الصحفي لا ينجح دون مؤسسة ناجحة
سؤال على غاية الأهمية، طرحه عليَّ كثيرون من الزملاء الشباب الذين دخلوا معترك الصحافة في الآونة الأخيرة، وهو سؤال جوهري، يطرحه كل من يقتحم الحياة العملية في أي مجال من مجالات الحياة.
هذا الهاجس يراود كثيرين ممن اقتنعوا أن مهنتهم هي مهنة متعبة مسؤولة، وفي الوقت نفسه هي مهنة تحتاج إلى هزّ أكتاف، كما يقال.
مهنة الصحافة ليست طريقاً للأناقة والشهرة وارتياد المقاهي، في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى جهود جبارة في قطاعات الحياة، ليتحول المجتمع من مجتمع متعب مجروح من الحرب، إلى مجتمع يبني، ويتفاءل، ويشيد!
بماذا يجيب الصحفي السوري المتمرس على هذا السؤال، وأيّ الخيارات يضعها أمامه لتقديم إجابة تليق بالثقة التي أعطاها له الصحفي الشاب الذي طرح عليه السؤال؟!
العنصر الأساسي في المسألة هو:
التأكيد على أن نجاح مهمته هو نجاح يسجل في سجله الوطني، لأن الصّحفي عندما يكون صادقاً وجاداً ومتحمساً لقضايا الناس، فإن كل خطوة يقدم عليها في مشروعه اليومي تسجل له بماء الذهب.
كل خطوة، حتى لو كانت لقاء مع فنان، ولقاء الفنان كثيراً ما أضاع وقت الصحفيين والصحف والإذاعة والتلفزيون، ولم يحقق لا المتعة ولا الفائدة. وإذا كانت دائرة الشهرة هي القادرة على جذب الناس، فإن دائرة الاستقصائية وكشف الفساد هي الأقدر اليوم على جذب الناس.
لكي أكون صحفياً ناجحاً، ينبغي أن أصل إلى الناس، فلا يوجد صحفي بلا قراء، ولا يوجد إعلامي بلا دور، ولا يوجد صحافة بلا جماهير.
لاحظوا هذه العناوين، هي ليست بروباغندا أرصفُ كلماتها سريعاً، فأدخل تلقائياً في دائرة التنظير، هي على العكس جوهر المشكلة التي تعاني منها صحافتنا:
نحن صحافة بلا جماهير. بل نحن صحافة بلا قراء، ومع زخم التنافس الإعلامي الغربي والاستهلاكي الذي انتشر من حولنا، غدا الإعلام المرئي بلا مشاهد، والإعلام المسموع بلا مستمع!
هل يستطيع الصحفي أن يكون ناجحاً دون المؤسسة الصحفية، وماذا ينبغي على أصحاب القرار فعله لتنجح مؤسساتهم؟! هذا هو طريق التفكير الآخر!
باليد:
• إلى الفنان أيمن زيدان: إعادة المسلسل الشهير (يوميات مدير عام) جعلتنا نفكر، ماذا لو قلبت الآية، وتبدلت الأدوار، أليس هو ما تحتاجه الأفكار الدرامية الجديدة. أي السعي لكشف المسؤول الفاسد، وليس المرتشي الصغير؟!
• إلى الفنان وائل رمضان: الفاصل التلفزيوني الذي يبثه التلفزيون بصوتك وعزفك مع فنانة أخرى جميل، ويحمل رسالة شفافة، ونحن نحتاج إلى أكثر من هذا الفاصل!
• إلى فريق عمل تغطية جنيف: نريد معلومات، ولا نحتاج أبداً إلى موفدين يكررون معلومة واحدة!
سرّي!
• يقوم الدكتور غازي عبد الغفور بالإعداد لمجموعة عمل تنشئ أفكاراً برامجية جديدة للتلفزيون، وقيل: إن طابعها اقتصاديّ حواريّ، فهل ينجح؟!
• يتهيأ الإعلامي ومقدم البرامج عبد المؤمن حسن لبرنامج اجتماعي صاخب، بعد عودته من عمله في تدريب الإعلاميين.. يا اللـه يا رب!
قيل وقال:
• بادرت إدارة الإذاعة والتلفزيون بالعمل لتنظيم جداول للعاملين على البونات لترتيب مسألة الزيادة على تعويضاتهم، والسؤال: هل ثمة موظفون ما يزالون على البونات بعد أن حلّت المسألة منذ سنوات؟!
• تجري يومياً، في غرف الإذاعة والتلفزيون، أكثر من عملية حساب لمنعكسات زيادة الأجور على الدخل، ولم نسمع أحداً يبحث عن تحسين أدائه أو إنتاجه!
• أسماء مهمة دخلت إلى قناة «لنا» السورية التي تبث من الخارج، تركت عملها، ولا نعرف السبب!