أفادت صحيفة «نيزافيسيمايا» الروسية بأن وفداً من ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وصل إلى السعودية التي تعتبر أبرز الداعمين للتنظيمات الإرهابية في سورية، وذلك من أجل بحث مستقبل المناطق التي تسيطر عليها.
وقالت الصحيفة: إن «بعثة من قوات سورية الديمقراطية، المكونة أساساً من مليشيات كردية، وصلت إلى الأراضي السعودية؛ من أجل التفاوض حول مستقبل المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، التي لا تزال تحت سيطرة هذه القوات»، وذلك حسب موقع «عربي21» الذي قال إنه ترجم التقرير.
وأكدت الصحيفة، أن هذه الزيارة تأتي بعد دعوة رسمية من النظام السعودي، الذي كان منذ فترة يظهر اهتماماً كبيراً بالتعاون مع هذه الميليشيا، معتبرة أن هذا اللقاء يبدو كما لو أنه محاولة للتصدي لاتساع رقعة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وناصب النظام السعودي العداء لسورية منذ اندلاع الأحداث فيها، ويعتبر من أبرز الداعمين للتنظيمات الإرهابية فيها، وأظهر مساعي لتقسيم سورية من خلال زيارات قام بها وزير الدولة ثامر السبهان للمناطق التي تسيطر عليها «قسد» وإغداقه المال عليها.
وتؤشر زيارة وفد «قسد» إلى السعودية إلى وجود نوايا سيئة لديها فيما يتعلق بإعادة المناطق التي تسيطر عليها إلى الدولة السورية بموجب اتفاق تم برعاية روسية، بعد العدوان التركي الذي يشن على شمال شرق سورية منذ التاسع من تشرين الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من «قسد»: إن وفدها سافر عبر إقليم كردستان العراق نحو منطقة الخليج، وعلى رأس جدول أعمال هذه الزيارة التحاور حول «السياسة الخارجية الإيرانية»، التي تزعم دول إقليمية وغربية أنها تمثل تهديداً للشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أنه بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انسحاب قوات بلاده المحتلة المتمركزة في شمال سورية، كانت هنالك مخاوف من حدوث ما يسمى «فراغاً» قد تستغله طهران.
وأضافت الصحيفة: إن الاهتمام السعودي بشمال سورية تجسّد من خلال الاتصالات المكثفة بين مسؤولي المملكة و«قسد»، حيث إن المناطق التي تسيطر عليها المليشيا في محافظة دير الزور، شهدت زيارة للسبهان، في 13 حزيران الماضي، وعقد هناك محادثات مع قادة الميليشيات الكردية، وشيوخ العشائر العربية، إلى جانب دبلوماسيين أميركيين.
وذكرت الصحيفة أن السبهان دعا شيوخ القبائل العربية لتقديم الدعم للقوات الكردية، خلال هذه الزيارة، التي لا تعدّ الأولى بالنسبة له.
ورأت الصحيفة أن أميركا تنظر إلى السعودية على أنها القوة الإقليمية القادرة على تقديم مساهمة كبيرة لإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة بسبب الحرب الإرهابية على سورية، وبالتحديد في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الدولة السورية.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن النظام السعودي ينظر إلى «قسد» على أنها أداة للوقوف ضد إيران وتركيا، كما أن هذا النظام مستعد لدعم الأكراد، بشرط أن يكونوا مدعومين من الولايات المتحدة.