سورية

بعد أن أحرقت أدواته.. أردوغان ينتقد الغارات الروسية ويزعم بأنها استهدفت مدنيين

الوطن – وكالات :

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضربات التي يوجهها سلاح الجو الروسي للتنظيمات الإرهابية في سورية، مدعياً أنها لم تستهدف تنظيمات إرهابية وإنما تنظيمات «معتدلة» ومدنيين، ملتحقا بذلك بركب الدول التي انتقدت تلك الغارات، وذلك بعد أن ألحقت خسائر كبيرة بأدوات تلك الدول على الأرض في سورية.
وفي حديث لقناة «الجزيرة» القطرية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية بثت وكالة أنباء الأناضول التركية نصه بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، ذكر أردوغان، أن موسكو أكدت لأنقرة أن ضرباتها ستستهدف تنظيم داعش «لكنها وجهت في الواقع ضد المعارضين السوريين المعتدلين» حسب قوله.
وقال أردوغان «سأتحدث بالتأكيد مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين (…) سأعبر له عن حزني في هذا الموضوع». وتابع «باعتبارنا دولتين صديقتين سنطلب منه إعادة النظر في الخطوات التي اتخذها والإجراءات التي قام بها» منذ بدأ شن الضربات الأربعاء.
وفي محاولة للتشكيك في الأهداف التي تضربها الطائرات الروسية ادعى أردوغان أن تركيا لديها معلومات تشير إلى مقتل 65 شخصاً جراء تلك الضربات في كل من حماة وحمص وحلب، وأن روسيا توجه ضرباتها الجوية إلى ما سماه قوى المعارضة السورية «المعتدلة» بدلاً من استهداف مواقع لداعش.
وشكك أردوغان في جدوى الضربات الروسية على مواقع التنظيم، معرباً عن خشيته من أن بلاده التي تتقاسم مع سورية حدوداً مشتركة على طول 911 كلم، وتستقبل على خلاف موسكو نحو مليوني لاجئ سوري، هي من سيدفع ثمن تحركات موسكو، مستغرباً في الوقت نفسه من الاهتمام الكبير الذي تبديه موسكو تجاه سورية.
وفي مفارقة غريبة تساءل أردوغان: «أريد أن أفهم لماذا روسيا مهتمة إلى هذه الدرجة بسورية»، بدلاً من أن يسأل نفسه لماذا حكومته الإخوانية أدخلت الآلاف من الإرهابيين عبر حدودها إلى سورية…!!!!!.
ويوم الجمعة أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً أشارت فيه إلى أن فرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة تعرب عن قلقها بشأن الضربات الجوية الروسية في سورية والتي «لم تكن موجهة ضد داعش» وأدت، بحسب البيان، إلى «سقوط ضحايا بين المدنيين».
وكشف أردوغان أنه عرض خلال زيارته الأخيرة لموسكو بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، على الرئيس بوتين، تكويناً ثلاثياً من تركيا وروسيا، والولايات المتحدة، للعمل على التوصل لحل للأزمة السورية، إلا أنهما اختلفا حول دور الرئيس بشار الأسد.
وقال: إنه «أكد خلال لقائه الرئيس بوتين على أنه لا مكان (للرئيس) الأسد في عملية التوصل لحل في سورية، إلا أن بوتين يصر على بقائه. وأضاف أردوغان، أن «بوتين يرى أنه في حال رحيل الرئيس الأسد، فإن تنظيم داعش سيبسط سيطرته»، ليقول أردوغان بعد ذلك إن «تلك الفرضية بالقول إن داعش في النهاية منظمة إرهابية، والشعب أقوى منها».
وتشير تصريحات أردوغان إلى تراجعه عن تصريحات أطلقها خلال زيارته الأخيرة لموسكو حول ضرورة بقاء الرئيس الأسد خلال «فترة انتقالية».
ونفى الرئيس التركي ما نشرته جريدة التايمز، من أن استضافة اللاجئين السوريين سيكون مقابل حصول تركيا لمواطنيها على حق التنقل بحرية دون الحاجة إلى تأشيرة في دول الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «تلك إشاعات عارية عن الصحة»، مؤكداً أن أبواب بلاده مفتوحة أمام اللاجئين بغض النظر عن دينهم، أو لغتهم، أو عرقهم».
وقبل ذلك علق رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على الغارات الروسية في سورية، أن «أي عملية تستهدف المدنيين بسورية من شأنها أن تعزز قوة تنظيم داعش».
وأوضح داوود أوغلو في تصريحات له في مقابلة تلفزيونية على قناة محلية أن «روسيا أعلمت تركيا مسبقاً بنيتها تنفيذ عملية ضد تنظيم داعش»، مجدداً موقف بلاده المعارض لما سماه «التدخل الإيراني والروسي في سورية»، ومعطياً في الوقت نفسه الحق لبلاده في القيام بعمليات عسكرية ضد منظمة (pkk) ليس فقط لإيقاف الاعتداءات على الأراضي التركية بل لإجبار عناصر تلك المنظمة على التخلي عن السلاح بشكل كامل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن