رياضة

أبناء النادي..

| مالك حمود

ما زالت رياضتنا تتأرجح بين المفاهيم المختلفة، لتغدو ساحة للاختلاف والتنازع في بعض الأحيان! ولعل اللافت في الحكاية أن الجميع تراه متفقاً على حب النادي، ولكن كل يحبه على طريقته، وفي تفاصيل الحب، تختلف وسائل التعبير وأدواته، فمنهم من تراه ميالاً لرؤية فريقه المفضل في أحلى حلة وأقوى عزيمة حتى لو كان ذلك بالاستعانة بلاعبين من خارج النادي، منطلقاً بذلك من إيمانه الكامل بالاحتراف ومبدئه ومنطقه.
وفي الضفة الأخرى ترى من يؤكد ضرورة إعطاء الفرصة لأبناء النادي وكسب كل طاقاته وإمكاناته الفنية والإدارية، حتى لو تناقضت قناعته بالمسار الاحترافي المفترض، فأين الصح إذاً، وأين القوة والجمالية، وهل تكفي مقدرات وقدرات البيت الواحد لبناء جميل وأصيل وقادر على النفس الطويل؟!
لست بصدد تأييد هذا النهج أو ذاك، ولكنني أتوقف عند مشروع جديد لاحظته لدى إحدى قلاعنا الرياضية الكبيرة والعريقة وذات الجماهيرية الهادرة.
كم كانت لافتة خطوة نادي الاتحاد بكرة السلة وهي تعتمد في الموسم الحالي على كسب معظم نجومها القدامى وخبراتها التدريبية والفنية ضمن كوادر النادي.
كم هو رائع أن تجد السلة الأهلاوية تكبر وتفخر بضم نجومها السابقين بدءاً من الكباتن محمد أبو سعدى ومازن أبو سعدى ومروراً بعثمان قبلاوي وعلاء جوخجي وانتهاء بعلي ديار بكرلي وراما طرقجي وهم يأخذون مواقعهم في الإدارة الفنية لمختلف فرق النادي من فرق الميني باسكت مروراً بالأشبال والناشئين والشباب وصولاً إلى فريق الرجال.
نادي الاتحاد ورغم ما أصابه من هجرة لعدد من كوادره التدريبية تراه اليوم متماسكاً، بحنكة وحكمة إدارته التي حرصت على احتضان كل أبناء عائلة السلة الأهلاوية كسباً لخبراتهم وقدراتهم ومعارفهم الكبيرة والعريقة.
ما فعله نادي الاتحاد يزيد سلته قوة وكبراً وشموخاً ورؤية وقدرة.
وما فعله نادي الاتحاد من اهتمام ودعم لكرة السلة بدءاً من القواعد بدأ يترجم على أرض الواقع بأكثر من ثمانين لاعباً ولاعبة في الميني باسكت (الصغار) على درجة متقدمة من الأداء المهاري، كيف لا وقد خص هؤلاء البراعم بمدربين ونجوم قديرين لتعليمهم مهارات كرة السلة، وعلى أصولها، لتكون النتيجة فوز النادي بكل بطولات حلب لسلة الصغار في الآونة الأخيرة.
وبالحكمة نصل إلى النتيجة «فما حك جلدك مثل ظفرك» ولن يعطي للنادي أكثر من أبناء النادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن