تخشى العائلات السورية الآشورية في شمال شرق البلاد على مصيرها مع تهديدات النظام التركي ومرتزقته بالهجوم على قراها الواقعة في ريف الحسكة الغربي.
وذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء، في تقرير لها أن العائلات الآشورية تخشى على مصيرها مع تقدّم قوات الاحتلال التركي نحو قراها الواقعة في ريف الحسكة الغربي، رغم إعلان أنقرة الشهر الماضي، بعد اتفاق مع موسكو، تعليق عدوان واسع بدأته ضد المنطقة.
وقالت: «في بلدة تل تمر في شمال شرق سورية، تتضرّع سعاد سيمون يومياً إلى اللـه كي يحمي زوجها الذي يرابض مع مقاتلين آخرين دفاعاً عن المنطقة ذات الأغلبية الآشورية المسيحية، بعدما باتت القوات التركية على تخومها».
ولفتت إلى أن سعاد (56 سنة)، فرّت قبل أيام من قريتها تل كيفجي التي تحولت إلى خط جبهة مع قوات النظام التركي، ولجأت إلى منزل أقاربها في تل تمر.
ونقلت الوكالة عن سعاد قولها: «نزحنا نحن النساء لأننا خفنا من دوي القصف القوي»، وأضافت سعاد: «لنا الله.. نريد فقط السلام».
ويشن النظام التركي مع مرتزقته من التنظيمات الإرهابية منذ التاسع من تشرين الأول الماضي عدوانا واسعاً ضد مناطق شمال شرق سورية، وفي 22 تشرين الأول الماضي اتفقت تركيا مع روسيا على تعليق العدوان وعلى تسيير دوريات مشتركة قرب الحدود، لكنها لم تلتزم بالاتفاق، وواصلت العدوان الذي احتلت خلاله عشرات البلدات والقرى.
وبينت سعاد أن زوجها يقاتل في صفوف ميليشيا «حرس الخابور»، وهي مجموعة تضم مقاتلين آشوريين محليين منضوية في صفوف ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» للدفاع عن عشرات القرى ذات الأغلبية الآشورية.
ودفع عدوان النظام التركي منذ انطلاقه أكثر من 300 ألف شخص إلى النزوح، وتسبب باستشهاد نحو 150 مدنياً.
من جانبه قال أيشو نيسان (48 عاماً)، أحد سكان تل تمر الآشوريين: «ثمة تهديدات تركية بالهجوم على قرانا، وكثيرون ينزحون»، مضيفاً: «مصير المنطقة مجهول ونخاف على أطفالنا وعائلاتنا».
ولفتت «أ ف ب»، إلى أنه «تمرّ في شوارع تل تمر بين الحين والآخر سيارات وآليات محمّلة بنازحين في طريقهم إلى المناطق الواقعة جنوب البلدة، لاسيما مدينة الحسكة التي لم يتوقف توافد النازحين إليها منذ بدء الهجوم التركي».
ومن داخل مقر لهم، لخّص المتحدث باسم ما يسمى «مجلس حرس الخابور» نبيل وردة مخاوف العائلات بالقول: «إنها المرة الثانية التي نتعرض فيها للهجوم، الأولى من تنظيم داعش، وهذه المرة الخوف من الأتراك الذين لديهم تاريخ من الإبادة بحقنا».
ويضم ريف تل تمر نحو 35 قرية وبلدة ذات أغلبية آشورية تُعرف بقرى الخابور، وقد تعرضت في شباط 2015 لهجوم واسع شنه تنظيم داعش الإرهابي وتمكن بموجبه من السيطرة على نصفها تقريباً، وخطف التنظيم حينها 220 شخصاً بينهم نساء وأطفال من سكان المنطقة، قبل أن يفرج عنهم بعد أشهر عدة وعبر مفاوضات، وعلى مراحل مقابل مبالغ مالية كبرى.
وبلغ عدد الآشوريين الإجمالي في سورية قبل شن الحرب الإرهابية على سورية نحو ثلاثين ألفاً، وهم يتحدرون بمعظمهم من الحسكة، وكان عدد سكان المنطقة الآشوريين قبل هجوم التنظيم يُقدّر بنحو عشرين ألف نسمة، وفق وردة، إلا أن الأغلبية الساحقة منهم هاجرت بعد الحرب على سورية إلى دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا، ولم يبق منهم إلا نحو ألف فقط في المنطقة، وينخرط العشرات منهم في ميليشيا «حرس الخابور».