تركيا تستولي على صوامع «شركراك» في الرقة بعد انسحاب «قسد» منها … الجيش يستعيد محطة «تشرين» ويفشل عرقلة «اتفاق تل تمر»
| حلب - خالد زنكلو
أفشل الجيش العربي السوري محاولة ميليشيات تركيا، التي تؤازر جيش الاحتلال التركي في عدوانه على الأراضي السورية شمال شرق البلاد، عرقلتها تنفيذ «اتفاق تل تمر» في ريف الحسكة الشمالي، والذي نص على انسحاب الميليشيات و«قوات سورية الديمقراطية- قسد» من المنطقة، وتسليمها مع الطريق العام الذي يربط حلب بالحسكة، إلى الجيش السوري الذي أحكم سيطرته، وبرعاية روسية، على محطة «تشرين» للطاقة الكهرومائية على نهر الفرات، والتي تعد ثاني أكبر محطة لتوليد الطاقة في سورية بعد محطة سد الفرات.
وقال مصدر ميداني في تل تمر لـ«الوطن»: إن الجيش السوري وبمؤازرة القوات الرديفة صد صباح أمس وليل أمس الأول، هجوماً نفذته الميليشيات التابعة لتركيا على المحاور الشمالية لتل تمر في قرى المحمودية والعريشة والقاسمية، والتي كان من المفترض أن يستلمها الجيش السوري غداً الأربعاء من «قسد»، مع طريق عام حلب- الحسكة المار بالمنطقة، بموجب الاتفاق الذي رعته موسكو.
وأضاف المصدر: إن الجيش السوري اشتبك مع مرتزقة تركيا، وبادلها القصف بالأسلحة الثقيلة، ونفى سيطرة المرتزقة على أي نقطة على أوتستراد حلب- الحسكة في منطقة تل تمر، كما في قرية الدردارة، حسبما روجت مصادر إعلامية معارضة تابعة للميليشيات، كما أكدت وكالة «سانا» الرسمية مساء أمس أن وحدات الجيش وسعت انتشارها غرب ناحية تل تمر ودخلت أربع نقاط جديدة منها قريتا الدشيشة والطويلة.
وأشار المصدر إلى أن ميليشيات تركيا، أصيبت بالصدمة من انتزاع «ورقة تل تمر» من يدها بعدما شنت هجمات طوال شهر مضى لمحاصرتها والسيطرة عليها، ولذلك استقدمت تعزيزات عسكرية وتوجهت مع جيش الاحتلال التركي أمس صوب صوامع «شركراك»، الواقعة في ريف عين عيسى شمال الرقة، وبسطت هيمنتها عليها بعد أن أخلتها «قسد» لتسليمها إلى الجيش السوري، وفق اتفاق مع مفاوضين عسكريين روس.
في الأثناء واصلت ميليشيات ومرتزقة الاحتلال التركي عمليات سرقة ونهب ممتلكات المواطنين في القرى والبلدات التابعة لناحيتي تل تمر ورأس العين، بالتوازي مع قيامها بمداهمة المنازل ووضع حواجز على الطرقات لاختطاف الشبان واقتيادهم مكبلين إلى جهة مجهولة.
تأتي هذه التطورات في وقت أحكم فيه الجيش السوري أمس سيطرته على محطة الطاقة الكهرومائية «تشرين» والواقعة على نهر الفرات بالاتفاق بين «قسد» وموسكو، التي سيرت شرطتها العسكرية مساء أمس دوريات عسكرية في محيط المحطة، التي تعد ثاني أكبر محطة من نوعها في سورية، وتزود حلب منبج- ومناطق أخرى شرق الفرات بالكهرباء، بحسب مصدر عسكري في وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والعمود الفقري لـ«قسد».
وبيّن المصدر لـ«الوطن»، أن عنفات سد «تشرين» الست، التي يشرف عليها خبراء سوريون من وزارة الكهرباء، جيدة وجاهزة للعمل بشكل كامل، ولفت إلى أن كل عنفة قادرة على توليد طاقة كهربائية بمقدار 105 ميغا واط ساعي، ما سينعكس على تحسين حال الكهرباء في سورية، عدا عن إرواء مساحات واسعة من الأراضي، إذ تبلغ سعة الخزان المائي لبحيرة تشرين خلف السد، الذي تعد حالته الفنية بوضع جيد، ٩.١ مليار متر مكعب من مياه الفرات، علماً أن السد بني نهاية ثمانينيات القرن الماضي، في حين وضعت المحطة في الخدمة عام ١٩٩٩.