كسر خط الدفاع الأول لـ«النصرة» وأرغم تركيا على إعادة حساباتها … الجيش يسيطر على «المشيرفة» في إدلب ويدحر مرتزقة تركيا من محيط «عين عيسى» بالرقة
| حلب - خالد زنكلو
سطّر الجيش العربي السوري ملحمة جديدة من ملاحم النصر، وجدد سيطرته على بلدة المشيرفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، والتي تعد خط الدفاع الأول لـ«جبهة النصرة» وخاصرته القوية في إدلب، على حين دحر مرتزقة تركيا من محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، مثبتا خطوط التماس التي تم التوافق عليها بين الرئيسين الروسي والتركي في ٢٢ الشهر الفائت على أهم مناطق شمال شرق سورية.
وأكد مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي الشرقي لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش السوري البرية وإثر تمهيد ناري مكثف ومحكم، تقدمت وأحكمت سيطرتها فجر أمس مجدداً على المشيرفة ذات الموقع الاستراتيجي، والتي سبق وأن اقتحمتها في ١٤ الجاري قبل الانسحاب منها بعدما مدت نفوذها إلى قرية اللويبدة غربية وتل خزنة، وكبدت إرهابيي «النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به بعد اشتباكات ضارية، استمرت لساعات، خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بعدما أرغمتهم على التراجع إلى الخطوط الخلفية، والتي استهدفها سلاح الجو في الجيش السوري، وحقق إصابات مؤكدة في تجمعاتهم وأوكارهم.
ولفت المصدر إلى أن الجيش السوري أفشل هجوماً معاكساً للإرهابيين باستعادة الهيمنة على البلدة على الرغم من استجماع كل قواهم وإمدادهم بإرهابيين جدد من كل التنظيمات الإرهابية بما فيها «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي اندمجت فيما يسمى «الجيش الوطني» الممول من النظام التركي، وذلك بأوامر عليا من أنقرة نظراً لحساسية الموقف واندحار ميليشياتها من أبرز معاقلها في باكورة انطلاق العملية العسكرية للجيش السوري في «منطقة خفض التصعيد».
وكشف عن أهمية الموقع الحيوي للمشيرفة التي تعلو هضبة مرتفعة، وتطل على العديد من القرى والبلدات ومساحات واسعة من الأراضي جنوب شرق محافظة إدلب، ونوه بأن الوسائط النارية للجيش دمرت أهدافاً للإرهابيين في كفر سجنة وتل دم وتل النار والبرج والشيخ مصطفى ومعر حرمة وركايا والزرزور والتينة والبريصة وأم الخلاخيل في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وبذلك يغدو ريف إدلب الجنوبي الشرقي مفتوحاً أمام تقدم الجيش السوري في محاور عديدة أهمها محور الصرمان جنوب شرق مدينة معرة النعمان، حيث تقع نقطة مراقبة الصرمان التابعة للجيش التركي الذي يخشى من محاصرتها على غرار نقطة مراقبة مورك بريف حماة الشمالي، التي لا تزال محاصرة من الجيش السوري.
بالتوازي أفاد مصدر ميداني في ريف الرقة الشمالي لـ«الوطن»، بأن الجيش السوري اشتبك مع مرتزقة تركيا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأجبرهم على الانسحاب من محيط بلدة عين عيسى على الرغم من مساندة الجيش التركي عبر مدفعيته وطائراته المسيرة لهم.
ونفى المصدر ما نشرته وسائل إعلام المعارضة المسلحة عن سيطرة ميليشيات تركيا على مخيم البلدة، لكنه أشار إلى أن قريتي صيدا والمعلك قرب البلدة أصبحتا تحت هيمنة الجيش السوري، بعد انهزام الميليشيات منها مسافة كيلو مترين باتجاه الشمال.
وشدد على أن الموقف البطولي للجيش السوري، دعم المفاوض الروسي، الذي اجتمع أكثر من مرة مع نظيره التركي أخيراً لفرض خطوط التماس التي لا يسمح للمحتل التركي بتجاوزها، سواء في عين عيسى شمال الرقة أو في تل تمر شمال غرب الحسكة، نظراً لوقوعهما على مسافة أكبر من ٣٠ كيلو متراً من الحدود التركية، وهو العمق الذي سمحت «سوتشي» بالوصول إليه في مدينتي رأس العين وتل أبيض والمسافة التي تربط بينهما.