عربي ودولي

إيران تكرس طاقاتها لإيجاد أجواء حوار ملائمة في المنطقة … روحاني: لنوحّد صفوفنا في مواجهة السياسات الأميركية الأحادية

| ارنا

شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على توحيد الصف والانسجام في ظل الظروف الراهنة داخل البلاد، من أجل الصمود بوجه أميركا وسياساتها الأحادية.
وأشار روحاني خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس إلى تدشين مشاريع إنمائية خلال الأيام الأخيرة في محافظتي يزد (وسط) وكرمان (جنوب شرق)، واصفاً هذه الخطوات بأنها شكلت رداً حاسماً على سياسات البيت الأبيض، ومؤكداً أن هذه الإنجازات تشير إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة تسيران بالاتجاه الصحيح.
وأردف القول: «إن الاتفاق النووي مدعاة للفخر بالنسبة إلينا، لكن إعمار القرى يأتي في الأولوية، كما لفت إلى الاكتشافات الأخيرة في مجال الغاز والنفط داخل البلاد، وأيضاً العثور على حوض نفطي مشترك، مصرحاً أن كل ذلك من الانجازات التي تدعو للفخر والاعتزاز في إيران».
وفي جانب آخر من تصريحاته، أكد روحاني ضرورة الحفاظ على الوحدة والانسجام وصون استقرار البلاد، وقال: إن الوزراء ومسؤولي الشؤون الاقتصادية يبذلون جهدهم لتهدئة الأوضاع (الاقتصادية).
وأوضح قائلاً: «لقد مررنا خلال العام 2018 بأكبر نسبة من الضغوط، لكننا تمكنا من احتواء الأزمة إلى حد كبير»، مضيفاً: «لقد بلغنا اليوم الحدّ، كي يتصل بنا الجميع ويقترح علينا التفاوض لحل المشاكل والعراقيل الراهنة».
وقال روحاني في هذا الخصوص: «على الرحب والسعة! نحن لطالما أعربنا عن استعدادنا لإزالة العقبات، لكنكم أنتم من وضع العراقيل وينبغي عليكم إزالتها بأنفسكم أيضاً»، وأضاف: «لكننا مستعدون من أجل المساعدة في حل تلك المشاكل التي افتعلتموها أنتم أيضاً»، مؤكداً أنها خطوة كبيرة يتبناها الشعب الإيراني العظيم.
وفي السياق قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي إن الجمهورية الإسلامية تؤكد دائماً أهمية الحوار السياسي والتفاوض باعتباره الحل الوحيد للمشاكل الإقليمية، مؤكداً أن بلاده قد بذلت قصارى جهودها لخلق أجواء ملائمة للحوار بين دول المنطقة.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية دول المنطقة إلى اجتثاث جذور الخلافات، من خلال اتخاذ خطوات عملية لحل الأزمات.
وأوضح أن اقتراح «تشكيل منتدى للحوار الإقليمي» و«معاهدة عدم الاعتداء»، وكذلك طرح «مبادرة هرمز للسلام» في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة من قبل الرئيس روحاني يأتي في هذا السياق.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى عرض مبادرة هرمز للسلام على رؤساء الدول المطلة على الخليج العربي والعراق قائلاً: «تؤكد هذه المبادرة على أمننا المشترك مع جيراننا على أساس الالتزام بالمبادئ المشتركة، بما في ذلك تجنب التهديد باستخدام القوة، وحل الأزمات بشكل سلمي واحترام سيادة الدول ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحق الشعوب في تقرير المصير».
وأكد موسوي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد أنها ومن خلال البدء بتنفيذ هذه المبادرة، ستحقق المصالح المشتركة لجميع بلدان المنطقة ضمن تقبل الاختلافات في الآراء واحترامها.
وأضاف: «نأمل بأن تقوم بلدان المنطقة، بقبولها مبادرة سلام هرمز وبدء حوار إقليمي شامل، بإزالة الخلافات في المنطقة واتخاذ خطوات عملية وجدية وفعالة لحل الأزمات الإقليمية».
وقدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبادرة هرمز للسلام إلى الدول العربية الست المطلة على الخليج العربي بعدما ازدادت التوترات في هذه المنطقة المهمة والإستراتيجية خلال الأشهر الأخيرة، بحيث أن الوجود العسكري (الأجنبي) وتدخل الأجانب وخاصة الولايات المتحدة أصبح العنصر الرئيسي لزعزعة الأمن والاستقرار في الخليج العربي ومضيق هرمز.
في غضون ذلك أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي أمس أن الحظر الأميركي المفروض لا يؤثر في قواتنا المسلحة وقادتنا العسكريين. وقال العميد حاتمي في تصريح صحفي على هامش اجتماع الحكومة: إن قواتنا المسلحة بصفتها شوكة في عيون الأعداء كانت مستهدفة من قبل الأميركيين دوماً والآن قد فرضوا الحظر على عدد من قادتنا العسكريين إلا أنه لا تأثير له.
وأضاف: «في الحقيقة أن من يتم فرض الحظر عليه من قبل الأميركيين هم كمن يُصابون برصاص العدو ويعدون جرحى حرب ضد العدو، وهم مفخرة للشعب والقوات المسلحة».
وأكد أن الحظر الأميركي على عدد من القادة العسكريين الإيرانيين لن يؤثر في إدارة القوات المسلحة وأضاف: «إننا مبدئياً ندير القوات المسلحة عادة بصورة الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الطاقات الداخلية حيث إن هذه الممارسات لا تأثير لها في إدارة القوات المسلحة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن