الخبر الرئيسي

وفد المعارضات يصر على التعطيل وأول أيام «الدستورية المصغرة» دون جلسات … موسكو تحذّر من التدخل.. القادري لـ«الوطن»: لن نقبل البحث بأي أجندات جاهزة

| مازن جبور

بعد إصرار وفد المعارضات على تمرير أجندات جاهزة ورفضه المضي في مناقشة الركائز الوطنية التي تهم ويجمع عليها الشعب السوري، لم يشهد اليوم الأول من أعمال اللجنة الدستورية انعقاد أي جلسة بالأمس، وغادر الوفد الوطني في اللجنة المصغرة المنبثقة من الهيئة الموسعة مبنى الأمم المتحدة في جنيف، لعدم حصوله على رد حول مقترحه لجدول الأعمال.
مصادر مقربة من أعمال لجنة مناقشة الدستور في جنيف أفادت بأن الوفد الوطني اقترح جدول أعمال لمناقشات اللجنة تحت عنوان «ركائز وطنية تهم الشعب السوري»، تتضمن مجموعة بنود وطنية للاتفاق عليها كأساس لعمل اللجنة ككل.
وبعد مناقشات مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون من أجل الاتفاق على جدول الأعمال غادر الوفد الوطني مقر الأمم المتحدة لعدم حصوله على رد حول مقترحه من الوفد الآخر.
انعكاسات تصرفات وفد المعارضات والنوايا المبيتة للعرقلة سمع صداها في موسكو، حيث شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على رفض أي محاولات للتدخل في عمل اللجنة الدستورية، مبيناً أن بعض الدول حاولت لمدة تسعة أشهر عرقلة جهود الأمم المتحدة لإطلاق عمل اللجنة، وأن التهديدات بإفشالها لا تزال موجودة.
كما حذر لافروف مكتب المبعوث الأممي من مغبة التدخل في عمل اللجنة الدستورية، مشدداً ضرورة تحقيق التوازن الجغرافي في كادر موظفي هذا المكتب.
بدوره أكد عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن الوفد الوطني، جمال القادري في تصريح لـ«الوطن» من جنيف، أن الوفد استمر بالوجود في مقر الأمم المتحدة في جنيف أمس حتى نهاية الوقت المقرر لجلسات عمل اللجنة، وأوضح أن الوفد الوطني عقد بعد وصوله مباشرة إلى جنيف اجتماعاً تنسيقياً، وتم تبادل وجهات النظر حول جدول الأعمال الذي يمكن اقتراحه لأعمال الدورة الثانية للجنة الدستورية المصغرة، وقال: «تم التوافق على أن يرتكز جدول الأعمال على مناقشة المرتكزات والمبادئ الوطنية، التي يمكن أن تشكل أرضية لمجمل أعضاء اللجنة حال الاتفاق عليها لاستمرار عملها».
وحول تفسير الوفد الوطني لرفض الوفد المعين من تركيا للثوابت الوطنية، قال القادري: «هذه الثوابت لا يمكن أن يختلف عليها أي سوري، ولذلك لا يمكن تفسير رفض الطرف الآخر لها إلا بأن له أجندات يحاول الوصول إليها بسرعة من دون تهيئة المناخ لذلك».
وفيما إذا كان الوفد الوطني سيذهب غداً إلى مقر الأمم المتحدة لمتابعة أعماله، قال القادري: «بالتأكيد سنذهب، وسنتابع البحث وعندما يتضح لنا أن هناك إصراراً على عدم الرد على مقترحنا، فسيبنى على الشيء مقتضاه، ويكون قرارنا جماعياً فيما يتعلق بالخطوة التالية».
وشدد القادري على أن الوفد الوطني «لن يقبل البحث بأي أجندات جاهزة»، وقال: «هذه اللجنة كما تم التوافق عليه في بداية عملها هي لجنة سورية بقيادة وملكية سورية»، وأضاف: «قدمنا إلى جنيف ونحمل بين أعيننا تطلعات أبناء شعبنا الذي صمد في وجه الحرب لأكثر من تسع سنوات والمكتسبات الكبيرة التي حصل عليها بصموده والتي تمثلت اليوم بقرب تحقيق الانتصار وإجبار الإرهابيين وكل الدول الداعمة لهم على الانسحاب من معظم الأراضي السورية».
بدوره اعتبر عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن وفد المجتمع المدني، علي عباس، أن مناقشة الدستور الحالي أو أي مبدأ دستوري مفترض بغياب التوافق على ثوابت وطنية وأرضية مشتركة، هو ضياع للوقت، وقال في تصريح لـ«الوطن»: وفد المعارضات بهذه الطريقة «يميع الموضوع الأساسي، وهو غير جاد للمفاوضات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن