رياضة

اليوم حفل تتويج الفائز بالكرة الذهبية الرابعة والستين … النجمة السادسة هدف ميسي ورونالدو وفان دايك يحلم

| محمود قرقورا

الفرنسيون سبّاقون في ابتداع البطولات فلهم الفضل في انطلاق كأس العالم وأمم أوروبا ودورة الألعاب الأولمبية ودوري أبطال أوروبا، ومسابقة الكرة الذهبية التي كانت تمنح لأفضل لاعب في أوروبا والآن لأفضل لاعب في العالم فكرة فرنسية بامتياز، بدليل أن حروف الكلمة ليست إنكليزية، ويعود الفضل في انطلاقها للصحفي الفرنسي غابريل هانو رئيس تحرير مجلة فرانس فوتبول المتخصصة يوم طلب من زملائه الصحفيين التصويت على أفضل لاعب في القارة عام 1956 وهو العام الذي انطلقت فيه أم البطولات على صعيد الأندية، ووقع الخيار على الإنكليزي ستانلي ماتيوز وهو في ربيعه الثاني والأربعين!
ومن وقتها صارت الجائزة تقليداً سنوياً حيث القارة تنتظر فارسها، ومنذ 2010 دمجت جائزة الفيفا مع جائزة فرانس فوتبول حتى 2015 ثم عادت للاستقلال عن جائزة الفيفا، واليوم ترنو العيون إلى باريس لمعرفة العريس، والمقدمات توحي أن اللقب سيذهب إلى ميسي أو رونالدو أو فان دايك لاعب ليفربول.

نظام التصويت

التصويت مر بمراحل عدة حتى أخذ شكله الحالي وهذه التطورات خدمت المسابقة ووسّــعت قاعدتها الجماهيرية وإليكم أبرز تطورات التصويت:

– منذ النسخة الأولى وحتى 1994 حُصرت الجائزة باللاعبين الأوروبيين الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية، ومن هذا المنطلق لم يفز بها بيليه ومارادونا.

– منذ 1995 وحتى 2006 سمح بالتصويت للاعبين غير الأوروبيين بشرط أن يكونوا يلعبون في الدوريات الأوروبية، وحينها دخل الليبيري جورج ويا التاريخ لكونه الإفريقي الوحيد الذي دخل منصة الشرف.

– منذ 2007 وحتى الآن صار التصويت مسموحاً به لكل لاعبي العالم دون النظر للعبهم في القارة الأوروبية، ولكن حتى الآن لم يفز بها إلا الذي يلعبون في أوروبا.

– منذ عام 1956 وحتى 2009 كان الفائز يطلق عليه لاعب أوروبا الأول.

– منذ 2010 وحتى 2015 عمل الفيفا ما بوسعه فدمجت جائزة الفيفا التي انطلقت عام 1991 مع جائزة أفضل لاعب أوروبي موضوع بحثنا، ليطلق على الفائز أفضل لاعب في العالم، وهذا أسهل وأيسر على المتلقي والمؤرشف، إذ ليس منطقياً أن يكون أفضل لاعب أوروبي ليس الأفضل في العالم، والتصويت كان يقوم به صحفيو مجلة فرانس فوتبول ومراسلوها وبعض الخبرات والشخصيات الرياضية التي يرتئيها أصحاب الشأن في المجلة، ولكن منذ الدمج مع جائزة الفيفا دخل في التصويت مدربو وكباتن المنتخبات الوطنية في العالم، بحيث يأخذ صاحب الصوت الأول خمس نقاط والثاني ثلاث نقاط والثالث نقطة واحدة.

وهذا التباين حدث منذ النسخة الأولى 1991 يوم كان الأفضل في أوروبا الفرنسي بابان وفي العالم الألماني ماتيوس، واللافت أن بعض الفائزين بالكرة الذهبية لم يدرجوا ضمن الثلاثة الأوائل في جائزة الفيفا!
ومن بعد 2015 عادت إلى مجلة فرانس فوتبول وحدها فتقوم المجلة باستفتاء عبر صحفييها حول العالم بشكل غير علني، ويتم التصويت وفقاً لمعايير رئيسية: العروض الفردية والجماعية، وكل صحفي يقوم باختيار خمسة لاعبين بترتيب تنازلي الأول يمنح 6 نقاط، الثاني 4 نقاط الثالث 3 ثم نقطتين ثم نقطة، وتمنح الجائزة لصاحب أكبر عدد من النقاط.

الفائزون بالكرة الذهبية

1956: الإنكليزي ماتيوز، 1957: الإسباني دي ستيفانو، 1958: الفرنسي كوبا، 1959: الإسباني دي ستيفانو، 1960: الإسباني سواريز، 1961: الإيطالي سيفوري، 1962: التشيكوسلوفاكي ماسبوست، 1963: السوفييتي ياشين، 1964: الاسكتلندي دينيس لو، 1965: البرتغالي أوزيبيو، 1966: الإنكليزي تشارلتون، 1967: المجري ألبرت، 1968: الإيرلندي الشمالي جورج بيست، 1969: الإيطالي ريفيرا، 1970: الألماني مولر، 1971: الهولندي كرويف، 1972: الألماني بيكنباور، 1973: كرويف، 1974: كرويف، 1975: السوفييتي بلوخين، 1976: الألماني بيكنباور، 1977: الدانماركي سيمونسين، 1978: الإنكليزي كيغان، 1979: كيغان، 1980: الألماني رومينيغه، 1981: رومينيغه، 1982: الإيطالي روسي، 1983: الفرنسي بلاتيني، 1984: بلاتيني، 1985: بلاتيني، 1986: السوفييتي بيلانوف، 1987: الهولندي غوليت، 1988: الهولندي باستن، 1989: باستن، 1990: الألماني ماتيوس، 1991: الفرنسي بابان، 1992: باستن، 1993: الإيطالي باجيو، 1994: البلغاري ستويشكوف، 1995: الليبيري ويا، 1996: الألماني زامر، 1997: البرازيلي رونالدو، 1998: الفرنسي زيدان، 1999: البرازيلي ريفالدو، 2000: البرتغالي فيغو، 2001: الإنكليزي أوين، 2002: البرازيلي رونالدو، 2003: التشيكي نيدفيد، 2004: الأوكراني شيفشينكو، 2005: البرازيلي رونالدينيو، 2006: الإيطالي كانافارو، 2007: البرازيلي كاكا، 2008: البرتغالي رونالدو، 2009: الأرجنتيني ميسي، 2010: ميسي، 2011: ميسي، 2012: ميسي، 2013 رونالدو، 2014 رونالدو، 2015 ميسي، 2016 رونالدو، 2017 رونالدو، 2018 الكرواتي مودريتش.

الفائزون حسب الأندية

– في المركز الأول يأتي ريال مدريد بسبعة لاعبين حازوا 11 لقباً.

– أندية برشلونة وميلان واليوفي أفرزت 6 لاعبين مع فارق أن لاعبي برشلونة حازوا اللقب 11 مرة مقابل ثماني مرات للاعبي ميلان واليوفي.

– في المركز الخامس مانشستر يونايتد بأربعة لاعبين حازوا أربعة ألقاب.

– في المركز السادس بايرن ميونيخ بثلاثة لاعبين حازوا خمس كرات.

– دينامو كييف والإنتر بلاعبين حاز كل منهما كرة.

– هامبورغ الألماني وبلاكبول الإنكليزي ودوكلا براغا التشيكي ودينامو موسكو الروسي وبنفيكا البرتغالي وفرنس فاروش المجري وأياكس الهولندي ومونشنغلادباخ الألماني ومرسيليا الفرنسي ودورتموند الألماني وليفربول الإنكليزي بلاعب واحد، مع فارق أن هامبورغ حاز كرتين والبقية حازت كرة واحدة.

الفائزون حسب الجنسية

– ألمانيا وإيطاليا الأكثر فرزاً للاعبين الفائزين بواقع خمسة لاعبين مع فارق أن الألمان فازوا سبع مرات على حين اكتفى الفائزون الطليان بخمسة ألقاب.

– يأتي في المركز الثالث فرنسا والبرازيل وإنكلترا والاتحاد السوفييتي (متحدة ومفككة) بأربعة لاعبين مع فارق أن اللاعبين الفرنسيين حازوا الجائزة ست مرات بينما الأربعة البرازيليون والإنكليز حازوا اللقب خمس مرات، والأربعة السوفييتيون اكتفوا بأربع جوائز.

– في المركز السابع يأتي لاعبو هولندا والبرتغال بثلاثة لاعبين وفاز كل منهما سبع مرات.

– في المركز التاسع يأتي الإسبان والتشيكوسلوفاكيون (متحدون ومفككون) بلاعبين، والفارق أن الإسبانيين فازا ثلاث مرات بينما التشيكوسلوفاكيان فازا مرتين.

– في المركز الحادي عشر تأتي ثماني دول بتتويج لاعب واحد، لكن تتويج الأرجنتيني ميسي تحقق خمس مرات، على حين توّج الإسكتلنديون والإيرلنديون الشماليون والمجريون والدانماركيون والبلغاريون والكروات والليبيريون مرة واحدة.

كبار لم يتوّجوا

بعيداً عن لاعبي القرن العشرين بيليه ومارادونا اللذين ظلمتهما قوانين المسابقة ليس إلا، حيث كان التصويت مخصوصاً بالأوروبيين، فهناك عظماء من خارج القارة العجوز يستحقون الانضمام لقائمة الشرف أمثال البرازيليين غارنشيا وريفيلينو وزيكو وروماريو والأرجنتينيين ماريو كيمبس وباتيستوتا والمكسيكي هوغو سانشيز، ومن الأوروبيين المجري بوشكاش الذي ابتدع الفيفا لأجله بدءاً من عام 2009 جائزة فرنس بوشكاش التي تمنح لصاحب أجمل هدف خلال العام الميلادي، والهداف الإعجازي لمونديال 1958 الفرنسي جوست فونتين، والمدافع الإنكليزي بوبي مور الذي له الأيادي البيضاء في حمل إنكلترا كأس العالم 1966 والإنكليزي الآخر غاري لينيكر هداف مونديال المكسيك 1986 والإسكتلندي كيني دالغليش ملك ليفربول وأحد عباقرة الكرة البريطانية، والويلزي إيان راش الذي ظلمته جنسيته، وثنائي هولندا كويمان ورايكارد اللذان ظلمهما تألق الثنائي الزميل غوليت وباستن وهناك هولندي يستحق صعود منصة الشرف وهو دينيس بيركامب، والمدافعون الإيطاليون فاكيتي وباريزي ومالديني وابن جلدتهم المهاجم ديل بييرو، والكرواتي دافور سوكر هداف مونديال 1998 ومن بولندا الثنائي لاتو هداف مونديال 1974 ومن ألمانيا يورغن كلينسمان ومن بلجيكا أنزو شيفو، ومن رومانيا جورجي حاجي، من الدانمارك الأخوان لاودروب ومن ورائهما الحارس شمايكل، ومن غانا عبيدي بيليه ومن العرب الجزائري رابح ماجر.
ومن محدثي الألفية الثالثة هناك الإسباني راؤول والويلزي غيغز والإنكليزي روني، وكابتن ليفربول ستيفن جيرارد والهداف التاريخي لتشيلسي فرانك لامبارد، والغزال الفرنسي تيري هينري، ولا يخرج عن الإطار السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والكثير من لاعبي البرشا والريال كاسياس وإكزافي وإنيستا بسبب وجود الظالم ميسي، ولا يمكن بحال من الأحوال تجاهل ثنائي اليوفي بوفون وبيرلو، ومن القارة السمراء هناك دروغبا وإيتو.

جدل مستمر

أياً كان الفائز اليوم فهناك جدل مستمر حول الأحقية، وحقيقة كانت هناك جوائز ذهبت في الاتجاه الخطأ كفوز ميسي 2010 ورونالدو 2013 و2014 وبيلانوف 1986 وسيمونسين 1977 وغيرها، وقبل الجائزة اليوم صرح مدرب ليفربول الألماني كلوب بأن ميسي كلاعب لا يعلى عليه ولكن فان دايك الأفضل عام 2019 ولأجل ذلك الجدل لم ولن ينتهي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن