سورية

تركيا تواصل عدوانها على شرق الفرات

| الوطن - وكالات

بالترافق مع مواصلة الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين عدوانهم على شمال شرق الفرات، وانتهاكاتهم بحق المدنيين في المناطق التي يحتلونها بهدف إجبارهم على مغادرة المنطقة وإحداث تغيير ديموغرافي فيها، أظهر نظام رجب طيب أردوغان مزيداً من نياته الاحتلالية بالإعلان أن عدوانه ليس مقيداً بجدول زمني محدد.
واستهدف مرتزقة الاحتلال التركي، بعد منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة، مناطق سيطرة ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بمنطقة أبو رأسين شمال بلدة تل تمر، قبل أن يعود الهدوء الحذر للمشهد، في حين واصلت الطائرات المسيرة التركية تحليقها في سماء المنطقة حيث تكاد لا تفارق الأجواء، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
خروقات الاحتلال التركي لمذكرة سوتشي المبرمة مع الجانب الروسي، ترافقت مع مواصلته مع التنظيمات الإرهابية الموالية له ارتكاب أبشع الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق التي يحتلونها بهدف إحداث تغيير ديموغرافي هناك، حيث ذكر «المرصد» أنه حصل على معلومات وصفها بـ«الموثوقة» تكشف عن توطين عائلات من إدلب جرى استقدامها من مناطقها إلى منازل المدنيين في رأس العين المحتلة بريف الحسكة.
ونقل «المرصد» عن مصادر أن انتهاكات الاحتلال وإرهابييه لا تزال مستمرة، بداية من السلب والسطو والاختطاف، مروراً بتلفيق الاتهامات للمدنيين بالانتماء لمؤسسات ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية وإلقاء القبض عليهم، وحتى طلب مبالغ مالية ضخمة من أجل إخلاء سبيلهم.
وفي السياق، ذكرت وكالات معارضة، أن مسلحين من ميليشيا «الجيش الوطني» الموالية للاحتلال التركي اعتدوا على مدنيين في رأس العين عبر اعتقالهم وتعذيبهم.
ونقلت الوكالات عن أحد أقارب المعتقلين ويدعى محمد أبو موسى تأكيده أن مسلحي تلك الميليشيا اعتقلوا العشرات من أبناء رأس العين والقرى التابعة لها على حاجز «تل حلف» الذي يبعد نحو كيلو مترين عن المدينة.
وأضاف أبو موسى: إن من بين المعتقلين رجالاً مسنين وشباناً اعتقلوا أثناء مرورهم على الحاجز بتهم عدة، منها حيازة السلاح والانضمام لميليشيا «قسد»، لافتاً إلى أن المعتقلين تعرضوا للتعذيب والضرب العنيف أثناء احتجازهم قبل أن يتم نقلهم إلى السجن.
جاء ذلك، في وقت فشلت قوات الاحتلال التركي بتشكيل ما يسمى «مجلساً محلياً» في رأس العين من المرتزقة الإرهابيين الموالين لها، حسب «المرصد» الذي لفت إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يفشل فيها هذا الأمر بسبب الخلافات على الزعامة من جهة وتحكم المرتزقة والنظام التركي وسيطرتهم على قرارات «المجلس» وتحركاته من جهة أخرى.
تلك التطورات في المشهد الميداني جاءت بالتزامن مع إعلان رئيس النظام التركي أردوغان في تصريح للصحفيين أثناء عودته من قطر، ونقلته وكالة «الأناضول» للأنباء أن عدوانه على شرق الفرات ليس مقيداً بجدول زمني محدد، «فلا يمكن تحديد مدة معينة لمثل هذه العمليات العسكرية»!.
وزعم أن بلاده تلتزم بالاتفاقين المبرمين مع واشنطن وموسكو بشأن الأوضاع في الشمال السوري، وأن القوات التركية المحتلة ترد على ما سماها استفزازات الميليشيات الكردية التي تصنفها بلاده تنظيمات «إرهابية».
وعن القمة الرباعية المزمع عقدها بين زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالإضافة له، على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي «الناتو» الشهر المقبل، قال أردوغان: «سنطرح فكرة عقد اجتماع المانحين الدوليين بشأن ما تسمى (المنطقة الآمنة) في سورية».
وأشار إلى أنه طرح هذه الفكرة على الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب وأمير قطر، الذي زوّده بما سماها «المشاريع التي ننوي إقامتها في منطقة ممر السلام في سورية»، في إشارة إلى عملية التغيير الديموغرافي التي ينوي القيام بها في المناطق التي يحتلها في شمال سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن