تجذب مواجهة أتلتيكو مدريد وبرشلونة الأنظار والأضواء من سواها كإحدى القمم اللافتة في كرة القدم الأوروبية وخاصة في السنوات الأخيرة مع عودة أحمر العاصمة ليشكل الضلع الثالث في هرم الكرة الإسبانية وبغض النظر عن نتيجة الريال فإن قمة ملعب واندا تكتسي بكثير من الإثارة الندية وتشكل مفترق طرق للأتلتي من أجل البقاء مزاحماً للقطبين وللبرشا من أجل الحفاظ على الصدارة ولو بالمشاركة، وليس بعيداً عن الحالتين يخوض إشبيلية ثالث الترتيب مباراة سهلة عندما يستضيف ليغانيس صاحب المركز الأخير، ويحاول بلباو التقدم واقتحام مربع الكبار على حساب غرناطة القريب كذلك ومثله خيتافي الذي يستقبل ليفانتي والمباراتان الأخيرتان حالهما حال القمة بنقاط مضاعفة.
وفي إيطاليا يتواصل سباق النقطة بين اليوفي المتصدر ووصيفه إنتر وكلاهما أمامه مباراة سهلة نظرياً حيث يستضيف الأول ساسولو والثاني سبال في لقاء وصيفي القمة والقاع أما ثالث الترتيب لازيو فيستقبل بدوره أودينيزي على حين جاره روما يحل ضيفاً على هيلاس في فيرونا ولا يزال نابولي وروما يبحثان عن نفسيهما والأول يستضيف بولونيا بينما الثاني ينزل بضيافة بارما.
بين الحقيقة والسراب
شكل أتلتيكو مدريد في العقد المنصرم العنصر الثالث لرفع قواعد الكرة الإسبانية وبالضبط منذ مجيء دييغو سيميوني للإشراف على الفريق الذي عاد بفضل المدرب الأرجنتيني إلى الواجهة وأصبح المنافس الرفيع للقطبين على زعامة الليغا بل أكثر من ذلك نافسهما قارياً وكان منافساً للريال في نهائيين قاريين بالشامبيونز عدا تتويجه بلقبين آخرين على مستوى اليوروباليغ، وخلال المواسم السبعة الأخيرة حل ثالثاً 4 مرات ووصيفاً مرتين وبطلاً لموسم 2013/2014، ورغم أنه كان سبباً في خروج البرشا من دوري الأبطال مرتين إلا أنه لم يستطع التغلب عليه خلال كل هذه الفترة بالليغا وهو ما بات يعرف بالعقدة الكاتالونية لسيميوني ولاعبيه، واليوم يدخل الفريقان لقاء القمة في وضع لا يحسدان عليه.
فرغم صدارته بعد 14 جولة إلا أن برشلونة بطل الموسمين الأخيرين لم ينل رضا الأنصار قبل المحايدين ومع كل مباراة لابد أن ينال المدرب فالفيردي نصيباً من النقد والهجوم حتى إن الكثيرين طالبوا بإقالته غير مرة منذ تسلمه ويعتبرون أن صدارته لليغا لم تأت بفعل تفوق الفريق بل لسوء الآخرين وينتظر هؤلاء مواجهة الليلة للحكم على مدى جاهزية ميسي ورفاقه للدفاع عن لقبهم، وبالمقابل لا يعيش الأتلتي أياماً جيدة فهو من جهة حافظ على قوته الدفاعية لكن لاعبيه فشلوا بتسجيل الكثير من الأهداف ولم يبلغوا معدلهم العام (الأقل عادة من القطبين) ورغم أن الفريق لم يخسر سوى مرة لكنه تعادل في نصف المباريات التي خاضها ويتأخر عملياً عن المتصدر 6 نقاط على الأقل إذا ما أضفنا نقاط الكلاسيكو.
المباراة تمثل حالة خاصة للنجم الفرنسي غريزمان الذي يعود إلى واندا للمرة الأولى لمواجهة فريقه السابق الذي قضى فيه أفضل حقبة ومازال حقيقة عدم انسجامه في منظومة الكاتالوني غير واضحة المعالم وقد بدا أنه دخل تحت جناح نجومية ميسي أخيراً حسب ما ظهر في مباراة دورتموند الأخيرة، ويمكن القول إن المباراة تشكل محطة مفصلية للفريقين، فصدارة البرشا مهددة على حين تعثر الأتلتي يعني ابتعاده خطوة أخرى عن المنافسة وربما كانت أولى نحو خروجه من مربع الكبار.
في نيسان (أبريل) 2016 حقق الأتلتي الفوز على ضيفه ضمن الشامبيونز ومنذ ذلك التقى الفريقان 8 مرات فاز البرشا في نصفها وآل النصف الآخر إلى التعادل ومنها 6 بالليغا، وخسر برشلونة هذا الموسم 11 نقطة جميعها خارج نيوكامب بينما لم يخسر الأتلتي على أرضه مسجلاً 4 انتصارات و3 تعادلات.
بديل مثالي
بالطبع هبوط وتراجع الأتلتي هذا الموسم وضع فرقاً أخرى بالواجهة لمنازلة القطبين ويأتي إشبيلية في مقدمة هؤلاء وقد يكون منافساً مثالياً، ويستغرب الكثيرون عدم وجود عملاق الأندلس بين الكبار ذلك أنه صعد إلى منصة التتويج في اليورياليغ ثلاث مرات خلال العقد الحالي لكنه فشل بإثبات وجوده على مستوى الليغا فلم يصل أعلى من المركز الثالث عام 2009 وعدا ذلك اكتفى بلعب دور بطل أوروبا الصغير وإن بدا حتى الآن قادراً على مجاراة القطبين محلياً فهو متأخر عنهما بنقطة فقط وأمامه مهمة سهلة للإبقاء على الفارق مبدئياً عندما يستقبل ليغانيس متذيل الترتيب وإذا كان إشبيلية حقق نتائج أفضل خارج ملعبه حيث اكتفى بـ11 نقطة فيه فإن ضيفه المدريدي لم يحقق أي فوز خارج أرضه، وكان ليغانيس فاجأ الأندلسي بثلاثية نظيفة في الموسم الماضي بملعب بيزخوان عقب تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله.
ويطمح بلباو بدخول مربع الكبار أو البقاء قربه عندما يستضيف غرناطة الذي يتأخر عنه بثلاثة مراكز ونقطتين فقط وفشل الأخير بالحصول على أكثر من نقطة خلال أربع جولات أخيرة فتراجع عن حلم الصدارة في حين نجح كبير الباسك بحصد 10 نقاط كاملة خلال الفترة ذاتها فأنعش حظوظه بالعودة إلى دوري الأبطال، خاض بلباو 7 مباريات في سان ماميس ففاز بخمس وتعادل مرة وخسر أخرى بينما غرناطة حقق فوزين وتعادلين وخسر ثلاثاً خارج أرضه.
هل من مفاجآت؟
عندما نعرف أن اليوفي هو أحد فريقين لم يخسرا في الدوريات الأوروبية الكبرى فإننا ندرك أن مهمته أمام ساسولو ستكون سهلة وخاصة إذا ما عرفنا أن الفريق المعروف بالنييروفيردي لم يستطع هزيمة البيانكونييري سوى مرة يتيمة في 12 مباراة جمعتهما بالسييراA منذ صعوده إلى الأضواء ومقابل ذلك تلقى 10 هزائم بينها سباعية في الموسم قبل الماضي، وبمعطيات أرض الملعب نجد أن مجرد تفكير الفريق الضيف بالخروج دون هزيمة جديدة يدخل في طور المفاجأة، اليوفي الساعي لتعزيز صدارته وأرقامه حقق العلامة الكاملة بأرضه عبر 6 انتصارات بينما ساسولو صاحب المركز الثاني عشر والذي يبتعد ثلاث نقاط فقط عن مثلث المؤخرة سجل فوزاً وتعادلاً وثلاث هزائم خارج أرضه.
ذات الكلام ينطبق على لقاء إنتر ميلانو مع ضيفه سبال مع فارق أن الإنتر خسر مباراة وحيدة هذا الموسم كانت أمام اليوفي بالذات ولم يضمن بعد مكانه في دور الـ16 في الشامبيونز كحال المتصدر، ويعاني سبال في موسمه الثالث بين الكبار (في العصر الحديث) حيث يحتل المركز قبل الأخير على الجدول وقد خسر ثلاثاً من ست مباريات أخيرة دون فوز، إنتر يسعى لعدم التفريط بأي نقطة جديدة ليكمل ما بدأه هذا الموسم من منافسة الزعيم علماً أنه فقد خمس نقاط حتى الآن بملعبه بينما ضيفه سبال الحالم بالبقاء لم يحقق أي فوز خارج أرضه مكتفياً بتعادل وحيد وخمس هزائم، وسبق له الخسارة 3 مرات من الإنتر في الموسمين الفائتين مقابل تعادل وحيد.
جبهتا لازيو
ويلعب لازيو بدوره على جبهتين، ففي اليوروباليغ مازال بحاجة إلى الفوز بمباراته الأخيرة مقابل خسارة منافسه كلوج البلجيكي، أما محلياً فقد دخل رهان العودة إلى دوري الأبطال بعدما صعد إلى المركز الثالث ويأمل بالاستمرار فيه وتبدو مهمته سهلة في الوقت الحاضر فهو يستقبل أودينيزي ثالث عشر الجدول في الأولمبيكو حيث لم يخسر هناك مسجلاً 4 انتصارات وتعادلين وحقق الفريق السماوي 6 انتصارات في ثماني جولات أخيرة منها خمسة انتصارات متتالية منحته دفعة قوية على اللائحة ورفعت معنويات نجومه وفي مقدمتهم الهداف إيموبيلي الذي سجل حتى الآن أرقاماً غير مسبوقة، بينما أودينيزي حقق فوزاً يتيماً وتعادلاً مقابل 4 هزائم بعيداً عن الفريولي، وبالمواجهات المباشرة لم يعرف لازيو الخسارة أمام ضيفه منذ 2014 وكانت في العاصمة ففاز بعدها بتسع من عشر مواجهات بالدوري والكأس.
وليس بعيداً عن لازيو يأمل جاره روما مواصلة التقدم والانفراد مبدئياً بالمركز الرابع عن كالياري الذي يلعب غداً أمام سامبدوريا، ويحل الجيلاروسي ضيفاً على هيلاس تاسع الترتيب وباختصار فإن روما الذي جمع 11 نقطة خارج ملعبه (3 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة) لم يخسر أمام هيلاس منذ أكثر من 20 عاماً والأخير حصد 11 نقطة من 18 بأرضه عبر 3 انتصارات وتعادلين و3 هزائم.
مباريات اليوم وغداً
الإسباني – الأسبوع 15
– اليوم: إشبيلية × ليغانيس (1.00)، بلباو × غرناطة (3.00)، اسبانيول × أوساسونا (5.00)، خيتافي × ليفانتي (7.30)، أتلتيكو مدريد × برشلونة (10.00).
الإيطالي – الأسبوع 14
– اليوم: يوفنتوس × ساسولو (1.30)، إنتر ميلانو × سبال، لازيو × أودينيزي، بارما × ميلان (4.00)، نابولي × بولونيا (7.00)، هيلاس فيرونا × روما (9.45).
– غداً: كالياري × سامبدوريا (9.45).