ثقافة وفن

«يحدث في غيابك» فيلم يدخل في التفاصيل الإنسانية … سيف الدين سبيعي: إيصال رسائل مفعمة بالحب

| وائل العدس

أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الخاص لفيلم «يحدث في غيابك» في صالة سينما سيتي بدمشق بحضور كوكبة من الفنانين والإعلاميين، من تأليف سامر محمد إسماعيل وإخراج سيف الدين سبيعي في أول تجاربه الإخراجية في عالم الفن السابع.

ينطلق الفيلم من فكرة الانتقام، إذ يروي حكاية صحفي تموت زوجته في ظل الحرب على سورية، فيقوم باختطاف طبيبة من طيف مختلف عنه، إلى أن يجد الاثنان نفسيهما في مكان شبه مهجور، ليصبح الخاطف مسؤولاً عن الطبيبة وتتطور الأمور بينهما إلى أماكن غير متوقعة.
ويشارك في الفيلم كل من يزن خليل وجلال شموط ونور الوزير وعبد الرحمن قويدر إضافة إلى الممثلة اللبنانية ربى زعرور.
ومن الفنانين الذي حضروا العرض دريد لحام وغسان مسعود وعباس النوري وصفاء سلطان وميسون أبو أسعد ومحمد خير الجراح وسلافة معمار وكندا حنا وروبين عيسى ومصطفى الخاني ونضال نجم.
ويركز العمل على أن الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يغيره أي شيء، لكونه شعوراً إنسانياً ومن دونه ينعدم وجود الإنسان.
يذهب العمل ليقول إن الحب ليس ترفاً، بل إنه الشعور الإنساني النقي الذي يوصل بين القلوب والأرواح ويربط المحبين بروابط وثيقة نسجت من الوفاء والثقة واليقين، روابط لا تزعزعها الظروف مهما تغيرت ولا تنقصها المسافات ولو تباعدت.
يعزز العمل أن الحب هو الطريق الوحيد الذي يأخذنا إلى جنة الأحلام بعيداً عن نار الواقع بماديته وأنانيته.
رسائل مهمة

في كلمته أمام الحضور قال مدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين: نقف أمام مشروع جديد له نصيب كبير من الخصوصية في الطرح والموضوع، لأن القضية التي يتناولها الفيلم تحمل رسائل مهمة من حيث المحتوى والهدف وطريقة المعالجة لمشاعر سلبية انجرّ خلفها البعض خلال فترة الحرب التي شنت على بلدنا، هذه المشاعر التي أريد لنا جميعاً أن نتبعها ونبتعد من خلالها عن جوهر وروح هويتنا السورية وأهم ما اتسمت به عبر كل الأزمنة التي مرت بها بلادنا إلا وهي سمة التقارب والتسامح وطيب الجوار وحسن التعايش.
وأضاف: كل هذا ماكان ليمر، لولا أن لسوريةَ شعباً وقيادةً وجيشاً وإرادة وعزيمة أقوى وأبقى وأصدق وأنقى من كل الإرادات التي حاولت حرف بوصلة هذا الشعب عن جوهر وجوده وحضارته. فكانت هذه الإرادة وهذه الهوية بمنزلة الحصن الذي حمى سورية عبر كل الأزمنةً ضد كل الدخلاء على مجتمعنا وعلى كينونتنا.
وأشار إلى أن الأمر الآخر الذي جعل لهذا العمل خصوصية أخرى هو الصديق والمخرج الجريء سيف الدين سبيعي في تجربته السينمائية الأولى مع المؤسسة التي نتمنى له فيها كل النجاح والتميز، لماذا أقول الجريء؟ لأن العمل الذي تصدى له، يعتبر من الأعمال الصعبة في عالم السينما ويحتاج إلى موهبة وجرأة ورؤية واضحة من اللحظات الأولى التي تلي الموافقة على إنتاجه، ويحتاج أيضاً إلى تناغم كبير وحقيقي بين كل أفراد الفريق حتى يصل العمل إلى بر الأمان وإلى النجاح.
كما أكد في تصريح صحفي أهمية التصاق كل الأفلام بهم المجتمع السوري الأساسي وهو الحرب وانعكاساتها على حياة المواطن مشيراً إلى أن المعالجة ستختلف بعد سنوات «لكن حتى الآن لا تزال تعالج ضمن المنظور المرئي لهذه الحرب».
حرفية عالية

وقال سيف سبيعي إن الفيلم يشكل ويخلد ذاكرة أطول بكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية ومن هنا تكمن خصوصيته، كاشفاً أن ما دفعه لإخراج هذا النص وخوض هذه المغامرة هو مدى صعوبة هذا النوع من العمل لوجود شخصيتين في مكان واحد وهو شرط درامي لا يتحقق العمل من دونه.
وأكد أن نص العمل مملوء بما هو بين السطور، وأن نجاح العمل يعود لوجود كادر حرفي عالي المستوى من فنانين وفنيين من أجل إيصال رسائل مفعمة بالحب.
وبيّن أن الفيلم حالة خاصة جداً يختصر حياة السوريين برجل وامرأة والحالة التي نعيشها اليوم، ولذلك فإن الرسائل الموجودة بالفيلم بحاجة لصدق وتعمق لقراءتها ومشاهدتها بشكل صحيح.
سنة ونصف

كاتب الفيلم كشف أن الكتابة استمرت قرابة السنة ونصف السنة ما أخذ منه الكثير من الطاقة العاطفية والوجدانية والنفسية حتى وصل لهذه الصيغة، مشيداً بجرأة المخرج في تصديه لهذه المهمة الشاقة.
وتوقع أن يحقق الفيلم صدى خارج سورية في جولته المقبلة في أميركا اللاتينية في الأرجنتين وتشيلي والبرازيل.

أبطال العمل
قدم يزن خليل شخصية صحفي في مدينة حمص عام 2012 يتعرض لظرف عائلي قاس نتيجة الحرب التي تعرضت لها سورية، يجعله يقدم على سلوك لا يشبه شخصيته في الواقع فيذهب إلى مسارات لم تكن في مخيلته، ونوه بأن أكثر ما لفته في النص هو ما يريد أن يقوله، حيث إن أي مشكلة في العالم وأي حرب وأي كارثة يمكن أن تحل عن طريق الحب، فهو كفيل لحل جميع مشاكلنا وهذا أمر حقيقي.
أما ربى زعرور فظهرت في شخصية طبيبة تتعرض للخطف في بداية الفيلم لتبدأ الأحداث فيما بعد بالتطور من مخطوفة إلى علاقة إنسانية.
وكشفت بأنها بحثت كثيراً قبل وقوفها أمام الكاميرا لكون شخصيتها من صميم الواقع وعاشت الحرب بتفاصيلها، في الوقت ذاته دخلت بشكل كبير لأعماقها لاستخراج الحزن المخبأ الذي نحاول تناسيه لأن ذلك يجعل شعورها حقيقياً بشكل أكبر على حد قولها.
نور الوزير جسدت شخصية تأتي كطيف لزوجة الصحفي وتظهر في داخله الطيبة بقسوة فقدانه لزوجته وابنه، وأشارت إلى أن هذا الدور كان يلامس المشاعر والأحاسيس ويلامس الأوجاع التي شعر بها معظم الناس خلال الأزمة.
وقال عبد الرحمن قويدر الذي حل ضيفاً على الفيلم إن السينما دائماً تضيف للممثل، وإن الدور مهما كان صغيراً فإن المشاركة مهمة جداً فكل مشهد أو لقطة في الفيلم لها توظيفها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن