أكدت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن سورية ورغم عدم انتهاء الأزمة فيها بعد، إلا أنها باتت تجتذب اليوم اهتمام كثير من هواة ما يسمى «السياحة المظلمة» في الغرب.
وأشارت الصحيفة، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى أن «السياحة المظلمة»، تعني زيارة أماكن لديها علاقة بالموت والكوارث والسفر إلى بلدان شهدت منذ فترة أو لا تزال تشهد حروباً، وهي ظاهرة اجتماعية جديدة أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في بروزها.
وتشن دول غربية وإقليمية منذ أكثر من ثماني سنوات حرباً إرهابية على سورية مستخدمة فيها إرهابيين من شتى أصقاع العالم، وأدت إلى دمار كبير في عدد من المدن والبنى التحتية والمواقع الأثرية التاريخية، واستشهاد وإصابة الآلاف من الجيش العربي السوري والمواطنين، وتهجير ونزوح الملايين.
وقد تمكن الجيش العربي السوري من تحرير أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها تنظيمات إرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إليها.
وأوضحت «الغارديان» أن هؤلاء الغربيين من هواة ما يسمى «السياحة المظلمة»، وبغض النظر عن المخاطر الأمنية والتحذيرات من حكومات دولهم، يتطلعون إلى زيارة الأماكن التاريخية التي تأثرت بأحداث الحرب على سورية.
وذكرت أن عدداً من الشركات الغربية والمدونين الناطقين باللغة الإنجليزية شرعوا في تنظيم رحلات تستغرق عادة أسبوعاً تشمل دمشق القديمة وقلعة الحصن في حمص وتدمر وفي بعض الأحيان مدينة حلب التي لا تزال تتعرض بين الحين والآخر لقصف من الإرهابيين الذين لا يزالون يسيطرون على أراض في ريفها الغربي.
وأشارت «الغارديان» إلى أن تكلفة الرحلة التي تعرضها شركة Young Pioneer Tours، ومقرها في الصين، تبلغ نحو ألف و700 دولار، بينما تقترح شركتان سياحيتان روسيتان رحلات مماثلة.
ودافع المسافر والمدون الإيرلندي، جوني وارد، الذي أرشد مجموعة صغيرة من السياح من بيروت في رحلة إلى سورية استغرقت خمسة أيام، عن السياحة في هذا البلد، مبدياً قناعته بأنها «تعطي دولارات إلى من يحتاجها»، وحذر من تسييس هذا الموضوع.
ومطلع الشهر الماضي زارت مجموعة سياحية من 27 شخصاً يحملون الجنسيتين الفرنسية والبرتغالية مدينة تدمر الأثرية واطلعوا على معالمها وأوابدها وآثار الاعتداءات الوحشية من قبل الإرهابيين، معتبرين أن ما فعله أعداء الثقافة جريمة لا تغتفر.