رياضة

مونديال الأندية بنسخته السابعة عشرة … فرسان قادمون وأحلام متجددة

| خالد عرنوس

تنطلق الأربعاء القادم منافسات بطولة العالم للأندية بنسختها السابعة عشرة وقبل الأخيرة بشكلها الحالي في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة 7 أندية هي أبطال القارات الست (كروياً) إضافة إلى صاحب الضيافة السد بطل الدوري القطري، وتقام النسخة القادمة في العام القادم بالنظام الحالي على أن تستضيف الصين في العام 2021 النسخة المعدلة (الشاملة) بمشاركة 24 فريقاً وينتظر أن تنظم هذه البطولة كل أربع سنوات، وتتطلع الأندية السبعة لدخول تاريخ البطولة حيث لم يسبق لأي منها التتويج بكأسها بل إن ثلاثة منها تشارك للمرة الأولى، وتشهد البطولة حدثاً تاريخياً بمشاركة ثلاثة أندية عربية للمرة الأولى وهي السد إضافة إلى الهلال والترجي بطلي آسيا وإفريقيا ويطمح ثلاثتهم إلى تكرار إنجاز الرجاء المغربي والعين الإماراتي اللذين بلغا النهائي سابقاً عندما نظم بلداهما البطولة عامي 2013 و2018.

تاريخ

انطلقت بطولة مونديال الأندية في عام 2000 بسعي حثيث من الفيفا ورئيسه أيامها جوزيف بلاتر بعد عقود من الأخذ والرد لتعوض كأس الإنتركونتيننتال التي كانت تقام سنوياً بين بطلي أميركا اللاتينية وأوروبا وبقيت حتى عام 2004، وما إن أقيمت النسخة الأولى من البطولة الحالية في البرازيل ولاقت نجاحاً لافتاً حتى أعلن الفيفا إلغاءها لأسباب عديدة أهمها إفلاس الشركة الراعية لنشاطاته لكن شركة يابانية أعادتها إلى الحياة من جديد بعد 5 سنوات لتستمر بمشاركة أبطال القارات حتى النسخة القادمة والتي ستقام في الدوحة أيضاً.

وعرفت البطولة في بدايتها سيطرة برازيلية فتوج كورينثيانس البرازيلي بطلاً للنسخة الأولى على حساب مواطنه فاسكو دي غاما، ثم فاجأ سان باولو ليفربول في نهائي 2005 وأبقى إنترناسيونالي اللقب لأبناء السامبا بفوزه على برشلونة 2006 قبل أن تنقلب المنقلة باتجاه القارة العجوز بداية من 2007 التي شهدت تتويج ميلان بتغلبه على بوكاجونيورز ثم مانشستر يونايتد 2008 على حساب ليغا دي كويتو الإكوادوري وجاء الدور على برشلونة الذي ظفر بلقب 2009 من أنياب إندبندينتي وبسهولة فاز إنتر ميلانو الإيطالي في نهائي 2010 على مازيمبي الكونغولي الذي سجل أول اختراق للقارتين.

في 2011 سجل برشلونة فوزاً عريضاً على سانتوس البرازيلي وأعاد كورينثيانس بعض الهيبة لأميركا اللاتينية بعودته إلى التتويج 2012 على حساب تشيلسي وسجل البايرن حضوره الأول والوحيد في 2013 التي شهدت طرفاً عربياً في النهائي تمثل بالرجاء البيضاوي، ثم حقق ريال مدريد اللقب عام 2014 والمنافس فيليز سارسفيلد ثم عاد البرشا ونال لقبه الثالث بفوزه على ريفر بلايت 2015، قبل أن يسيطر غريمه الريال على البطولة في ثلاث نسخ أخيرة بفوزه على كاشيما أنتلرز الياباني 2016 ثم على غريميو في 2017 وأخيراً العين الإماراتي 2018.

جغرافيا

ويتصدر ريال مدريد الأندية الحائزة على الكأس برصيد 4 ألقاب يليه مواطنه برشلونة بثلاثة ثم كورينثيانس بلقبين وهو ما يعني أن الأندية الإسبانية تتصدر اللائحة بـ7 ألقاب تليها الأندية البرازيلية بـ4 ألقاب ثم إيطاليا بلقبين مقابل لقب وحيد لإنكلترا وألمانيا، وتتصدر الأرجنتين لائحة الأندية التي بلغت النهائي ولم تفز باللقب بواقع 4 مرات على حين خسرت الأندية البرازيلية النهائي 3 مرات وإنكلترا مرتين.

وتقام البطولة للمرة الأولى في قطر وسبق أن أقيمت في أربع دول تتقدمها اليابان التي استضافت ثماني نسخ وأقيمت نسختان في الإمارات ومثلهما في المغرب ومرة واحدة في البرازيل، أي إن 10 بطولات أقيمت في آسيا واثنتين في إفريقيا وواحدة في أميركا اللاتينية، علماً أن البطولة الثانية عام 2001 كانت مقررة في إسبانيا قبل أن تلغى.

ليفربول البعبع

كل الأنظار تتجه نحو الدوحة 2019 لمتابعة ليفربول الإنكليزي على وجه الخصوص فالريدز الوحيد الذي سبق له أن خاض النهائي بين الأندية المشاركة وآماله كبيرة بتعويض إخفاق 2005 يوم خسر أمام سان باولو فيما اعتبر يومها بالمفاجأة، ويختلف بطل أوروبا الذي يقوده الألماني يورغن كلوب عن ذلك الذي خاض النسخة المذكورة من حيث الشكل والمضمون خاصة أنه يسجل نتائج تاريخية على المستوى المحلي هذه الأيام وإذا كان فريق 2005 ضم جيرارد وخابي ألونسو وسامي هيبيا فإن التشكيلة الحالية تضم سبعة لاعبين من خمسين لاعباً كانوا مرشحين للكرة الذهبية ويتقدمه ثلاثي الهجوم الرهيب المؤلف من (صلاح وماني وفيرمينيو) إضافة إلى ثلاثي الدفاع (فان ديك وأرنولد وروبرتسون) ومن ورائهم جميعاً أليسون بيكر أفضل حارس مرمى في العالم، ويعتقد الكثير من المتابعين أن بطل أوروبا الذي يخوض البطولة بصفوف مكتملة ولا يغيب عنه سوى المصاب فابينيو مرشح للتتويج باللقب للمرة الأولى بل وأكثر من ذلك يعتبر البعض أن لديه فرصة أخرى للثأر من هزيمته الكبيرة قبل 38 عاماً أمام فلامينغو البرازيلي على كأس الإنتركونتيننتال التي كانت تعتبر بطولة العالم أيامها.

فلامينغو وغابيغول

معظم التوقعات تشير إلى بلوغ ليفربول وفلامينغو النهائي لحظوة أندية قارتيهما في البطولة فقد جمع نهائي 13 نسخة بين فريق أوروبي وآخر أميركي لاتيني، ويعتبر أنصار الكرة اللاتينية وخاصة أبناء السامبا أن فلامينغو هو الفريق القادر على استعادة اللقب لأميركا وللبرازيل بعد ست سنوات شهدت هيمنة أبناء القارة العجوز، ويعول أحد أكثر أندية الريو شعبية على خبرة المدرب البرتغالي جورج جيسوس الذي أعاد فلامينغو إلى منصات التتويج بفوزه بالليبرتادوريس للمرة الثانية بتاريخه وببطولة الدوري البرازيلي للمرة الأولى بعد 10 سنوات وذلك في عامه الأول.

ويعول فلامينغو على المخضرمين رافينيا وفيليبي لويس العائدين من تجربة أوروبية طويلة وكذلك رودريغو كايو وأيضاً المخضرم الدولي السابق دييغو وفي مقدمة كل هؤلاء المهاجم الدولي غابرييل باربوسا الذي يدين له البرازيليون بالتتويج القاري بتسجيله 9 أهداف تصدر بها هدافي الليبرتادوريس ومنها هدفا الفوز بالنهائي على ريفربلايت، غابيغول وهذا لقبه يبلغ من العمر 23 عاماً وكان أحد عناصر المنتخب الفائز بذهبية أولمبياد 2016 وهو معار من إنتر ميلانو حالياً.

هلال آسيا

ويشارك الهلال السعودي في البطولة للمرة الأولى بطموحات كبيرة عقب استعادته العرش الأصفر بعد 19 عاماً وقد خوّله لقبه الأخير عام 2000 بلعب المونديال الذي ألغي كما ذكرنا، ويقود الفريق الملقب بالزعيم المدرب الروماني رازفان لوشيسكو في عامه الأول في الخليج العربي بعد تجارب عديدة في بلاده وفي اليونان ويبلغ من العمر 50 عاماً، وحسب ظهوره في نهائي أبطال آسيا فإن الهلال مرشح للعب دور كبير في البطولة بوجود كتيبة من اللاعبين الدوليين أمثال ياسر الشهراني وعبد اللـه عطي وهتان باهيري ومحمد الواكد وسلمان الفرج إضافة إلى العجوز محمد الشلهوب ويتمتع الفريق بقوة أجنبية ضاربة تتمثل بالهداف الفرنسي بافتيمبي غوميز والإيطالي سباستيان جيوفينكو والكولومبي غوستافو كويار والبيروفي أندريه كارييو والكوري الجنوبي يونغ هيون سوو والسوري عمر خريبين.

مئوية الترجي

وعلى المقلب الآخر يعود الترجي التونسي للمشاركة في البطولة للمرة الثانية بعد 2011 ويومها خسر مباراتين وقد أكمل زعيم الأندية مئة عام مطلع العام الحالي، ويقوده المدرب المحلي الشاب معين الشعباني (38 عاماً) صاحب إنجاز التتويج الإفريقي في العامين الأخيرين، ويتطلع لتحقيق إنجاز على صعيد البطولة بفضل تشكيلته المتخمة بالأسماء الدولية وكذلك ثلة من المحترفين الأفارقة ويبرز هنا بن شريفية وبن رمضان وطه الخنيسي وأنيس بدري والرباعي الجزائري بلال بنساحا وبدران وإلياس شعيتي ورؤوف بنغويت والعاجي إبراهيما أوتارا والغاني بونسو والليبي حمدو الهوني ويحسب للترجي أنه بلغ البطولة بسجل خال من هزيمة (11 فوزاً و4 تعادلات).

عودة ومشاركة أولى

ويعود مونتييري المكسيكي إلى البطولة للمرة الرابعة بعد ثلاث مشاركات متتالية بين 2011 و2013 ويأمل تسجيل إنجاز كبير ينسي أبناء الأزتيك خيبات المشاركات السابقة، علماً أن مونتيري هو صاحب أفضل إنجاز لبلاده عندما حل ثالثاً في بطولة 2012، ويضم الفريق الحالي عشرة لاعبين من أميركا اللاتينية إضافة للاعب هولندي يدعى فينسنت يانسن.
السد بدوره يعود للمرة الثانية عقب مشاركة أولى 2011 بوصفه بطلاً لآسيا وقتها على حين يمثل الدولة المضيفة في النسخة الحالية ويقوده مدرباً لاعبه السابق ولاعب إسبانيا الدولي تشافي هيرنانديز وقد خرج تحت قيادته من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، ويضم الفريق نخبة من اللاعبين الدوليين مثل: بوعلام خوخي وساديو ميغيل وسعد الشيب وأكرم عفيف (أفضل لاعب في آسيا) وحسن الهيدوس، ومعهم الإسباني غابي والمهاجم الجزائري بغداد بونجاح.
ويشارك هينجين للمرة الأول كبطل لأوقيانوسيا وهو بطل كاليدونيا الجديدة ويدربه فيليكس تيغاوا من بولينسيا الفرنسية ويضم في صفوفه البرازيلي ماركوس باولو والياباني ماتسوموتو والبرتغالي بيدرو فيلالا.

مباريات مونديال الأندية 2019

الدور التمهيدي

• الأربعاء: السد *هينجين (7.30).

الدور الثاني

• السبت: الهلال *الترجي (4.00)، مونتيري *الفائز 1 (7.30).

مباراة المركزين 5 و6

• الثلاثاء: الخاسر من 2 *الخاسر من 3 (4.30).

نصف النهائي

•الثلاثاء: فلامينغو *الفائز من 2 (7.30).

• الأربعاء: ليفربول *الفائز من 3 (7.30).

النهائي والترتيب

• السبت: الخاسر من 5 *الخاسر من 6 (4.30)، الفائز من 5 *الفائز من 6 (7.30).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن