اعتبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن التغييرات التي فرضها ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان تحت مزاعم «الإصلاحات والانفتاح على العالم «كشفت التصدع والتناقضات الموجودة في المجتمع السعودي وتزامنت مع حملات شرسة من قبل هذا النظام لسحق كل من يعارضه أو ينتقد سياساته.
وفي مقال أعده الكاتب الصحفي مارتن شولوف أشارت «الغارديان» إلى وجود تناقضات وفجوات كبيرة في المجتمع السعودي عندما يتعلق الأمر بالتغييرات التي أحدثها ابن سلمان، مبيناً «أن فئة معينة في المجتمع السعودي كانت تنادي بتغييرات مماثلة لكن في المقابل هناك خوف وغضب إزاءها فالكثير من المظاهر التي تشهدها المملكة حالياً من قبل الشباب لا تتعدى تكون نوعاً من التعبير عن التحدي المعروف بين أبناء هذه الفئة العمرية أكثر من كونه تعبيراً عن تغيرات نتجت عن مساحة الحرية الجديدة التي يسمح بها».
ولفتت الصحيفة إلى تصاعد حملات القمع وملاحقة المعارضين للنظام السعودي بالتوازي مع التغييرات والإصلاحات المزعومة حيث تزايدت عمليات اعتقال الناشطين والمدافعين عن الحقوق ولاسيما حقوق المرأة فيما أكدت ناشطات عدة تعرضهن للاعتداء الجنسي وعمليات التعذيب وهن رهن الاعتقال.
وتحاكي «الغارديان» في مقالها ما أكدته منظمة هيومن رايتس ووتش الشهر الماضي حول تزايد عمليات القمع والانتهاكات منذ وصول ابن سلمان إلى الحكم وإشارتها في تقرير أعدته إلى أن الإصلاحات المزعومة التي ينفذها جاءت بثمن فادح مع اتساع حملات الاعتقال والتعذيب.
المنظمة الحقوقية لفتت في تقريرها إلى أن النظام السعودي شن حملات لاعتقال المواطنين لانتقادهم سياساته بشكل سلمي في حين شملت ممارسات احتجاز الأشخاص في مراكز اعتقال غير رسمية عمليات تعذيب وسوء معاملة إضافة إلى الاحتجاز التعسفي من دون محاكمة أو تهمة أو إجراءات قانونية واضحة