استمرار التظاهرات.. ومسيحيو العراق ألغوا احتفالات رأس السنة «احتراماً» لضحايا الاحتجاجات … مجلس النواب يؤجل جلسته.. واجتماع بين المالكي والحكيم والعامري لترشيح بديل عبد المهدي
| وكالات
أعلنت الدائرة النيابية أمس الثلاثاء عن تأجيل جلسة مجلس النواب المقرر عقدها اليوم إلى إشعار آخر.
وذكر بيان للدائرة تلقته وكالة أنباء الإعلام العراقي «واع» أنه «لأهمية قانوني انتخابات مجلس النواب والمفوضية المستقلة للانتخابات، نسبت رئاسة المجلس الاستمرار بالنقاش حولهما لهذا اليوم في اللجنة القانونية»، وأضافت أنه «تقرر تأجيل جلسة البرلمان المقرر عقدها اليوم «أمس» إلى إشعار آخر».
في غضون ذلك كشفت وسائل إعلام عربية، أمس عن اجتماع عقد بين رئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي ورئيس «تيار الحكمة» السيد عمار الحكيم ورئيس «تحالف فتح» هادي العامري أمس لبحث بديل رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، فيما أشارت إلى تبني تحالف سائرون ترشح القائد السابق في جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي.
وذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية في تقرير لها اطلعت عليه وكالة «واع» إنه «بعد إعلان عبد المهدي استقالته بيوم واحد، عُقد اجتماعٌ ضمّ «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، و»تيار الحكمة» برئاسة عمار الحكيم، فضلاً عن تحالف الفتح الذي يرأسه هادي العامري، بحث «مواصفات» الرئيس العتيد».
وأضافت: إن «المجتمعين اتفقوا على ضرورة إشراك القوى السياسية كافة، تجنّباً لتكرار سيناريو تكليف عبد المهدي، ورمي فكرة المستقل خلف ظهور قادة القوى والكتل»، مبينة أنه «على الرغم من ذلك الاتفاق، لا يزال سيناريو ترشيح شخصية استثنائية، فيها خليطٌ من شروط المرجعية ومطالب المتظاهرين».
وأشارت الصحيفة إلى «قيام «سائرون» بتبنّي مجموعة من المتظاهرين ينشدون ترشيح قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب السابق عبد الوهاب الساعدي بوصفه مرشّحاً شعبياً يحظى بثقتهم، الأمر الذي يتعارض مع توجهات قوى شيعية وكردية، رفض قادتها منح رئاسة الحكومة لشخصية لها جذور عسكرية».
يأتي ذلك فيما تستمرّ الاحتجاجات في عدد من المدن العراقية، تخلّلتها في الساعات الأخيرة صدامات في كربلاء، تزامناً مع مساع لنزع فتيل الأزمة في النجف.
وأفاد مراسل الميادين بأنّ قوات أمنية في النجف جنوب العراق قطعت الطرق المؤدية إلى ساحة ثورة العشرين والمجمع الذي يضمّ قبر السيد محمد باقر الحكيم. يأتي ذلك فيما سُجّل استقرار نسبيّ للأوضاع في المحافظة بعد تراجع الاحتجاجات.
وكشفت قيادة عمليات الفرات الأوسط عن التوصّل إلى اتفاق مبدئيٍ مع شيوخ العشائر في النجف لنزع فتيل الأزمة بالمحافظة، وفي كربلاء أعلن مصدر طبيّ إصابة أكثر من 20 متظاهراً بعد محاولتهم اقتحام مبنى الحكومة المحلية وسط المدينة.
وأعلن التيار الصدري في بيان له أنّ النائب الجهادي للسيد مقتدى الصدر، أبو ياسر الحيدري، يعقد اجتماعات في النجف مع عدد من شيوخ العشائر وممثلي المتظاهرين وقائد الشرطة «لحلّ الأزمة وحقن الدماء والتوصل لحلول لتهدئة الأوضاع واستقرار البلاد والحدّ من عمليات الحرق».
وأوضح بيان التيّار الصدري أنّ «لا صحة للأنباء عن تسلّم أصحاب القبعات الزُرق مرقد السيدِ محمد باقر الحكيم»، وأنّ دورهم بحسب تكليف علي السيستاني هو «حماية المتظاهرين في ساحة الصدرين وتقديم الخدمات الضرورية إليهم».
في غضون ذلك، قال شيوخ النجف إنهم سيكونون «الدرع الحصينة للمتظاهرين السلميّين حتّى تحقيق المطالب المشروعة».
وأكد شيوخ النجف عقب اجتماع لهم دعم القوات الأمنية لطرد المندسّين من ساحات التظاهرات، بحسب توجيهات المرجعية، وطالبوا بقانون منصف للانتخابات وبقوانين تضمن مكافحة الفساد.
في غضون ذلك قرر البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، أمس، إلغاء مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، احتراما لدماء الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية.
وقال البطريرك العراقي في بيان صحفي نقلته وكالة «روسيا اليوم: «سوف لن تكون هناك أشجار ميلاد مزينة في الكنائس والساحات، ولا حفلات وسهرات بهذه المناسبة، ولا استقبال رسمي للتهاني في مقر البطريركية، إنما نكتفي بالصلاة ترحما على أرواح الضحايا، والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى، وعودة الحياة الطبيعية إلى البلاد ونهوضها بوطن راق، جامع لكل طوائفه وشرائحه، انطلاقاً من قيم الاحترام والمساواة والمواطنة والحق في الحياة الكريمة».
ودعا الكاردينال ساكو بالمقابل إلى التبرع لدور الأيتام والمستشفيات لغرض شراء المستلزمات الطبية للجرحى.
في سياق آخر أعلنت هيئة الحشد الشعبي في العراق، أمس أن تنظيم «داعش» شن هجوماً جديداً على عناصرها في محافظة نينوى شمالي العراق.
وأكد بيان للهيئة أن «قوة من اللواء 44 التابع إلى قيادة عمليات نينوى للحشد الشعبي تصدت لهجوم نفذته عناصر داعش في وقت متأخر من ليلة الاثنين في قضاء الحضر في جنوب الموصل»، مركز محافظة نينوى.
يذكر أن هيئة الحشد الشعبي في العراق، قالت أول أمس إن تنظيم «داعش» ينفذ هجمات بعدد من المناطق العراقية الشمالية، مستغلاً الوضعين الأمني والسياسي الراهنين في البلاد.