ثقافة وفن

13 صالة سينما باللاذقية سابقاً و(حالياً) السينما الوحيدة الكندي قيد التأهيل

| جورج إبراهيم شويط

هل انتهى عهدُ السينما؟ وهل من رغبة لدى المنتجين والمخرجين وكتاب القصة والسيناريو والحوار، والفنيين والنجوم، في إنتاج أشرطة جديدة ومبتكرة، لأفلام تبحث عن جمهور، ليتابعها بشغف، وضمن طقس خاص، في صالات مؤهلة، تعطي دهشة الحضور ومتعة الفرجة..؟

من خلال ما تتناقله وسائل الإعلام والبرامج التي تهتمّ بالسينما، نلمس أنه مازالت هناك دورة مستمرة لعجلة الكاميرات، وثمة عواصم ومدن تحتفي بالسينما، وتقيم مهرجاناتٍ دورية مهمة، لها ألقها، ومنها مهرجان دمشق السينمائي، الذي كان يستقطب أحدثَ الأفلام العالمية، ويستضيف كبارَ المشتغلين في الحقل السينمائي، من مخرجين ومنتجين ونجوم ونقاد..
من هذه المقدمة أنسحب بهدوء، نحو مدينة بحرية، كانت تتوهج صباحاتها وأماسيها، وبهذه الأوقات الذهبية: (10 ونصف- 1 – 3 ونصف- 6- 8 ونصف)، بعروض سينمائية منوعة، في أكثر من 13 صالة سينمائية، كانت تكتظ بالمتفرجين، من كل الفئات العمرية..
الممثل عبد الله شيخ خميس (صالح- صاحب الدكانة في ضيعة ضايعة) يتذكر تلك الأيام الذهبية للسينما:
كانت السينما سلوى أهالي اللاذقية، وكانت المدينة تضمّ صالاتٍ كثيرة، منها (الشرق- الجلاء- دنيا- اللاذقية- الأمير- الزهراء- شهرزاد- الأهرام- شناتا- أوغاريت- الكندي..).
كل الحفلات كانت (كومبليه). ممتلئة، وكانت تحدث مشاجرات، من أجل تأمين بطاقة دخول، من كثرة الازدحام، الأفلام كانت متنوعة ومشوقة، عربي أو أجنبي أو هندي أو سوري، الرومانسي والأكشن، والميلودرامي العاطفي، التي لكل منها متابعوها..
في (سينما الشرق)، المسؤول عن الدخول للسينما، كان شقيق زميلي، ولذلك كنا (نزمق) مع الداخلين، ببلاش، أو بسعر رمزي، لا يتجاوز الربع ليرة..
من السينما والأفلام الكثيرة التي حضرناها تعلمنا التمثيل والتقليد، وكنا ننقل ذلك إلى ما كنا نعرضه من مسرحيات واسكيتشات، كنا نمثلها على المسارح والأندية الفنية والثقافية، التي كانت منتشرة بكثرة في اللاذقية، وكنا نقلد فريد شوقي ومحمود المليجي وغيرهم من النجوم..
تراجعت السينما، حينما صارت الأفلام ذاتها، تدخل بلا استئذان، إلى بيوتنا، من خلال الديجتال، وعشرات المحطات الفضائية المتخصصة بعرض الأفلام السينمائية، من أفلام حديثة أو كلاسيكية قديمة، بالأبيض والأسود، أو تلك التي تعرض الأفلام الأجنبية (الأوروبية والأميركية والهندية)، وكذلك من خلال ما يمكن انتقاؤه بواسطة فانوس علاء الدين هذا العصر: (اليوتيوب).
الفنان وديع ضاهر- من رواد المسرح في اللاذقية: حين شاهدت أول فيلم، كان عمري 11 سنة، أنا ابن القرية، الذي يدهشه أي شيء جديد في المدينة، الفيلم كان لفريد شوقي (عنتر بن شداد). والدخول كان بـ6 فرنكات، وإذا تأخرنا بالدخول، ومرّتْ بعضُ المشاهد والمناظر، التي تسبق عرضَ الفيلم، كانوا يأخذون منا على الباب 3 أو 4 فرنكات..
تعرفنا على مصر من خلال أفلامها، التي كانت تحوّل روايات كبار الروائيين فيها إلى أفلام، إلى جانب الأفلام التجارية، التي تعتمد على الاستعراض والرقص والغناء والكاراتيه والملاحقة والمطاردة بالسيارات والعصابات وغيرها، التي كانت تغزو كل الصالات، إلى جانب الأفلام الأجنبية طبعاً..
السينما جعلتني أتعلق بالفن، ودفعني ذلك لأن أمثل في العديد من الفرق المسرحية، وبعدها في العديد من الأعمال الدرامية بالتلفزيون، لكن أفلام السينما كانت الشرارة الأولى لتعلقي بالفن والتمثيل..
السيد مجد صارم مدير الثقافة باللاذقية: بالرغم من انعدام وجود صالات للسينما في اللاذقية، مع ما كانت تحتويه سابقاً، من صالات عديدة، كانت تستقطب أهالي اللاذقية ريفاً ومدينة، إلا أننا كنا نغطي هذا النقص، من خلال قيامنا بعروض، في صالات مراكزنا الثقافية لأفلام المؤسسة العامة للسينما، أو القيام بعرض أحدث الأفلام العالمية، وكذلك إقامة تظاهرات، لأحدث إنتاجات السينما، كالأفلام الهندية والأرجنتينية وغيرها.. كذلك إقامة مهرجان خطوات، للأفلام السينمائية القصيرة، سنوياً..
وبالنسبة لصالة سينما الكندي، فهي قيد التأهيل، وقد تمّ تأهيلها بشكل شبه نهائي، من حيث الفرش والتكييف وأجهزة العرض (صوت وإضاءة وسواها) وبأحدث المواصفات العالمية، وخلال الفترة القادمة سيتم افتتاحها وإعادتها لجمهور اللاذقية، المتعطش للسينما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن