سورية

الرئيس التركي يستثمر سياسياً بأزمة اللاجئين.. وأوروبا تطالب بتنظيم عمليات اللجوء

وكالات :

بعدما خاب أمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإقامة «المنطقة الآمنة» التي كان يحلم بها في شمال سورية عقب الإعلان عند بدء الضربات الجوية الروسية، بدا ملف اللاجئين السوريين في أوروبا فرصة أخيرة له عله يجد فيه طوق نجاة. وبالأمس وصل أردوغان إلى بروكسل للبحث في أزمة اللاجئين السوريين، وسيلتقي رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. وعلى خلفية الزيارة وجهت صحيفة نمساوية انتقاداً لأردوغان باستغلال قضية المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي وسعيه إلى تحقيق مكاسب سياسية.
وقالت صحيفة «دي بريسه» النمساوية: إن النظام التركي يستغل وجود المهاجرين على أراضيه لمصلحته السياسية ومن أجل طلب مساعدات مالية بذريعة تقديم الدعم والمساعدات لهم. وأوضحت أن أردوغان يستبق الانتخابات التركية بمحاولة إقناع الاتحاد الأوروبي بأن تركيا جاهزة لاستئناف المفاوضات المتعلقة بانضمام أنقرة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي. ويرى مراقبون أن حديث أردوغان عن استئناف المفاوضات، لا يمكن إدراجه إلا في إطار الحملة الدعائية ليس أكثر، والتي يقوم بها أردوغان في محاولة لكسب المزيد من الأصوات لصالح حزب العدالة والتنمية، وتلافي الخسارة الكبيرة التي مني بها في الانتخابات السابقة.
وفندت الصحيفة إثارة أردوغان لمسألة المهاجرين ودفعهم إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وقالت إن هذه الإثارة «ليست إلا بهدف تحقيق أهداف حزبية ومكاسب سياسية».
والخميس الماضي أعربت تركيا عن «قلقها الشديد» بعد شن روسيا أولى ضرباتها الجوية في سورية ضد التنظيمات الإرهابية. ليكرر رئيسها التأكيد على رغبته في دفع بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي تتعثر المفاوضات بشأنه منذ عام 2005 ويرى في ذلك إستراتيجية تعود بالمكسب على الطرفين.
وفي السياق نفسه قال سيمون موردو الذي وصفته وكالة «فرنس برس» بالموظف الكبير في المفوضية الأوروبية، إن «تركيا تشكل جزءاً من الحل». مضيفاً إن «تركيا تستقبل حالياً أكثر من مليوني لاجئ سوري، (260) ألفاً منهم في مخيمات و(1.75) مليون خارج المخيمات»، مشيراً إلى أن تركيا «وظفت أكثر من ثمانية مليارات دولار لإسكان» هؤلاء اللاجئين، وتابع «إننا ننظر إذن إلى تركيا كشريك في هذه الأزمة وهي تواجه تحديات عديدة مماثلة لتلك التي نواجهها». وعلى الرغم من الانفتاح الأوروبي على تركيا خاصة فيما يتعلق بأزمة اللاجئين، فإن ذلك لا يلغي لائحة الاعتراضات التي وجهتها بروكسل إلى أنقرة في السنوات الأخيرة، خصوصاً بحقوق الإنسان وحرية التعبير واستقلالية القضاء. وأشار السفير السابق للاتحاد الأوروبي في تركيا مارك بييريني إلى «أن هذه الزيارة تأتي أيضاً في فترة من الاضطراب الشديد في تركيا مع انتخابات برلمانية مرتقبة في الأول من تشرين الثاني على خلفية دوامة العنف وتدهور دولة القانون» وبسبب الغارات والهجمات على أحزاب ووسائل إعلام مناصرة للأكراد أيضاً. وفي سعيهم لإيجاد حلول حقيقية لأزمة اللاجئين يرى الأوروبيون ضرورة موافقة تركيا على فرض آلية إجراءات لتسجيل طالبي اللجوء الذين يمكن بعد ذلك استقبال قسم منهم في أوروبا، كما تهدف أوروبا من وراء التعاون مع تركيا مكافحة المهربين على السواحل التركية في حين يتوقع أن تدر عمليات تهريب طالبي اللجوء إلى أوروبا بين مليار وملياري يورو على الأقل هذه السنة بحسب بييريني، إلا أن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو رفض هذه الفكرة وعدها «غير مقبولة».
ومن جهته قدم مدير مركز المبادرة الأوروبية للاستقرار للأبحاث جيرالد كنوس «تدبيرا استثنائيا» لتخفيف العبء الملقى على عاتق تركيا وتجفيف الطريق الدامية عبر بحر ايجة. قائلا «ينبغي على برلين التعهد بأخذ 500 ألف لاجئ سوري مباشرة من تركيا خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة»، كما ينبغي على الاتحاد الأوروبي برأيه إبعاد المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى أوروبا إلى تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن