الأولى

اقترب من أوتستراد حلب دمشق ٢٠ كيلو متراً من جهة معرة النعمان … الجيش يواصل تقدمه جنوب شرق إدلب ويستعيد ثلاث قرى

| حلب - خالد زنكلو

تابع الجيش العربي السوري تقدمه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأحكم سيطرته أمس على ثلاث قرى جديدة قلصت المسافة من مناطق نفوذه إلى الطريق الدولي الذي يربط حلب بدمشق، عند مدينة معرة النعمان إلى نحو ٢٠ كيلو متراً.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش السوري كثف فجر أمس استخدام وسائط نيرانه المختلفة، بما فيها سلاح الجو، من نقاط ارتكازه في المناطق التي سيطر عليها في اليوم السابق باتجاه الجنوب الغربي، وتمكنت وحداته البرية، وإثر اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، ولاسيما «أجناد القوقاز» و«أنصار التوحيد»، اللذين أرسلا إمدادات عسكرية إلى المنطقة، من إحراز تقدم جديد تكلل بالهيمنة على قرية أم الخلاخيل، قبل أن تواصل وحداته تقدمها وتمد نفوذها إلى مزارع القرية ثم قرية ظهرة الزرزور ومزارعها وقرية الصير.
وأشار المصدر إلى أن الجيش السوري، وبعد سيطرته على بلدة المشيرفة الإستراتيجية أول من أمس، يتبع تكتيك توسيع قاعدة هيمنته في المنطقة، عبر قضم المزيد من القرى والبلدات المتاخمة لمناطق نفوذه، بدل التمدد في العمق، باتجاه الطريق الدولي الذي يصل حماة بحلب، في المنطقة التي تصل خان شيخون بمعرة النعمان.
وأضاف: إن الجيش السوري، لاحق فلول الإرهابيين، واستطاع قتل وجرح العشرات منهم، على حين صوبت مدفعيته ومقاتلاته الحربية نيرانها نحو تجمعات وتحركات إرهابيي «النصرة»، في معرزيتا وكفرومـا وبابــولين وحـيش وجبالا والتح ومحيط كل من كفرنبل والزرزور وأم الخلاخيل في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
خبراء عسكريون بينوا لـ«الوطن»، أن سير العملية العسكرية للجيش السوري، في الوقت الراهن، يوحي بأنه يتجه نحو معرة النعمان، أو إلى أوتستراد حلب دمشق في ريفها الجنوبي، وهو بذلك يبتعد عن نقطة المراقبة التركية في بلدة الصرمان جنوب شرق معرة النعمان، وإلى الشمال الغربي من خط تحركاته، إلا أنه لا بدَّ أن يصبح على تخوم نقطة المراقبة التركية غير الشرعية، قرب بلدة حيش شمال خان شيخون، والتي تجمعت فيها آليات وجنود الجيش التركي التي كانت متوجهة إلى نقطة مراقبة مورك بريف حماة الشمالي، ولم تتمكن من الوصول إليها إثر محاصرتها من الجيش السوري.
ورأى الخبراء أن الجيش السوري، يفرض بالنار تطبيق النسخة المعدلة من اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي والتركي نهاية آب الماضي، والتي نصت على تسليمه طريق عام حماة حلب، بعد مماطلة النظام التركي في تطبيق بنود النسخة الأصلية من «سوتشي»، منذ منتصف أيلول ما قبل الماضي، مقابل وقف عمليته العسكرية التي طهرت ما تبقى من بلدات ومدن ريف حماة الشمالي ومدينة خان شيخون وبلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، والالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو من طرف واحد، لإتاحة الفرصة أمام تركيا لإقناع الفرع السوري لتنظيم القاعدة وميليشياته الانسحاب من الطريق الدولي، ودون أن تبادر أنقرة إلى تنفيذ الاتفاق، في وقت صعد الإرهابيون تعدياتهم على مناطق ونقاط ارتكاز الجيش السوري، الذي حيد سلاح الجو، واكتفى بالرد على خروقات الإرهابيين طوال هذه الفترة قبل أن يستأنف عمليته العسكرية، انطلاقاً من ريف إدلب الجنوبي الشرقي قبل أيام قليلة.
تأتي هذه التطورات في وقت كشفت فيه وكالة « سانا» الرسمية قيام مرتزقة النظام التركي من الإرهابيين بنصب حواجز على الطريق الواصلة بين قرية السفح ومدينة رأس العين، وقيامهم باختطاف عدد من الشباب واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن