في اختتام فعاليات الملتقى الموسيقي الأول في الحسكة … فعاليات موسيقية متنوّعة وتكريم الموسيقي الراحل يوسف إيشو
| الحسكة - دحام السلطان
اختتمت يوم الخميس الماضي على خشبة مسرح الثقافة في مدينة الحسكة، فعاليات الملتقى الموسيقي الأول الذي أقامته مديرية الثقافة للمرة الأولى، وحملت دورة الملتقى الأولى، خاصية تكريم الفنان الموسيقي ابن ريف الحسكة الراحل «يوسف إيشو»، في ظل الإرث الثر الذي تركه هذه الموسيقي الراحل الكبير، والذي أغنى به مقتنيات المكتبة الموسيقية الجزرية والسورية والعربية بخصب الألحان وشتى صنوف الإبداعات الموسيقية.
وتناولت فعاليات الملتقى التي استمرت على مدار أسبوع، وافتتحت برنامجه فرقة مديرية الثقافة في الحسكة، التي قدمت مقطوعات فنية موسيقية فردية وجماعية منوّعة، تناول فيها عازفو آلات «العود والكمان والناي» ألحاناً فنية جميلة، لأغان وطنية اشتهرت فيها الساحة الفنية العربية وأغان للسيدة فيروز، إضافة إلى الأغاني التراثية من لوني أنغام الجزيرة السورية والفرات، تخللها تقديم مقطوعات غنائية تتغنى بحب الوطن وأمجاده، وتحيي تراث المحافظة الأصيل في ظل أجواء التفاعل المتبادل بين الحضور وفرقة العرض الموسيقية، كما تناولت فعالياته أيضاً مشاركات فنية لفرقتي «أورناشا» وصفصاف الخابور التراثية، وفرقة منظمة طلائع البعث في الحسكة، وندوة تخصصية تناولت تاريخ الحركة الموسيقية في محافظة الحسكة.
وتم خلال الحفل تكريم ذوي الفنان الموسيقي الراحل «يوسف إيشو» الذي يعتبر واحداً من أهم أعمدة الموسيقا المعاصرة في محافظة الحسكة، والذي أغنى بإبداعاته الساحة الفنية قياساً إلى الأرشيف الموسيقي الذي يحتوي على مئات الألحان التي عزفت للأغاني والمقطوعات الموسيقية، إضافة إلى دوره التعليمي في تدريس الأجيال لمختلف الفنون الموسيقية وحفظه وتجديده للموسيقا التراثية التي تزخر فيها الجزيرة السورية على امتداد العصور.
وأشار مدير الثقافة في الحسكة محمد الفلاج إلى أن الموسيقا غذاء الروح والجسد، وفن راق من الفنون التي يُحتذى بها، وباعتبارها من الفنون المهمة التي أرّخت لعراقة وحضارة الشعب السوري عبر الأجيال التي تعاقبت عليه عبر التاريخ.
ولفت الفلاج إلى أن الملتقى الموسيقي الأول، جاء دعوة من مديرية الثقافة في الحسكة نحو المهتمين بالشأن الثقافي والفني والموسيقي، للمشاركة في دعم إرثنا الموسيقي الحضاري بكل ما هو جديد، إضافة إلى أنه في الوقت ذاته مناسبة مهمة لاستذكار العلامات الموسيقية المبدعة التي رحلت عنا، وهي التي غذّت وأغنت بنتاجاتها الإبداعية الموسيقية الخالدة المشهد الفني الحياتي.
وأكد مدير الثقافة أن محافظة الحسكة تعيش هذه الأيام فرحة النصر وعودة الأمن والأمان إلى ربوعها، الذي صنعه وحققه أبطال الجيش العربي السوري، الذي دخل ليؤمن الحدود الشمالية والشمالية الغربية لمحافظة الحسكة، ويعيد انتشاره في جميع أنحائها.
وبيّن مشرف فرقة مديرية الثقافة الفنان يحيى عبد الجبار أن الفرقة حرصت على تقديم التنوّع التراثي بمجمله ومختلف المقطوعات الموسيقية، التي اشتملت على تقديم ألحان وأغان وطنية وعربية متأصلة وراسخة في أذهان الجمهور الموسيقي والثقافي كحالة عامة، إضافة إلى الألحان التراثية الأصيلة التي تعكس جمالية وعراقة الإرث الحضاري والموسيقي التي يشتهر بها الشعب السوري على مختلف مكوناته اللونية.
وأوضح المخرج والكاتب المسرحي إسماعيل خلف أهمية إقامة مهرجان متخصص في الموسيقا، والذي يُقدّم من خلاله مختلف الألوان الموسيقية ويعالج مواضيعها، ويُسلّط عبر المحاضرات التي قُدّمت في الملتقى الضوء على الحركة الموسيقية في المحافظة ليُعرّف الجمهور فيها عن كثب، مبيناً أن الفنان الراحل المكرّم يعتبر واحداً من أعمدة الفن التي تركت بصمة موسيقية واضحة في مختلف النشاطات الفنية، التي شهدتها الساحة الموسيقية في المحافظة خلال السنوات الماضية، وإرثاً فنياً موسيقياً يفخر به أبناء الوطن سورية.
يُشار إلى أن الفنان الراحل يوسف إيشو من ريف محافظة الحسكة – بلدة تل تمر عام 1958، درس في مدارسها، قبل أن يتخصص في دراسة الموسيقا، بعد أن درس وتخرّج في معهد الموسيقا في دمشق، ومن ثم عاد مدرساً للمادة في مدارس الحسكة، وشارك خلال مسيرته الفنية في إنجاز العديد من المهرجانات الفنية في المحافظة، كما أسهم في دعم المكتبة الموسيقية ما يقرب 400 لحن أغنية و40 مقطوعة موسيقية، وساهم أيضاً في الحفاظ على التراث الموسيقي المحلي وسعى إلى تطويره، قبل أن يرحل عن الدنيا في العام الماضي 2018، بعد صراع طويل مع مرض عضال.