سورية

لليوم الثاني.. وفد المعارضات يواصل التعطيل و«الدستورية المصغرة» لا تزال بلا جلسات … سليمان لـ«الوطن»: من دون مناقشة الثوابت الوطنية لا يمكن أن تستأنف اللجنة أعمالها

| مازن جبور

أكدت عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن الوفد الوطني، دارين سليمان أن الوفد «مصرّ وجاد» في موضوع مناقشة الثوابت الوطنية، مشددة على أنه من دون ذلك لا يمكن أن تستأنف اللجنة أعمالها، على حين واصل وفد المعارضات عرقلة عقد جلسات العمل لليوم الثاني على التوالي.
ولم يشهد قصر الأمم المتحدة في جنيف أمس أي جلسات للجنة الدستورية المصغرة التي كان من المقرر أن تبدأ اجتماعاتها بمشاركة الوفد الوطني الإثنين الماضي في إطار الجولة الثانية من هذه الاجتماعات، وذلك بعد أن كان وفد المعارضات رفض في اليوم الأول الرد على مقترح الوفد الوطني، وتسبب بعدم انعقاد أي جلسة.
وأكدت مصادر مقربة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف لـ«الوطن»، أنه في خرق لمدونة السلوك والقواعد الإجرائية المتفق عليها في الجولة الأولى من اجتماعات اللجنة، رفض وفد المعارضات الحضور إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف لمناقشة جدول الأعمال المقترح.
وأوضحت المصادر، أن اجتماعاً للمبعوث الأممي غير بيدرسون مع رئيس اللجنة عن الوفد الوطني أحمد الكزبري، أمس، انتهى من دون البدء بأي جلسة نقاش وذلك بسبب تعطيل وفد المعارضات.
وفي وقت سابق من يوم أمس، ذكرت مصادر من مكتب المبعوث الأممي لـ«الوطن»، أن بيدرسون يتواصل مع الرئيسين المشتركين للجنة أحمد الكزبري عن الوفد الوطني وهادي البحرة عن وفد المعارضات لجسر الهوة بين الوفدين بخصوص برامج العمل المقترحة من جانب كل منهما.
مصادر في اللجنة المصغرة عن وفد المجتمع المدني بدورها أكدت لـ«الوطن»، أن «الهوة عميقة جداً ومن الصعب ردمها بسبب الخلاف الكبير بين برنامجي العمل المقدمين من كل منهما وبسبب إصرار وفد المعارضات على العرقلة».
واعتبرت المصادر، أن وفد المعارضات «لم تأته تعليمات من مشغله النظام التركي» بالموافقة على مقترح الوفد الوطني، وبالتالي هناك إصرار من وفد المعارضات ومشغليه على تعطيل عمل اللجنة الدستورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» من جنيف، قالت سليمان: «التعنت والتعطيل هما الوصف الدقيق لما يقوم به وفد النظام التركي منذ قدومنا إلى جنيف»، وأضافت: «منذ الجولة الأولى كانوا يتحدثون في الإعلام شيئاً وفي الجلسات شيئاً آخر، في محاولة لتضليل الرأي العام وهذا الأسلوب الذي اعتدنا عليه من الطرف الآخر منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، اعتدنا على تضليلهم الرأي العام وتزييف حقيقة ما حدث في سورية بهدف تحقيق أجنداتهم الخارجية والمدعومة خارجياً وهذا أصبح واضحاً للسوريين».
ولفتت سليمان إلى أنهم «يدعون أنهم مع الثوابت الوطنية وداعمون لها، لكننا لم نلمس كوفد وطني هذا الكلام في الجولة الأولى من اجتماعات اللجنة الدستورية، بل عند مطالبة الوفد الوطني بضرورة إدانة الإرهاب إدانة صريحة وأن تمثل في الدستور روحاً ونصاً لم يتخذ وفد النظام التركي موقفاً من الإرهاب ولم يدنه».
وأوضحت سليمان أننا «كوفد وطني نعلم حقيقة أن أكثر ما عانى منه الشعب السوري هو الإرهاب الذي مارس أبشع الجرائم بحق السوريين ودولتهم، فكيف لنا مناقشة دستور قبل الحديث عن الركائز الوطنية التي يمثل موضوع إدانة الإرهاب وتمثيله في الدستور روحاً ونصاً أحد أهمها».
واعتبرت سليمان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية أنه «كان جلياً وواضحاً اليوم أن تعطيلهم وعدم قبولهم لجدول الأعمال هما فقط لإضاعة الوقت وإشاعة أكاذيبهم الدائمة حول مناقشة الدستور».
وأكدت سليمان أن الوفد الوطني «مصرّ وجاد» في موضوع مناقشة الركائز الوطنية، موضحة أن «إصرارنا نابع من أن بوصلتنا هي الشعب السوري وأكثر ما عانى منه الشعب السوري خلال الفترة الماضية هو الإرهاب»، مشيرة إلى أنه «في حال تم غداً الاتفاق على جدول أعمال فسيتم استئناف المناقشات في الجولة الثانية من أعمال اللجنة الدستورية».
وقالت: «لدينا هدف واحد ونقطة أساسية هي الحديث عن الركائز الوطنية ومن دون ذلك لا يمكن أن تستأنف النقاشات»، وأضافت: «لم يتم حتى الآن التوصل إلى أية تفاهمات بشأن برنامج العمل، وفي حال تم الاتفاق على جدول الأعمال فإنه أتوماتيكياً ستُستأنف النقاشات في الجولة الثانية للجنة الدستورية».
واعتبرت، أن «عدم تثبيت الثوابت الوطنية ينم عن بعد الطرف الآخر عنها، واستمرارهم في انتهاج ‏سياسات تخدم الدول المعادية للشعب السوري».
وحول مسألة إحضار عضو اللجنة الدستورية عن وفد المجتمع المدني، صباح الحلاق التي تتبنى طروحات وفد المعارضات، إلى مجلس الأمن الدولي بدعوة من المندوب البريطاني والسماح لها بإلقاء كلمة هناك، قالت سليمان: «نتساءل أليس حضور المدعوة صباح الحلاق في مجلس الأمن وتقديمها كلمة فيه تدخلاً بأعمال لجنة الدستور؟».
وشددت قائلة: «هذا مرفوض ومخالف لمدونة السلوك وفيه محاولة لتوجيه أعمال اللجنة الدستورية ونقاشاتها باتجاه أجندات خارجية مدعومة من دول معادية لسورية، إضافة إلى وقوع الحلاق بمغالطات دستورية وقانونية، وتتناقض مع مطالبتها بعدم التدخل بأعمال اللجنة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن