فشل النظام التركي في إجبار دول حلف «الناتو» بدعم عدوانه على شمال شرق سورية وتصنيف الميليشيات الكردية في شمال سورية كمنظمات «إرهابية»، حيث أكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أنه لم يتم البحث خلال القمة في موضوع الميليشيات الكردية.
وبعد اختتام قمة دول الناتو أمس في لندن نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن الأمين العام للحلف الأطلسي قوله في مؤتمر صحفي: «إن تركيا أسقطت اعتراضها على خطة الحلف لتعزيز الدفاع عن دول البلطيق وبولندا في مواجهة روسيا».
وأكد ستولتنبرغ أن قادة الحلف لم يبحثوا الوضع بالنسبة لميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.
وكان أردوغان، قد توعد دول حلف «الناتو» قُبيل انعقاد القمة بأن بلاده ستعارض خطة الحلف لتعزيز الدفاع عن دول البلطيق وبولندا في مواجهة روسيا إذا لم يقرَّ «الناتو»، بأن بلاده تقاتل جماعات إرهابية، في إشارة إلى الميليشيات الكردية شمال شرق سورية.
وجاء في بيان للحلف أصدره في ختام القمة: إن «الحوار سيظل منفتحاً مع روسيا طالما سمحت التصرفات الروسية بذلك»، حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وفي الوقت نفسه، أكد البيان أن الحلف مصمم على أن يظل نووياً، طالما توجد أسلحة نووية ويحمي مصالحه بمزيج مناسب من القدرات الدفاعية النووية والتقليدية والصاروخية».
وأشار البيان إلى أن زعماء دول «الناتو» سيواصلون التصدي بطريقة محسوبة ومسؤولة لنشر روسيا لصواريخ جديدة متوسطة المدى، والتي أدت إلى ما سموها «القضاء على معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة المدى»، «مما يشكل مخاطر كبيرة على الأمن الأوروبي الأطلسي» بحسب تعبيرهم.
وقبيل اختتام القمة بساعات قليلة، ذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء، أن الحكومة البريطانية نشرت على موقعها الإلكتروني بياناً عقب قمة حول سورية جمعت رئيس النظام التركي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في لندن على هامش قمة الناتو.
وذكر البيان أن المشاركين في القمة الرباعية بحثوا الشراكات الإستراتيجية والاقتصادية والدفاعية بين بلادهم، واتفقوا على أهمية تعميقها بشكل أكبر، بما في ذلك من خلال «الناتو».
ونقل البيان عنهم ادعاءهم أنهم سيعملون على تهيئة الظروف لتحقيق عودة آمنة ومستدامة وطوعية للمهجرين، وإنه يجب الاستمرار في محاربة الإرهاب بجميع أشكاله.
ومن دون أن يحددوا الجهة التي يجب أن توقف اعتداءاتها عليهم، قال البيان: إن هؤلاء الزعماء اتفقوا أيضاً على أن جميع «الهجمات» ضد المدنيين في سورية، بمن في ذلك الموجودون في إدلب، يجب أن تتوقف، كما أعربوا عن دعمهم عملية لجنة مناقشة الدستور السوري، وأكدوا أهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال لقاء جمعه مع ميركل، على هامش قمة «الناتو»: إنه عقد لقاء غير مخطط له مع أردوغان.
وأضاف ترامب، بحسب «سبوتنيك»: «كان اجتماعاً جيداً، ناقشنا سورية والأكراد».
وزعم أن «منطقة الحدود وما تسمى «المنطقة الآمنة» تعملان بشكل جيد، وأن «الكثير من الفضل يعود للنظام التركي في ذلك الذي قام بعمل جيد هناك»، مدعياً بذات الوقت أن «وقف إطلاق النار مازال متماسكاً كثيراً»! دون أن يأتي على ذكر اعتداءات قوات الاحتلال التركي على المدنيين في تلك المنطقة (شمال شرق سورية).
وعقب ذلك، أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، بأن ترامب ألغى مؤتمره الصحفي وغادر قمة «الناتو» بلندن على خلفية تسريب فيديو يظهر كلاً من ماكرون وجونسون ورئيس الكندي جاستن ترودو يسخرون منه، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».