سورية

الجعفري: لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية

| وكالات

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أمس أن سورية تتطلع للتوصل إلى معاهدة شاملة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بهدف تحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن أميركا و«إسرائيل» تضربان عرض الحائط بالإرادة الدولية والإقليمية لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية.
وأوضح الجعفري في كلمة أمس خلال مؤتمر «لإنشاء منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية»، المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وفق وكالة «سانا»، أن منع شعوب منطقتنا من حقها وتطلعاتها للعيش بسلام وأمان بما في ذلك من خلال إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى يعزى أساساً إلى تعنت بعض الدول النافذة وبالأخص إحدى الدول النووية وذلك لحماية تنصل «إسرائيل» من الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار وإلى اتفاقيتي حظر الأسلحة الكيميائية وحظر الأسلحة البيولوجية وهو مطلب يحقق ضرورة تحقيق شمولية مفهوم نزع أسلحة الدمار الشامل في العالم بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص.
ولفت الجعفري، إلى أن سورية كانت من الدول السباقة في الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية حيث انضمت إليها في عام 1969 أي قبل دخول المعاهدة حيز النفاذ لإيمانها التام بضرورة إخلاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط من هذا السلاح المدمر للبشرية.
وأشار الجعفري إلى أن سورية وإيماناً منها بضرورة إنشاء هذه المنطقة تقدمت في عام 2003 أثناء عضويتها في مجلس الأمن بمشروع قرار لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، إلا أن مشروع القرار الذي مازال حتى يومنا هذا مطروحاً باللون الأزرق في أدراج مجلس الأمن واجه تهديداً بإسقاطه بالفيتو الأميركي في حال تم الإصرار على طرحه على المجلس.
وبين الجعفري، أن سورية شاركت بفاعلية في إنجاح الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة المكرسة لنزع السلاح عام 1978 ووقعت اتفاق الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1992 كما شاركت بفاعلية في إنجاح اعتماد قرار مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار النووي عام 1995 بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط مقابل التمديد اللانهائي للمعاهدة وشاركت بجهد صادق ودؤوب في المفاوضات التي أدت إلى اتفاق في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار في عام 2010 وهو مؤتمر مهم لأنه كان الأول الذي طالب بعقد مؤتمر لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط في عام 2012 لكن هذا المؤتمر لم يعقد بسبب رفض الولايات المتحدة.
وأوضح الجعفري، أن سورية وقعت اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية في عام 1972 وانضمت في عام 2013 إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية إيماناً منها بضرورة إنشاء هذه المنطقة، مضيفاً: إن سورية تتطلع للعمل بجدية كاملة مع كل الوفود الجادة والصادقة من أجل التوصل إلى معاهدة لمنطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط تضمن الأمن لشعوب المنطقة، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر يجب أن يكون دافعاً حقيقياً باتجاه هذا الهدف.
وقال الجعفري: إن غياب «إسرائيل» اليوم وهي الطرف الوحيد في منطقتنا غير المنضم إلى اتفاقية منع الانتشار النووي والرافض لوضع منشآته النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن هذا المؤتمر الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة وبمشاركة كل الوكالات الدولية المتخصصة بحظر أسلحة الدمار الشامل، وكذلك غياب الولايات المتحدة وهي إحدى الدول المودعة لاتفاقية حظر الأسلحة النووية «ان بي تي» وعضو دائم في مجلس الأمن كان قد صوت لصالح القرارين 487 لعام 1981 و687 لعام 1991.. ، هذا الغياب يرسل رسالة سلبية للمؤتمر والمجتمع الدولي الممثل بالأمم المتحدة، مفادها، بأن كليهما يضربان عرض الحائط بالإرادة الدولية والإقليمية الشاملة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل وأن ادعاءاتهما بشأن عدم الانتشار النووي في منطقتنا هي مجرد لغو سياسي معزول عن الواقع ولا مصداقية له.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن