خسائر المربين دفعتهم للتوقف عن العمل وذبح أمات الفروج … الدولار يؤثر على الفروج!
| حمص- نبال إبراهيم
كشف مدير منشأة حمص للدواجن محمد قيمر لـ«الوطن» أن قطاع الدواجن حاليا يعاني معاناة كبيرة نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50 بالمئة وانخفاض سعر المبيع مقارنة بالتكاليف، لافتاً إلى أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعا غير مسبوق في أسعار أعلاف الدواجن (ذرة وصويا) والمتممات العلفية والأدوية البيطرية نتيجة لتغير سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية.
وأوضح أن سعر الكيلو غرام الواحد من الصويا وصل إلى 335 ليرة سورية ومن الذرة تجاوز 165 ليرة سورية بزيادة بنسبة تصل إلى 50 بالمئة، وهذه الزيادة لم تطل سعر المنتج بل ارتفع بمقدار الضعف تقريبا تكلفة المنتج في حين لم يرتفع سعر مبيعه، مبيناً أن تكلفة الكيلو غرام الواحد من لحم الفروج يصل إلى 850 ليرة سورية وبيض المائدة إلى حوالي 1200 ل.س، فيما يباع سعر كيلو الفروج حوالي 700 ل.س والبيض بحدود 1100 ليرة سورية، ما يتسبب بخسائر كبيرة جدا للمربين وبالتالي عزوفهم عن تربية الصوص الفروج والصوص البياض خلال هذه الفترة، وخاصة أنه مع دخول فصل الشتاء وموسم البرد تزداد التكلفة على المربين بسبب الحاجة إلى تأمين تدفئة للأفواج المرباة إن كان ذلك عن طريق الفحم أو المازوت والديزل.
وأكد قيمر أن عزوف مربي الدواجن عن تربية الصيصان أدى لانخفاض أسعار الصيصان لعدم وجود الطلب، حيث وصل سعر مبيع الصوص حالياً إلى نحو 50 ليرة سورية فقط بعد أن كان سعره يزيد على 225 ل.س وذلك نتيجة لزيادة العرض وقلة الطلب عليه، علما أن تكلفة إنتاج الصوص الواحد يبلغ حوالي 200 ليرة سورية وهذا ما يتسبب أيضا بخسائر كبيرة على مربي أمهات الفروج وأصحاب المفاقس بشكل عام.
وأشار إلى أن مربي الدواجن حاليا يقومون بذبح أفواج أمات الفروج والبياض لعدم قدرتهم على التربية باعتبار أن هذا المنتج غير قابل للتخزين من جهة وعدم استطاعتهم تأمين الأعلاف ومستلزمات الإنتاج اللازمة للأفواج المرباة في ظل الخسائر المتلاحقة وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي تزداد فيه الأمراض والإصابات الفيروسية وبالتالي زيادة نسبة النفوق.
وبين قيمر أن مبيعات المنشأة تجاوزت 800 مليون ليرة سورية منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر تشرين الأول الماضي، منوهاً بوجود 44 حاضنة وثلاث عشرة مفقسة للبيض سعة الحاضنة الحديثة 38400 بيضة أما سعة المفقسة 16800 بيضة لدى المنشأة.
وكشف أنه تم مؤخرا الإعلان عن عقود استيراد أمات الفروج لتأمين مستلزمات العملية الإنتاجية لمرتين متتاليتين كان آخرها في شهر آب المنصرم إلا أنه لم يتقدم أحد بسبب تأرجح سعر الصرف، موضحاً أنه لاستيراد أمات فروج بياض لا بد من التعاقد مع شركات خارجية أجنبية بالإضافة للشركات السورية أو وكلائها في سورية، مع العلم أن العقود تكون بالليرة السورية أو عن طريق تأمين عقود بالقطع الأجنبي ومع ذلك فشلت إعلانات المؤسسة للاستيراد بسبب تأرجح سعر الصرف، مؤكداً أن المنشأة تسعى حاليا عن طريق الإدارة العامة بدمشق لتأمين مصدر صيصان أمات بياض وهي في طور المباحثات مع إحدى الشركات المستوردة ويتم التحضير لتوقيع العقد.