ثقافة وفن

معرض «ظلال السكون» الحياة المبنية على الثنائيات … لمى الحسنية: الطفولة هي بوابة الأمل الذي سيشرق من جديد

| جُمان بركات - تصوير- طارق السعدوني

من عالم التدريس إلى الرسم واللون وتشكيل الواقع بألوان الحياة الضاجة، وقفت الفنانة لمى الحسنية عند مفترق الطرق لتصرخ بعبارة استعارتها من العالم الكبير أرخميدس «وجدتها» وهو عنوان معرضها الفردي الأول للتصوير الضوئي في خان أسعد باشا المكان الذي يعبق بالتاريخ ويشهد روعة الفن وحضارة الأجداد، ثم شاركت في المعرض الضوئي المشترك «رحلة ضوء» مع مشروع «مدى» الثقافي في اللاذقية، بمشاركة فنانين من أغلب المحافظات السورية والمغترب وحرصوا من خلاله على تقديم لقطات من الطبيعة الحية وتجسيدها كلحظات ضوئية خالدة في لوحات فنّيّة تثري الثقافة البصرية. ‏
رغم المحطات الكثيرة في حياتها وتخصصها في اللغة الإنكليزية ومزاولتها لمهنة التدريس في جامعة دمشق، إلا أن الفنانة لمى الحسنية مازالت تبحث عن ضالتها في كل زاوية من محيطها، وفي أعماقها لا يزال البحث جارياً عن نقطة البداية، وباتت الكاميرا رفيقة الدرب في البحث لعدة سنوات، أثمرت هذه اللوحات التي تربعت على جدران المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- لتقدم الفنانة لمى معرضها الثالث الذي جاء بعنوان: «ظلال السكون»، وفي حديثها مع «الوطن» قالت:
في المعرض الأول وجدت شغفي، واليوم في معرضي الفردي الثالث «ظلال السكون» أقدم رسالة الحياة المبنية على الثنائيات مثل الأبيض والأسود، والخير والشر، وفي أغلب اللقطات الكثير من التضاد، ونحن في الواقع لا ندرك الحياة إلا بأضدادها.
كلمة السكون هي لحظة التقاط الحدث، بمعنى أنها تجمده بلحظة معينة، ولكن في الحقيقة الحياة مستمرة ومتحركة دائماً والصورة وظيفتها تجميد هذه اللحظة التي ستبقى خالدة في أعماقنا، وهو فن بحد ذاته.
وأضافت: أنا لا أذهب لالتقاط الصورة رغم تنوع الأمكنة، ولكنني التقط أي فكرة ذات هدف قيم ورسالة معبرة، واستخدم في بعض الأحيان تقنية الفوتوشوب لزيادة جمالية الصورة وإعطائها رونقاً خاصاً.

الطفولة
تغلب الطفولة في أغلب الصور التي قدمتها الفنانة لمى في معرضها، وعن الأطفال قالت: في الحقيقة لم تغادرني الطفولة يوماً وإنما بقيت موجودة في داخلي، وفي صوري لا أركز على وجوه الأطفال أبداً ولكن هناك دائماً طاقة أمل سيقوم هذا الطفل بفتحها لتدخل الشمس والضوء ويراها وينشر السعادة والفرح في كل مكان. وفي كل ذلك تلعب العين الدور الأول في اختيار والتقاط المشهد والحكاية من خلال رؤية الفنان الخاصة، إذ تشكل العين المجردة الحجر الأساس في فن التصوير الضوئي، يضاف إلى ذلك الغنى الثقافي والخبرة الحياتية، والهدف الذي يضعه نصب عينيه من وراء عرض هذه اللوحات، ورسالته إلى المتلقي والمقولة التي يرغب في تقديمها، ومن ثم تأتي تقنية الكاميرا ودقتها في تقديم الصورة الأكثر وضوحاً. ‏

الصورة متحركة
يرى الفنان التشكيلي سهيل بدور أن فن التصوير الضوئي صعب جداً فهو يحتاج إلى جرأة غير عادية، وعن معرض الفنانة لمى الحسنية قال:
يشد أي معرض تصوير ضوئي انتباهي لسبب بسيط أن عين الكاميرا أو عقلها دقيقة جداً وقادرة على إيقاف الزمن بلحظة معينة وتشعرني في الوقت ذاته أن الزمن فيها مازال متحركاً وأراها كذلك جيداً.
وفي «ظلال السكون» أعجبت كثيراً بصور الكرسي كلها، لما تحتويه من كادر حقيقي سواء كان ضوءاً أم حالة مهمة ولكن كنت أتمنى رؤية أعمال الحركة بكثرة والتي يقف الزمن فيها دون أن تغلب صوراً من الثوابت، وبالمجمل المعرض جميل.

عين مثقفة
قلما نجد معارض مختصة بالتصوير الضوئي، وقد عبّر الناقد والفنان التشكيلي أكسم طلاع عن هذا المعرض بالقول:
معرض «ظلال السكون» نوعي بسعة عدسة الفنانة، فهو يحوي موضوعات متنوعة وغنية منها الإنساني والمكاني والسياحي ومفردات البيئة والطبيعة والمجتمع، إذا يمكن القول أو وصف هذا المعرض بالوثائقي التسجيلي وأعتقد أنها غاية المصور الضوئي، وهناك أيضاً خلف الكاميرا عين ذكية مثقفة، بمعنى أننا أمام مصور لديه موقف واضح يذهب فيه إلى الجمال والطفولة والأمل والطبيعة، والتصوير الضوئي قليل اليوم رغم تطور أدواته من دقة الكاميرا وعملية تحميض الصور وغيره إلا أن الناس لم تعد مهتمة بثقافة الصورة وطباعتها سواء ملونة أم غير ملونة، ولا يمكن في عصر التكنولوجيا والتقانة أن تنافس صورة الفوتوغراف الصورة المتحركة.

جاذب بصري
وصفت الفنانة التشكيلية لبنى أرسلان معرض «سكون الظلال» بالجيد حيث قالت: هناك جاذب بصري عند الدخول من الصالة يعطي طاقة إيجابية عند رؤية الأعمال المصورة وطريقة التصوير، واللقطات كلها بسوية عالية جداً، والطفولة واضحة ولمسة البراءة نلاحظها في أعمالها.

رسالة الصورة
يجد الفنان التشكيلي أسامة دياب أن فن التصوير الضوئي له رسالة مهمة، وعن المعرض قال: لا يوجد عند الفنانة لمى الحسنية هذا التميز الفظيع غير أن هذا الحدث الفوتوغرافي جيد، هناك بعض الأعمال يمكن القول إنها تحمل فكرة فنية فوتوغرافية، ولكن الكثير من الأعمال تعتمد على النمطية جداً ولا تحمل التميز الفني، ولأن فن التصوير الضوئي قليل يجب دعمه فهو له دور ووجود لذلك يجب اختيار الزمن والوقت المناسب والإضاءة الجيدة مع وتكامل جميع المعطيات لتأدية رسالة الصورة الصحيحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن