سورية

لم تقبل به ولم ترفضه.. وأكدت أنها ليست انفصالية وحريصة على سيادة البلاد … وفد من دمشق يقدم مشروع «الإدارة المحلية» لشخصيات و«قوى» في شمال البلاد

| موفق محمد

كشف أمين عام حزب الشعب المرخص الشيخ نواف الملحم، أن وفداً من دمشق يضم أحزاباً مرخصة وأعضاء في مجلس الشعب قدم لشخصيات و«قوى» في شمال شرق سورية مشروع «الإدارة المحلية» الموجود في الدستور السوري لعام 2012، لتدار وفقه تلك المناطق، موضحاً أن تلك القوى لم ترفض المشروع وبذات الوقت لم تعطِ موافقتها عليه.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الوطن» معه من دمشق أوضح الملحم، وهو عضو في مجلس الشعب، أن وفداً يضم إلى جانبه كلاً من منسق لجنة متابعة الحوار الوطني من حزب البعث العربي الاشتراكي فيصل عزوز، وأمين عام حزب التضامن المرخص محمد أبو قاسم، وعضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد، ورئيس تيار التغيير السلمي المعارض فاتح جاموس، وأمين عام حزب الشباب للبناء والتغيير المرخص بروين إبراهيم عقد اجتماعاً في القامشلي أمس مع وفد من شخصيات و«قوى» كردية وعربية وسريانية في شمال شرق البلاد، ضم عضو المجلس العام لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» صالح مسلم، وعضو «حزب الاتحاد السرياني» جوزيف لحدو، ورئيس «حزب اليسار الكردي» محمد موسى، وعضو «حزب الوحدة» مصطفى مشايخ وعضو العلاقات العامة عبد الإله عربو.
وأشار الملحم إلى أن لقاء أمس جاء بعد لقاءات سابقة «تنسيقية بيننا وبينهم ووجدنا خلالها أن هناك ما يجمعنا من أفكار وطنية وثوابت وطنية»، موضحاً أنه وفي اللقاءات السابقة كان هؤلاء المشاركون «يؤكدون أننا نحن سوريون لنا حقوق كأي فرد سوري وللوطن واجبات علينا كما على الآخرين ونحن لسنا انفصاليين، ونحمي حدود سورية وطهرنا شمال شرق البلاد (من الإرهاب)، وقاتلنا وقدمنا الشهداء وضحينا وعلى هذا الأساس كان لقاؤنا أمس».
وأوضح الملحم أنهم وفي اللقاءات السابقة «هم يطرحون مشروع (ما يسمى) الإدارة الذاتية ونحن سلمناهم اليوم (أمس) مشروع الإدارة المحلية، لنتناقش في هذين المشروعين لئن كان الإدارة المحلية أو الإدارة الذاتية وما نجده يفيد بالنسبة للمواطن السوري من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ووسطه وغربه وشرقه، وبالتالي تكون بيننا ورقة مشتركة وتقدم للحكومة السورية».
ورداً على سؤال إن كان وفد دمشق لمس تجاوباً من الطرف الآخر حول مشروع الإدارة المحلية قال الملحم: «نحن لم نجلس اليوم للتباحث بالنقاط بين الإدارة المحلية والإدارة الذاتية، ولكن هذا طرحنا وهذا برنامجنا، وكونهم قبلوا أن يكون هذا البند الأساسي للقائنا والنقاش فيه، نحن نسجل قبول أن يسمعونا ونحن قبلنا أن نسمعهم».
وأضاف: «لم يعطوا رفضاً أو موافقة بقبول مشروع الإدارة المحلية ونحن كذلك لم نعط الموافقة أو الرفض على مشروع (ما يسمى) الإدارة الذاتية، فنحن اتفقنا أن نبحث النقاط الإيجابية إن كان في الإدارة المحلية وإن كان في الإدارة الذاتية، وتكون بيننا ورقة نتفق معهم عليها وتقدم للحكومة السورية».
وعن مضمون مشروع الإدارة المحلية الذي قدمه وفده قال الملحم: «هو نفس المشروع الموجود في الدستور السوري لعام 2012».
وإن كان يتوقع أن تقبل بهذا المشروع القوى الموجودة في الشمال التي تم الاجتماع معها، أعرب الملحم عن اعتقاده بأن قبولهم أن يبحثوا معنا أدق التفاصيل، وتحفظاتهم وما هم يريدونه، تشير إلى رغبتهم في التباحث وأنه ليس لديهم أي مانع أو تحفظ باللقاء مع الحكومة السورية والبحث في مستقبل الجزيرة ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية.
ورداً على سؤال حول تفسيره لتصريحاتهم المتكررة باستعدادهم للحوار مع دمشق، ولكن بذات الوقت يدون تمسكهم بما يسمى «الإدارة الذاتية» التي أقيمت تحت حراب الاحتلال الأميركي؟، قال الملحم «نحن نعلم هذا الطرح، وكنا سابقاً ناقشناهم فيه في موسكو 1 وموسكو 2، ولكن عندما يؤكد لي أنا سوري وأنا جزء من الأراضي السورية، وأنا لا أسمح بكيان أو ما يسمى دويلة أو انفصال، فنحن نتفق في هذه المبادئ وتلك الأمور أنا أعتبرها هوامش».
وأشار الملحم إلى أنه قد تكون هناك جزئيات في ما يسمى «الإدارة الذاتية» نوافقهم عليها وقد تكون هنالك بنود في «الإدارة المحلية» يوافقون هم عليها»، موضحاً أن «النقاط التي نتفق نحن وإياهم فيها نضعها من ألفها إلى يائها وتعتبر مشروعاً يطرح للحكومة السورية»، لافتا إلى أن أي شي سيتم طرحه سيكون ضمن الدستور السوري، وكل مادة في هذا الدستور ستطرح للاستفتاء من أجل أن تأخذ الشرعية وربما لا تأخذها.
ورداً على سؤال إن كان وفده طرح مسألة تخلي بعض القوى في الشمال عن الاحتلال الأميركي خصوصاً أن «الاتحاد الديمقراطي» الذي شارك في الاجتماع من ابرز القوى المتحالفة مع الاحتلال، قال الملحم: «نعم نحن طرحنا هذا الأمر وتصريح الرئيس الأميركي الذي يقول فيه نملك النفط السوري ونحن الذين نستثمره ونحن الذين نتحكم به».
وأوضح الملحم أن ردهم هم كان بأنهم لا يسمحون للأميركي في أن يتكلم عنهم، رغم التعاون القائم بين الجانبين ودعم الاحتلال لهم في حربهم ضد تنظيم داعش الإرهابي وأنهم لا يأتمرون بأوامر الإدارة الأميركية وليسوا أزلاماً لها.
وذكر الملحم أنهم شددوا على أنهم «سوريون ونريد الوفاق والاتفاق مع دمشق من دون تدخل خارجي، وقد نقبل بأن يكون الروسي الضامن بيننا فقط».
وإن كان وفده لمس من حديثهم أنه يمكن أن يتخلوا عن الاحتلال الأميركي؟ قال المحلم: «لم يقولوا نتخلى، قالوا نحن لا نعتني بالجانب الأميركي ولا غيره، الجانب الأميركي له مصالحه في المنطقة، ولسنا نحن من يتحمل مسؤولية وجوده، ولن نكون داعمين لوجوده، الجيش الأميركي له مصالحه السياسية والإستراتيجية والدولية والإقليمية، نحن لسنا من أتى به، ولسنا حماة له ولن نكون متعاملين معه كأدوات»، لافتاً إلى أنهم أكدوا الالتزام بالدفاع عن كل شبر من سورية واستعدادهم للذهاب إلى إدلب ومقاتلة المسلحين الموجودين هناك بكافة أشكالهم لتحرير الأراضي السورية.
وإن أكدت هذه القوى أنها يمكن أن تقاوم الاحتلال الأميركي؟ قال الملحم: «هم لم يقولوا نقاوم الاحتلال الأميركي، قالوا عندما نتفق على أجندات سياسية نحن والحكومة والمقاومة للأميركي تتحرك، نحن لا نمانع».
وأوضح الملحم أن «أهم ما وصلنا إليه أنهم يؤكدون أنهم ليسوا انفصاليين، وأنهم حماة للجمهورية العربية السورية وحماة لكل شبر من الأراضي السورية وحريصون على سيادة سورية وحتى قوات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» يتمنون أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الجيش العربي السوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن