قوى فلسطينية تدعو إلى «الوحدة الوطنية» لمواجهة مؤامرات تصفية القضية.. وتطالب بإنهاء استيلاء «الإخوان المسلمين» على قطاع غزة … عبد الهادي: «صفقة القرن» تنفذ بالتواطؤ ما بين أميركا وكيان الاحتلال و«حماس»
| موفق محمد
حذر رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي من تحول 11-13 مليون فلسطيني إلى دواعش، إذا ما تم تنفيذ «صفقة القرن» وتصفية القضية الفلسطينية، بينما شددت قوى فلسطينية على ضرورة مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية من خلال الوحدة الوطنية التي هي أساس الانتصار، وعلى ضرورة إنهاء استيلاء حركة «حماس» على قطاع غزة التي تريد إقامة إمارة إسلامية فيه لتصبح قاعدة للتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين».
وأقام عبد الهادي أمس ندوة سياسية تحت عنوان «تداعيات ودوافع القرار الأميركي حول الاستيطان في فلسطين» في المركز الوطني الفلسطيني بدمشق شاركت فيها قيادات من معظم الفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية، وذلك بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
وفي كلمة استهل بها الندوة، اعتبر عبد الهادي، أن القرار الأميركي بشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية هو «جزء من صفقة القرن التي تنفذ»، حيث تم الاعتراف من قبل أميركا بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأميركية إليها وكذلك الاعتراف بسيادة الكيان على الجولان العربي السوري المحتل ومن ثم قرار الإدارة الأميركية بشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية.
ولفت عبد الهادي إلى أن الإدارة الأميركية قطعت علاقاتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، على حين انفتحت بالعلاقات على حركة «حماس» وذهبت إلى قطاع غزة الذي تستولي عليه «حماس» لإقامة مشفى فيه! معتبراً أن القضية الفلسطينية تشهد تدهوراً كبيراً في ظل تخلٍ عربي إسلامي ومحاولات لشطب القضية الفلسطينية وإنهائها.
وأوضح أن الصراع بين السلطة الفلسطينية من جهة والإدارة الأميركية وكيان الاحتلال من جهة ثانية هو على أرض الضفة الغربية، على حين لا مشكلة بين أميركا وهذا الكيان من جهة و«حماس» من جهة ثانية بالنسبة لقطاع غزة، في إشارة إلى اتفاق الجانبين على إقامة «حماس» إمارة إسلامية في القطاع بتمويل من مشيخة قطر.
واعتبر رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن «صفقة القرن» تنفذ بالتواطؤ بين الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال من جهة و«حماس» من جهة ثانية، مشدداً على أنه لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة إذا لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، محذراً من أنه في حال تم تصفية القضية الفلسطينية فإن «11 إلى 14 مليون فلسطيني سيتحولون إلى دواعش».
وأشار عبد الهادي إلى أن اتفاق أوسلو الذي ينص على إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، «أنهاه كيان الاحتلال وهو بالنسبة لنا انتهى»، مشدداً على ضرورة النظر إلى المستقبل، ولافتاً إلى أن «مشروع حماس القزم عرض علينا ورفضناه».
بدوره، دعا أمين فرع اليرموك لحزب البعث العربي الاشتراكي – التنظيم الفلسطيني علي عزيمة إلى مواجهة ما يجري من خلال اللجوء إلى البيت الداخلي الفلسطيني وأن يكون «أملنا الأول والأخير إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية الشرعية لتشمل الجميع»، بينما وصف عضو القيادة القطرية لحزب البعث – التنظيم الفلسطيني راتب شهاب الدور الأميركي في القضية الفلسطينية بالسيئ جداً وأن دور الإدارة الحالية هو الأسوأ، وقال: «هم لم يصطدموا بالمواقف العربية المخزية التي شكلت غطاء لصفقة القرن، بل بالموقف الفلسطيني»، داعياً إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصفوف لمواجهة المؤامرة، مشدداً على أنه «لا دولة فلسطينية في غزة، ولا دولة فلسطينية بدون غزة، ولا دولة فلسطينية بدون عودة اللاجئين»، في وقت اعتبر عضو قيادة فرع اليرموك لحزب البعث – التنظيم الفلسطيني أحمد جمعة أن أكثر ما يشكل خطراً على القضية الفلسطينية هو قيام حركة «حماس» في قطاع غزة، مؤكداً أن تنظيم داعش الإرهابي موجود في القطاع، ولافتاً إلى غدر الحركة بسورية منذ بداية الأحداث التي اندلعت فيها، ولاحقاً عندما دحرها داعش من مخيم اليرموك، حيث «طلبت حماس منا الذهاب إلى يلدا وبييلا لمقاتلة داعش لكنها كذبت ولم تقاتل داعش»، متسائلاً: كيف يتم تصديق هؤلاء بأنهم يقاومون كيان الاحتلال؟
من جهته علي الشهابي وهو أحد كوادر حركة التحرير الوطني «فتح» ، اعتبر أن جوهر الإدارات الأميركية إمبريالي وتريد تصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما تؤكده قرارات إدارة ترامب والتي كان آخرها شرعنة الاستيطان في الضفة.
وشدد الشهابي على ضرورة عدم السكوت على استيلاء «حماس» على قطاع غزة والجرائم التي ترتكبها هناك، لافتاً إلى أنها تريد إقامة إمارة للتنظيم الدولي لـ«الإخوان المسلمين» وقاعدة له في القطاع، بعد أن ابتعدت عن القضية الفلسطينية.
القيادي في جبهة النضال أبو أحمد معتوق – جناح أحمد مجدلاني من جهته، طالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني والالتفاف حول القيادة الفلسطينية الشرعية ومواجهة الاحتلال بشكل مباشر وتصعيد المقاومة، بينما دعا نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد إلى توحيد الصف الفلسطيني، لأن الوحدة الوطنية أساس الانتصار وتحريك الشعب العربي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيفشل كل هذه المخططات لأنه شعب عظيم.