القصف على رأس العين أدى إلى استشهاد 477 مدنياً وإصابة 1070 وتهجير 300 ألف … شهادة حيّة على فظاعة الممارسات الإجرامية للاحتلال التركي ومرتزقته
| وكالات
يقوم الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بأبشع الممارسات الإجرامية بحق الأهالي الذين احتل مناطقهم في شمال شرق البلاد من قتل وتمثيل بالجثث وتعذيب وسرقة ونهب للممتلكات بهدف إجراء عملية تغيير ديموغرافي في تلك المناطق.
وروى فيصل إسماعيل أحد المهجرين من مدينة رأس العين بريف الرقة الشمالي المحتلة من قبل نظام أردوغان وإرهابييه، وفق وكالة هاور الكردية ما تعرض له من تعذيب على يد مرتزقة جيش الاحتلال التركي لأنه عاد إلى منزله الذي سرق المرتزقة كل ما فيه، ونقلت عنه قوله: «لفظاعة ما شاهدته قررت النزوح مرة أخرى».
وأشار إسماعيل إلى أنه خرج من رأس العين بعد اشتداد قصف وهجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من «داعش» و«جبهة النصرة» على المدينة، والتي بدأت في الـ9 من تشرين الأول الماضي، وتسببت باستشهاد 477 مدنياً وإصابة 1070 آخرين، حسب تقرير أصدرته ما تسمى «هيئة شؤون المنظمات للإدارة الذاتية» الكردية، وأشار فيه إلى تهجير قرابة 300 ألف مدني من ديارهم.
ولجأ إسماعيل إلى مدينة الحسكة ومكث في إحدى المدارس التي خصصتها ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية لإيواء المهجرين.
وبيّن أنه «وعقب احتلال مدينة رأس العين حاول الاحتلال التركي ومرتزقته إيهام الأهالي بأن المدينة آمنة والجميع يستطيع العودة إليها، وعليه قرر العودة إلى رأس العين مع زوجته فتوجه إلى مدينته».
وقال: «عند وصولي إلى رأس العين، أوقفني بعض عناصر مرتزقة الاحتلال التركي وقاموا باستجوابي، بعد أن قاموا بأخذ جميع المال الموجود لدي وجهازي المحمول، ومن ثم اقتادوني إلى السجن».
وأضاف: «مسلسل الاعتقال والتعذيب على الهوية الذي ينتهجه الاحتلال التركي ومرتزقته في المناطق الأخرى التي احتلها كعفرين والباب وإعزاز مستمر في رأس العين أيضاً».
وقال إسماعيل: «بعد اعتقالي كانوا يعذبونني ليلاً ونهاراً، وضربوني على كافة أنحاء جسدي».
وذكر أنه «أمضى 15 يوماً تحت التعذيب المتواصل في أحد سجون الاحتلال التركي ومرتزقته، وتعرّض للضرب باستمرار وحرموه من الأكل والشرب في بعض الأيام».
وقال: «بعد 15 يوماً من التعذيب أخلوا سبيلي، وعند خروجي من السجن اتجهت إلى منزلي لأتفقده»، وأضاف، «عند مروري بالأحياء المدينة، قلت في نفسي إنها ليست رأس العين، فجميع المنازل مُهدمة والشوارع جميعها ملطخة بالدم»، مضيفاً: «عند وصولي إلى منزلي وجدت أن الشيء الذي لم ينهبوه ويسرقوه كان الجدران فقط، فقد نهبوا كل شيء».
وأشار إسماعيل إلى أنه بقي ما يقارب أربعة أيام داخل بيته الذي لا يوجد فيه سوى الجدران، وأضاف: «كانوا يزعجونني باستمرار، لذلك قررت العودة إلى مدارس الإيواء، وعدم العودة إلى رأس العين بوجود مرتزقة الاحتلال التركي».
وتحدث إسماعيل، عما شاهده من مجازر الاحتلال التركي ومشاهد القتل وتقطيع الجثث وتركها في الشوارع والحزن لا يفارق وجهه، وقال: «عند مروري بأحد الأحياء، صدمتُ مما رأيت، جثامين ثلاث نساء على الأرض، شعورهن مقطّعة عن رؤوسهن من شدة التعذيب الذي لاقينه من مرتزقة الاحتلال التركي».
وختم إسماعيل بدعوة الأهالي إلى عدم الانجرار وراء ما يُروّجه الاحتلال التركي ومرتزقته، مبيناً أنهم يقومون بملاحقة العائدين إلى بيوتهم وسرقة ممتلكاتهم، مطالباً جميع الدول والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بإخراج الاحتلال ومرتزقته من رأس العين.