ثقافة وفن

خاص بجيل الثمانينيات والتسعينيات.. «الكابتن ماجد» عاد من جديد … العمل نجح بنسخته العربية في إحداث ضجة ويعد الأفضل ولم تقتصر مشاهدته على الصغار فقط

| وائل العدس

لطالما رسم الابتسامة على وجوه أجيال متعاقبة من الأطفال واليافعين في عالمنا العربي، وكان له فضل كبير في إدخال حب كرة القدم والحماسة والتنافس الرياضي إلى قلوب الملايين من الأطفال.
وبعد أن تابعته وتعلقت به أجيال متعاقبة، يعود مسلسل الأطفال الشهير «الكابتن سوباسا»، المعروف عربياً باسم «الكابتن ماجد»، بحلقات جديدة وحلة متجددة، على أن يبدأ عرض هذه الحلقات خلال شهر كانون الأول المقبل، حيث وقعت إحدى القنوات العربية المتخصصة ببرامج الأطفال اتفاقية مع مؤلف المسلسل ورسام شخصيته الرئيسية.

الخيال الواسع
لم تخل السلسلة من الخيال الياباني الواسع، حيث نجد الكثير من الضربات القوية جداً والتي من المستحيل تطبيقها على أرض الواقع، مثل ضربة «الكابتن هيوغا» التي يستحيل على الحارس مسكها، وأحياناً تمزق شباك المرمى.
كانت ضربات «الكابتن ماجد» قوية جداً وتمكنت أحياناً من تمزيقِ شباك المرمى، وكان المشاهدون يقضون أوقاتاً طويلة في انتظار وصول الكرة إلى وجهتها بعد تسديدة من تسديدات الكابتن ماجد، وكان هذا يستغرق أياماً بحالها أحياناً.

تخطيط مسبق
بدأ العمل على المسلسل الذي قام بتأليفه يوشي تاكاهيشي منذ عام 1981، ولكن بداية إنتاجه تلفزيونياً كانت عام 1983، وتدور أحداثه حول عالم كرة القدم في إطار تنافسي بين ماجد وزملائه في المدرسة على مر مراحلهم التعليمية المختلفة.
وقد استوحى تاكاهيشي المسلسل من بطولات كأس العالم، وقد قيل عنه في ذلك الوقت إن الهدف منه هو خلق جيل من اليابانيين محب وقادر على المنافسة في عالم الساحرة المستديرة، وذلك في إطار التخطيط للمنافسة على بطولة كأس العالم 2002، والتي نظمتها اليابان مع كوريا الجنوبية.
وحقق حينها شعبية كبيرة تخطت اليابان ووصلت إلى أوروبا وأميركا والشرق الأوسط والوطن العربي، وتألف أول جزء من 128 حلقة عرض على مدار ثلاثة أعوام في اليابان، وفي عالَمنا تمت دبلجته إلى اللغة العربية في عام 1990، وقد عرض على شكل جزأين، الأول تكون من 55 حلقة والثاني 73 حلقة.
ونجح العمل بنسخته المدبلجة إلى العربية في إحداث ضجة كبيرة جداً، وحتى الآن يعد الأفضل في مجال المسلسلات الرياضية، حتى إن مشاهدته لم تقتصر على الصغار بل الكبار أيضاً، حيث تجد الكثير من المقاهي تقوم بتشغيل الحلقات ويجلس مرتادوها من الكبار بانتباه لمتابعة تلك الحلقات وكأنهم يشاهدون مباراة عالمية في إحدى بطولات كرة القدم الشهيرة.

القصة كاملة
لمن لا يعرف «الكابتن ماجد» فاسمه الحقيقي في النسخة اليابانية الأصلية هو «تسوباسا أوزورا»، وتعني باللغة اليابانية «فتى كرة القدم الهابط من السماء»، وتتكون عائلته من والده الذي يعمل في البحرية ويتجول حول العالم بسبب عمله، ووالدته التي تقوم على رعايته بشكل كامل لانشغال والده في عمله.
وعرف «الكابتن ماجد» بحبه للكرة، فقد كان يلعب بها في عمر السنتين عندما تدحرجت من داخل حديقة منزلهم إلى الشارع المقابل له، فهرع زاحفاً وراءها حتى أمسك بها ووضعها أمامه، وإذا بسيارة كادت تدهسه لولا أن أوقفها قائدها بالمكابح، ولكنها لم تقف بشكل كامل وكادت تدهس ماجد الصغير، إلا أنه كان يضع الكرة أمامه فامتصت الصدمة المتبقية من السيارة وأنقذت الكرة حياته.
وعندما كان فتى صغيراً تعلم كرة القدم على يدي المدرب البرازيلي «روبرتو هونغو»، المعروف في النسخة العربية باسم «الكابتن فواز»، وهو لاعب برازيلي شهير وصديق شخصي لوالد ماجد، حيث تكفل بتعليمه كرة القدم منذ صغره، وذلك بعد ملاحظة قدراته ومهاراته العالية، والتي تمكنه مستقبلاً من أن يصبح أفضل لاعبي العالم.
ولصقل موهبته ورفع مستواه، سافر ماجد مع والدته إلى مدينة نانكاتسو اليابانية التي تشتهر بمنافسات كرة القدم بين مدارسها، بناء على توجيه من مدربه «فواز» وهناك تعرف على أول لاعبي فريقه وهو «عمر» أو المدعو «ريو إيشيزاكي» في النسخة اليابانية وقد أصبحا صديقين حميمين.
وبعد ذلك التقى «ماجد» مع الحارس الموهوب «وليد» (جينزو وكابياشي)، وكذلك المهاجم المتميز «ياسين» (تارو ميزاكي)، اللذين شكلا ثنائياً ذهبياً فيما بعد، وتم انضمام «ماجد» لفريق هذه المجموعة بعد أن عرضوا عليه ذلك بعد أن شاهدوا مهاراته وقدراته الكبيرة، بدأ رحلة الكفاح مع هذا الفريق والمشاركة في منافسات قوية جداً.
تعرف «ماجد» أيضاً على الفتاة «لانا حمدي» أو في النسخة اليابانية «ساني ناكازاوا»، التي تعشق فريق «المجد» الذي أصبح يلعب له «ماجد» بجنون، وقد ارتبطت معه بقصة حب كبيرة انتهت بزواجهما في الأجزاء الأخيرة من تلك السلسلة.
أُصيب بخيبة أمل عندما سافر «فواز» إلى البرازيل من دونه، وخصوصاً أن أصدقاءه تمكنوا من السفر أيضاً، فقد سافر «وليد» إلى ألمانيا و«ياسين» إلى فرنسا، وكان أمامه خياران إما البقاء مع فريق «المجد» وإما السفر إلى مدينة الفرح واللعب إلى جانبِ «بسام» في فريقه.
قرر مواصلةَ مشواره مع فريقه، وبدأ رحلة جديدة للحفاظ على لقب البطولة، واصطدم على مدى مبارياته مع خصومٍ أقوياءٍ مثل «حيّان» من فريق «الشعلة»، و«أنور ومنير» من فريقِ «الحنان»، «حسن وسامر» من فريق «التفوق»، و«مجد» من فريق «الفؤاد»، وخصمه العنيد «بسام» قائد فريق «الفرح» الذي يضم الحارس البارع «رعد» والفتى اليافع «مأمون».
حاول كل هؤلاء اللاعبين إضافة إلى «الكابتن ماجد» إثبات أنفسهم في البطولة وإثبات أحقيتهم باللعب في المنتخب الوطني لمواجهة عمالقة الكرة العالمية مثل شنايدر القيصر الألماني وبيير كابتن المنتخبِ الفرنسي.
تمكن «الكابتن ماجد» من لفت الأنظار والانضمام إلى المنتخب الوطني وخضع إلى العديد من التدريبات القاسية في البرازيل، وبعد ذلك التحقَ بمنتخب اليابان بعد أن سلمه «أمجد» قيادة الفريق وذهب إلى ألمانيا للمشاركةِ في نهائيات كأس العالم.
واجه العديد من المنتخبات واللاعبين المحترفين في محاولة منه للتغلب عليهم والوصول بفريقه إلى كأس العالم.
فيما بعد سافر «ماجد» مع زملائه «وليد وياسين وبسام» إلى أوروبا لخوض دوري لكرة القدم هناك، ولكن لسوء الحظ وجد نفسه على وشك تحدي مدربه «فواز» ولكن ليس فواز شخصياً بل أخوه الأصغر الذي يكبر ماجد بشهور والذي خضع لتدريبات على يد «فواز» أيضاً.
التقى «الكابتن ماجد» مع شنايدر لأول مرة، وبعد جهد شاق، حقق النصر عليه بعد أن خاضا مباراة قوية.
لم تنته القصة هنا، بل ظهرت العديد من الأجزاء ومن أواخر الأجزاء المسمى «الشبح» الذي عرض «الكابتن ماجد» في العديد من مباريات كأس العالم التي انتهت بتتويجه وحصولِ فريقه على كأس العالم، لينتقل فيما بعد إلى فريق برشلونة في الدوري الإسباني، ليواصل تألقه معه وتتوالى الأحداث هنا وهناك حتى يصبح «الكابتن ماجد» علامة بارزة في عالم كرة القدم.
وقد شهدت سلسلة «الكابتن ماجد» مبيعات غير مسبوقة في عالم الرسوم المتحركة، حيث بيع منها 80 مليون نسخة على مستوى العالم، كما أنه تم اختيارها عام 2005 رقم 41 من أصل 100 سلسلة عالمية من أفلام الرسوم المتحركة من حيث الشهرة والنجاح الدولي.

النسخة العربية
أنتجت شركة «يونغ فيوتشر» نسخة عربية لهذا المسلسل سنة 1990 بدبلجة أردنية حتى الحلقة 55 بأسماء عربية، ثم بدبلجة سورية من إنتاج مركز «الزهرة» تحت اسم «الجزء الثاني» غطت باقي الحلقات من 56 إلى 128 واحتفظت بالأسماء المعربة نفسها.
لاحقاً في 1990 وقع إنتاج سلسلة 14 حلقة إضافية تحت اسم «كابتن تسوباسا الجديد» تتضمن تتمة الأحداث منذ ذهاب «ماجد» إلى البرازيل حتى احترافه هناك، لكن لم تتم دبلجتها للعربية.
ومن الممثلين السوريين الذين شاركوا بدبلجة هذا العمل أمل حويجة بشخصية «ماجد» وعادل أبو حسون وبثينة شيا وفاطمة سعد وموفق الأحمد ووضاح حلوم ومروان فرحات ومأمون الفرخ ووليد الدبس ومانيا النبواني ومحمد حداقي وفادي صبيح ورافي وهبي ورامي حنا وإياد أبو الشامات.
الشخصيات الأخرى

حفلت حلقات المسلسل بعدد من المواجهات القوية في عالم كرة القدم، وشهدت مواقف درامية مؤثرة تركت أثراً في نفوس كل مشاهدي تلك السلسلة، وخلال ذلك شارك عدد من الشخصيات التي ساهمت في شهرة حلقات الكرتون تلك.
وليد: هو حارس مرمى فريق ماجد وأحد الموهوبين الذين يصعب هز شباكهم وهو سليل عائلة أرستقراطية، ومصدر ثقة لكل مدربي الفرق التي يلعب فيها وفي الوقت ذاته مصدر قلق للمنافسين لقوته في حراسة المرمى، بدرجة تجعل من الصعوبة هز شباكه، يتميز بالرشاقة وقد قضى فترة احتراف في ألمانيا أثبت خلالها أنه أفضل حراس المرمى على مستوى العالم.
بسام: الخصم اللدود لماجد والذي كان يتواجه معه دائماً في المباريات النهائية في التصفيات في اليابان، وقد نشأ في أسرة فقيرة خاصة بعد وفاة والده وكان يعمل إلى جانب الدراسة ولعب كرة القدم، وقد أضفت الحياة القاسية التي كان يعيشها على طريقته في اللعب العنف والقوة، إلا أنه في الوقت ذاته كان صاحب شخصية قوية جداً وهدافاً كبيراً وذا تسديدات صاروخية.
ياسين: يتميز بالمهارات العالية والقلب الطيب، كما أنه اجتماعي جداً ولديه قدرة فائقة على كسب الأصدقاء والتعامل معهم بشكل جيد، لذلك فقد كان محبوباً جداً ولديه العديد من الأصدقاء، ساعد ماجد كثيراً في المباريات بتحركاته الواعية وأهدافه الرائعة.
مازن: أحد أبرز النجوم الذين أثروا في مشاهدي الحلقات وفي الوقت ذاته من الأصدقاء المقربين لماجد رغم أنه لم يكن لاعباً في فريقه، إلا أن مهارته العالية وإصابته بمرض في قلبه أدى إلى كسبه تعاطفاً كبيراً جداً، وكم تمنى ماجد أن يلتقي مع مازن وهو سليم معافى ولكن من دون جدوى.
رعد: يعد الحارس الثاني الأفضل على مستوى الحلقات بل يعتبره الكثيرون هو الأفضل على الإطلاق، ويتفوق على وليد بحكم رشاقته وحركاته الرائعة التي بهرت وليد نفسه، حيث إنه كان لاعباً للكاراتيه قبل أن يتحول إلى لعب كرة القدم، وقد كان رعد غامضاً إلى حد بعيد وكان حارساً لمرمى فريق بسام.

قصة مختلفة
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نظرية محزنة وتكسر القلوب مختلفة عن القصة الحقيقية وراء بطولات الكابتن ماجد، فعندما ضربته الشاحنة في الجزء الأول وقامَت الكرة بامتصاصِ الصدمةِ تابع حياته ليتم تتويجه بلقب كأس العالم، إلى أن يستيقظ من غيبوبة ليجد نفسه مبتور القدمين، وليتبين أن جميع المباريات التي لعبها ليست إلا مجرد حلم استيقظ منه وأخبر والدته به، إلا أن الجميع شككَ في القصة واعتبروها غير واقعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن