تصاعد الاحتجاجات في العراق وسقوط المزيد من القتلى
| رويترز – الميادين - شينخوا – سانا – روسيا اليوم
قالت مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية أمس إن قوات الأمن فتحت النار على محتجين في بغداد وجنوب البلاد ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة العشرات، في أحدث فصول العنف وسط اضطرابات مستمرة في بغداد ومدن جنوبية منذ أسابيع.
وفي الناصرية، استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وعبوات الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين تجمعوا أثناء الليل على ثلاثة جسور.
وقالت الشرطة ومسؤولون في مجال الصحة: إن ثلاثة أشخاص قتلوا وقالت مصادر في مستشفى إن شخصاً آخر فارق الحياة في وقت لاحق متأثراً بجروح جراء طلقات رصاص في الرأس.
وأضافت المصادر: إن أكثر من 50 آخرين أصيبوا في اشتباكات بالمدينة معظمهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع.
وذكرت مصادر في الشرطة ومسعفون أن قوات الأمن قتلت أيضاً اثنين من المحتجين على الأقل وأصابت أكثر من 70 عندما أطلقت الرصاص الحي لتفريق احتجاجات قرب ميناء أم قصر المطل على الخليج والقريب من مدينة البصرة.
وكان المحتجون قد احتشدوا لمطالبة قوات الأمن بفتح الطرق المحيطة بالميناء والتي أغلقتها القوات الحكومية لمنعهم من الوصول إلى مدخله.
وميناء أم قصر هو أكبر ميناء للسلع الأساسية في العراق ويستقبل شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر لبلد يعتمد كثيراً على المواد الغذائية المستوردة.
وفي بغداد، قالت الشرطة ومصادر طبية: إن متظاهراً قُتل أثناء تظاهرات ليلية في شارع الرشيد بوسط المدينة عندما استخدمت الشرطة الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين.
واندلعت الاحتجاجات مجدداً في شارع الرشيد عندما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من محاولة الوصول إلى الطريق المؤدي للبنك المركزي، وقالت الشرطة ومصادر طبية: إن 15 محتجاً على الأقل أصيبوا بجروح.
وفي البصرة، قالت الشرطة: إن مئات المحتجين أضرموا النار في إطارات وأغلقوا بعض الطرق ما منع موظفين حكوميين من الوصول إلى مكاتبهم.
وأضرم المحتجون النار في سيارة للشرطة بوسط المدينة. وقالت وكالة «رويترز»: إن 35 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح بسبب الرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع التي ألقتها قوات الأمن عليهم.
وذكرت مصادر طبية وأمنية أن قوات الأمن العراقية أصابت ما لا يقل عن 24 شخصاً خلال الليل في مدينة كربلاء إثر فتحها النار على المحتجين لمنعهم من الوصول إلى مقر الحكومة المحلية.
وأشارت المصادر إلى حرق مركز ديني أيضاً في المدينة الواقعة جنوب البلاد، كما أغلق متظاهرون عراقيون جسر الزبير في البصرة وأحرقوا سيارة نقل عسكرية لقوات مكافحة الشغب.
وفي مدينة الديوانية، جنوب العراق، أغلق المتظاهرون دوائر الدولة، وقطعوا الشارع العام في قضاء الحمزة الشرقي.
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أعلن أن عصابات تستغل التظاهرات لمحاولة تدمير وحرق مؤسسات الدولة، مؤكداً أنه «سيتم التصدي لهذه العصابات بحزم ومسؤولية ومنع التخريب، وأيضاً ستتم مجابهة واعتقال من يقف وراء هذه العصابات».
سياسياً، أعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن مشروعي قانوني الانتخابات والمفوضية سيتصدران جدول أعمال جلسة البرلمان المقررة اليوم الإثنين.
هذا ودعا رئيس تيار «الحكمة» في العراق، عمار الحكيم، إلى «الكشف عن المتسببين بإراقة الدماء بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية».
في الأثناء، دعا المسؤول الأمني في كتائب حزب اللـه العراق أبو علي العسكري الحكومة إلى إقالة وزير الدفاع نجاح الشمري، محذراً الحكومة من تبعات عدم استجابتها لإقالة الشمري، وشدّد على أن عدم تغييره سيدفع العراقيين للّجوء إلى الطرق التقليدية الشعبية لتغييره.
في هذه الأثناء كشف مصدر عراقي مسؤول، أن الحكومة بصدد إعادة تأهيل سجن «أبو غريب» وإجراء توسعة لسجون «التاجي» و«الحوت» و«بابل»، بهدف استيعاب سجناء «داعش» من العراقيين والأجانب الموجودين في سورية.
وقال المصدر: إن «الحكومة العراقية قررت إلغاء خطط سابقة لهدم سجن (أبو غريب) المغلق حالياً، واستثماره في شكل مجمعات سكنية»، مبيناً أنه «تقررت إعادة تأهيل السجن، وإدخال عمليات توسعة وتحصينات مشددة عليه».
وأشار، إلى أن «السبب الرئيسي الداعي لتسريع وتيرة العمل على الخطة، هو استيعاب سجناء تنظيم داعش الموجودين في سورية من العراقيين والأجانب، مع وجود دعم مالي أوروبي، بحيث تكون السجون في العراق مطابقة للمعايير الدولية من حيث عدد السجناء في العنابر».