ثقافة وفن

حفل تأبين عضو مجمع اللغة العربيّة «عبدالله واثق شهيد»

بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل الدكتور «عبد اللـه واثق شهيد» أقيم حفل تأبينيّ في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنيّة، حضره كلّ من نائب رئيس الجمهورية الدكتورة «نجاح العطار» وشخصيّات سياسيّة، وثقافيّة، وإعلاميّة.
وقد ألقى وزير التعليم العالي د. «عامر مارديني» كلمته التي مثّل فيها الدكتورة «نجاح العطار» وبيّن فيها أن الراحل كان العقل السوري المتفتق بالعلم، والكنز المعرفي الوافر، وبأنّه اعتلى منابر العلم والمعرفة في المغترب، ومزج بين العلم، والمعرفة، والتربية، لبناء خطط تطوير التعليم العالي في سورية، وجعل من مركز البحوث في سورية منارة حقيقيّة على المستوى المحلّي، والعربي، والعالمي، كما أشار إلى أن الفقيد كان علامة متميّزة عبر مراحل حياته، ليصبح أستاذاً جامعيّاً، فوزيراً للتعليم العالي، فمديراً لمركز البحوث العلميّة، وهو وإن فارقنا جسداً إلا أنه سيبقى بيننا خالداً، لأنه واحدٌ من الشخصيّات الوطنيّة الفذّة، والمتميّزة، كما تشهد أعماله العلميّة، والإنجازات العظيمة التي أسهم في تحقيقها، إضافة لمناقبه الأخلاقيّة، وولائه للوطن، حيث عمل على محاربة الظلام، والجهل، والتخلّف، وأضاء طريق النور، والمعرفة للأجيال القادمة.
أما د. «مروان المحاسني» رئيس مجمع اللغة العربيّة فقد ذكر أنّه لا بدّ من تسليط الضوء على عطاءات الفقيد ومآثره؛ بكلّ أمانة، وصولاً لصورة مضيئة، يجب أن يحفظها مجتمعنا، وذكر بأن لقاءه مع الفقيد كان أيام الجمهوريّة العربيّة المتحدة، للمشاركة في تأسيس فرع دمشق للمجلس الأعلى للعلوم في القاهرة. وقد شارك في بحوث علميّة أصيلة كمشروع السدّ العالي، ومشاريع مجالات السكن والغذاء. ومن الدراسات المهمّة التي شارك في تقديمها للمجلس الأعلى في القاهرة، الخطّة العلميّة للإقليم الشمالي عام 1959 وقد تجلى التقدير لعمله في المجال العلمي حين صدر مرسوم في تعيينه نائباً لوزير التربية لشؤون الجامعات عام 1966 ثم تسميته لاحقاً وزير التعليم العالي من العام نفسه، وقد ذكر الدكتور المحاسني الكثير من العلامات الفارقة في مسيرة حياة الفقيد وعطائه الكبير ومنها إنشاء مركز للدراسات والبحوث العلميّة عام 1971 وعضويّة اللجان التي مثّل فيها سورية دوليّاً، وترؤسه للجان كثيرة، ومساهمته في تطوير قوانين التعليم العالي، وتنظيم الجامعات، وقانون مجلس البحث العلمي، وقانون المجلس الوطني للسياسة العلميّة، والثقافيّة، وقد ذكر الدكتور «المحاسني» أيضاً أن المرحوم «واثق شهيد» هو رجل المهمّات الصعبة، فهو الذي أدخل إلى مجمعنا مفهوماً جديداً كان قد طبقه على الجامعات، وهو إيجاد هيئة فنيّة موازية للوظائف الإدارية في المجمع، وأفرادها جامعيون أرادوا الاستمرار في بحوثهم العلميّة، يستفيد المجمع من وجودهم أمناء للجان يشاركون الأعضاء العاملين في بحوثهم، كي يبقوا متدرجين في سلم الشهادات العلميّة العليا.
يذكر أن الدكتور عبد اللـه واثق شهيد من مواليد مدينة حلب عام 1927 وهو باحث فيزيائي ووزير سابق، تخرّج في قسم الفيزياء في كليّة العلوم في الجامعة السوريّة في دمشق حالياً عام 1951 حيث يعدّ من أبرز أعلام سورية.
حصل على شهادة الدكتوراه في الطاقة النوويّة من فرنسا، وكان أول وزير للتعليم العالي عام 1966.
وفي العام 1971م كان أول مدير لمركز البحوث والدراسات العلميّة في سورية في محافظة حلب، وبقي في هذا المنصب حتى العام 1994.
وكان الراحل عضواً في المجلس الأعلى للعلوم في سورية، ورئيس لجنة الطاقة الذريّة، لعدّة سنوات، ورئيس لجنة الإنسان والبيئة، ورئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا، وعضواً في مجلس البحث العلمي الاتحادي في أيام الوحدة الثلاثيّة.
وهو عضو مجلس البحث العلمي الاتحادي، وعضو اللجنة الاستشاريّة لمجلس الاقتصاد الاجتماعي للأمم المتحدة «أكاست» لعدّة سنوات، وعضو اللجنة الاستشاريّة للمدير العام للـ«يونيسكو» بشأن البحث العلمي، والحاجات الإنسانية، واختير رئيساً للجنة الإستراتيجية للعلوم في المنظمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم.
كما انتخب سنة 1988 عضواً في مجمع اللغة العربيّة بدمشق، ثم أمينا عاماً للمجمع نفسه.
له العديد من المؤلفات الجامعيّة منها «الميكانيك الفيزيائي» و«الترموديناميك» و«الفيزياء النظريّة» و«الفيزياء الحديثة» وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن