ما زال معظم الكلام حتى الآن (جسّ نبض)، والعنوان انتخابات اتحاد كرة القدم في الأيام الأخيرة من هذا العام، وأي قرارات ستلي معرفتنا بمن سيقود كرتنا أربع سنوات قادمة..
دائماً يكون التركيز على هوية الرئيس الجديد لاتحاد كرة القدم، ونادراً ما ننتظر من سيكون في عضويته، لأننا اعتدنا أن يكون العمل الكروي مرآة لرئيس الاتحاد مع أدوار ضعيفة وشبه غائبة لبقية الأعضاء، والتحوّل الأول الذي ننتظره في اتحادنا الكروي الذي سيرى النور في 28 كانون الأول القادم هو أن يكون اتحاد الكرة مؤسسة تقوم على كامل الموجودين فيه قرارات وعملاً وتمثيلاً، فنعدّ على أصابعنا أننا أنجزنا خطوة مهمة، لننتظر أن تليها قرارات مدروسة تخصّ المسابقات المحلية والمنتخبات الوطنية والتدريب والتأهيل وغير ذلك.
إن أردنا أن نمتلك المستقبل فإن كثيراً من التحديات الكبرى بانتظارنا لعل من أهمها أن نقرأ المستقبل ونعرف ماذا لنا فيه، وكيف نصل لما نريده دون أن نترك أي شيء للمصادفة.
الأسماء التي يدور الحديث عن نيّتها بالترشّح لرئاسة اتحاد كرة القدم قد تمتلك أساسيات هذا الأمر، وقد تجد من يدعمها، ولن نستبق الأمور ولكن ضمائر أعضاء الجمعية العمومية على المحكّ في اختيار المشروع لا الشخص، وأن يكون الاختيار بعيداً عن المصلحة الناديوية الضيّقة، وأن تتقدّم منتخباتنا الوطنية على كلّ شيء لأنها واجهة اللعبة، ولأنها المكان الوحيد الذي يجمعنا بلون واحد.
من الطبيعي أن تحضر التكتيكات الانتخابية، وقد بدأت فعلاً، ومن الطبيعي أيضاً أن تكون هناك توجهات رسمية نحو شخص بعينه ولو من وراء الكواليس، لكن سيبقى القرار الأخير لأعضاء المؤتمر الذين بإمكانهم ممارسة عملية الاقتراع بحرية وبعيداً عن الضغوط ولا أحد سيعرف لمن صوّت هذا أو ذاك، أي إن القرار الكروي السليم يمكن أن يكون ولو كان التوجيه لشخص واضحاً وحاسماً.
البوابة الحقيقية لصورة الاتحاد الكروي الجديد هي ترشيحات اللجان الفنية والأندية، والكلّ يعلم كيف تمّت ومن خلالها يمكننا قراءة نتائج الانتخابات القادمة، وسنعود لهذا الأمر أكثر من مرّة.