الخبر الرئيسي

الشراكة العسكرية السورية الروسية تنطلق بطلب رسمي من الرئيس الأسد وتستبق محاولات واشنطن «سرقة» الحرب على الإرهاب … روسيا جواً وسورية براً… المعادلة الرابحة

الوطن – وكالات :

استبقت الشراكة العسكرية السورية الروسية محاولات واشنطن وحلفائها «سرقة» الحرب على الإرهاب بعد أن باتت تحت الأمر الواقع الذي فرضه التنسيق بين دمشق وموسكو وتحديداً بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين وتوحيد مواقفهما ومواقف البلدين الحليفين لمواجهة مشاريع واشنطن وأزلامها في المنطقة من تقسيم وتفتيت وتدمير وتهجير الشعوب.
وصباح أمس تحركت المقاتلات الروسية في السماء السورية لتعلن بدء مشاركتها الرسمية مع الجيش السوري بمختلف تشكيلاته في الحرب على الإرهاب وسط رصد ومتابعة أميركية عن قرب، إذ عمل موظفو وزارة الدفاع الأميركية طوال أمس على تحديد ومتابعة الأهداف التي قصفها الطيران الروسي فوق الأراضي السورية.
الوجود الروسي في السماء السورية ترافق مع مواصلة نسور القوى الجوية لمهامهم ومع متابعة وحدات الجيش السوري لعملياتها على الأرض، فباتت الحرب على الإرهاب أكثر فاعلية وخاصة مع امتلاك المقاتلات الروسية صواريخ بالغة الدقة يمكن أن تصيب أي هدف يحدده الجيش السوري على الأرض.
ومنذ أمس بات التواجد الروسي في سورية شرعيا بامتياز، إذ أكدت رئاسة الجمهورية أن تواجد الجيش الروسي كان بطلب رسمي من الرئيس بشار الأسد وأرسل بوساطة رسالة سلمت إلى الجانب الروسي الذي شرعن مجلسه الاتحادي استخدام سلاح الجو الروسي فوق الأراضي السورية، فاكتسب التحرك الروسي فوق الأراضي السورية بذلك شرعية تتوافق مع القوانين الدولية وميثاق مجلس الأمن خلافاً للانتهاكات اليومية لطائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا.
وقالت رئاسة الجمهورية العربية السورية في بيان: إن «الرئيس بشار الأسد أرسل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تتضمن دعوة لإرسال قوات جوية روسية إلى سورية في إطار مبادرة الرئيس بوتين لمكافحة الإرهاب».
البيان الذي نشر في صفحة رئاسة الجمهورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أكد «أن العلاقات بين الدول تحكمها المواثيق والقوانين الدولية والاتفاقيات التي تتمّ بينها لتحقيق مصالح شعوبها وضمان سلامة ووحدة أراضيها»، وذلك رداً على تساؤلات وردت إلى رئاسة الجمهورية حول صيغة وجود القوات الجوية الروسية في سورية.
وفي السياق وافق أعضاء مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، بالإجماع على طلب الرئيس بوتين بشأن استخدام القوات المسلحة الروسية بالخارج، كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا ستكون البلد الوحيد الذي سيشارك في العمليات ضد تنظيم داعش في سورية بشكل شرعي.
وفي وقت سابق من يوم أمس أفادت وزارة الدفاع الأميركية بأن موسكو أبلغتها الأربعاء ببدء غاراتها في إطار عملية القوات الجوية الروسية في سورية، على حين نقلت قناة «فوكس نيوز» الأميركية عن مسؤول أميركي قوله: إن الجانب الروسي طلب من الولايات المتحدة سحب طائراتها من المجال الجوي السوري فوراً.
من جهته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اجتماع رؤساء الدول في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث كيفية مواجهة داعش والفكر المتطرف «جميع الحكومات بإشراك المجتمعات كافة في مواجهة الإرهاب».
في الغضون اعتبر الأمين العام لهيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة محمود مرعي في تصريح لـ«الوطن» أن الروس جادون في محاربة الإرهاب، معتبراً أن بدء سلاح الجو الروسي بضرب تنظيم داعش في سورية أمر طبيعي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن