أكدت صحيفة «الدستور» الأردنية، أمس، أن تنظيم «الإخوان المسلمين» في الأردن متواطئ مع العدوان التركي على الأراضي السورية، وأنه غلّب الارتباطات النفعية مع النظام التركي على الارتباطات القومية.
وقالت الصحيفة: إن «طرح الغزو العسكري التركي، للأراضي العربية السورية، مسألة غاية في التعقيد والإحراج، والأهمية هي الموقف من هذا العدوان، الذي تراوح بين الصمت والتواطؤ والمراوغة والتشجيع والموافقة، وتغليب الحسابات والارتباطات الأنانية النفعية مع الخارج التركي، على الحسابات والارتباطات القومية والداخلية الوطنية».
ولفتت الصحيفة إلى أن موقف التنظيم الإخواني في الأردن، «تميّز بالامتثال والطاعة للرأس الخارجي لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي، الذي يتطلب الطاعةَ والتُّقيةَ والسرية، لتبدو حسب الصحيفة، سلطتُه طاغية على جماعتنا (التنظيم الأردني) الذين توهمنا أنهم فكّوا ارتباطهم بهذا التنظيم الدولي و«أردنوا» التنظيم كما «تَوْنَسَ» راشد الغنوشي، التنظيم الإخواني التونسي».
ويشن النظام التركي منذ التاسع من الشهر الماضي عدواناً همجياً على شمال شرق سورية احتل خلاله العديد من المدن والقرى والبلدات وارتكب الكثير من المجازر الوحشية بحق المدنيين، وذلك بحجة إقامة ما يسمى «منطقة آمنة» وطرد الميليشيات الكردية التي يصنفها كتنظيمات إرهابية منها.
ويعتبر نظام رجب طيب أردوغان الداعم الأكبر لتنظيم «الإخوان المسلمين» في العالم الذي ارتكب جرائم فظيعة في سورية في ثمانينيات القرن الماضي، وشكل خلال الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ أكثر من ثماني سنوات عدداً من التنظيمات الإرهابية تشارك حالياً إلى جانب الاحتلال التركي في العدوان على شرق الفرات.
وأوضحت الصحيفة، أن الإخونجيين الأردنيين وقعوا مراراً في فخاخ الخارج، وتأثروا، لا بل وائتمروا به، بدءاً من استيراد شعار إخوان مصر الانتخابي «الإسلام هو الحل» لانتخابات 1989، إلى أن ارتفعت أسهم «الإخونجيين المصريين وتولوا السلطة في مصر، فانقلب «الإخوان المسلمين» على النظام السياسي الأردني، الحضن الأدفأ، الذي مكّنهم في الأرض، وتخلوا عن شعار «المشاركة» وأعلنوا أنهم ما عادوا يرضون به، ورفعوا بدلاً منه شعار «الشراكة»، سنة 2011.
ولفتت إلى أن العلاقة مع القوى السياسية والكوتات النيابية الأردنية، المسيحية والشركسية والشيشانية، تميزت بالمغالبة والهيمنة والفصائلية، كما تم في أكثر من انتخابات، وكانت بروفتها الأولى، الهيمنة على المقعد المسيحي في مأدبا بانتخابات 1989.
ورأت الصحيفة، أنه ثمة تحذير وتخويف من نقد أداء جماعة «التنظيم» وحزبهم، «جبهة العمل الإسلامي»، خشية مد اليد فيما وصفته «عش الدبابير» والتعرض لهجوم آلته الإعلامية.
وفي المقابل، ووفقاً للصحيفة، ثمة تودد وتملق وإغضاء وانبطاح انتهازي، لجماعة «الإخوان المسلمين»، طمعاً في ركوب حافلتهم في الانتخابات النيابية 2020.
وبهذا الصدد، قالت الصحيفة: «لن نكون أكثر حرصاً على «الإخوان المسلمين» من قياداتهم التي نقدتهم حتى ملَّهُم النقد، فانشقوا بعد يأس من الإصلاح، وشكلوا أربعة تنظيمات سياسية موازية وبديلة».