف!
عصافير الدوري لا تثق، ولو قليلاً بنا!
ولا تعرف إلى أين تذهب، تقفز هنا، تقفز هناك، والكل يرتدي ثوب الكستناء.
ويشار إلى أن المترجمة مها عرنوق حاصلة على إجازة في الفلسفة وهي عضو تحرير مجلة أسامة وعملت في مجال الطفولة في الاتحاد النسائي ومنظمة طلائع البعث، ومن أعمالها المترجمة «مشكلات الأدب الطفلي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن