الكاتب والمخرج نبيل شمس رحل بصمت … كانت انطلاقته الحقيقية في «كفرون» كمخرج منفذ مع دريد لحام
| وائل العدس
بات البحث في أرشيف أي فنان سوري كمن يبحث عن الإبرة في كومة قش، فإن كُرم أو مرض أو حتى رحل، نبذل جهوداً مضاعفة لتلقف معلومة واحدة عن هذا الفنان، وغالباً لا نجد إلا فتات الأمور.
كل ذلك بعكس الفنانين المصريين تماماً، إذ تتوافر دوماً معلومات عن أي فنان، مهما كبر أو صغر في العمر أو القيمة الفنية، لأن نقابة المهن التمثيلية تمتلك أرشيفاً كبيراً وغنياً وتعد المصدر الأول والأخير لكل باحث فني أو صحفي، وهنا نسأل عن دور نقابة الفنانين في سورية في الحفاظ على الإرث الفني الكبير لفنانينا ومبدعينا.
وهنا ندعو النقابة إلى تأسيس موقع إلكتروني لكل العاملين في الفن السوري عامة ولأعضائها خاصة، يضم أقساماً للممثلين والكتّاب والمخرجين والمغنين والراقصين والفنيين في مختلف أنواع الفنون.
إن تأسيس قسم خاص للأرشيف مسؤولية كبيرة، ومن خلاله نستطيع أن نوثق سيرة أي فنان خلال سنوات عمره، ويمكن الرجوع إليه في أي وقت نشاء، وهذا يدل على احترام وتقدير لهؤلاء الفنانين الذين تركوا بصمة فنية في تاريخ الفن السوري العريق.
رحل بصمت
بالعودة إلى الموضوع الرئيسي، فقد رحل بصمت عن عالمنا مخرج سوري لم تتوافر عنه المعلومات الكافية التي تفيه حقه كما كثير من الفنانين.
إذاً، غيب الموت الكاتب والمخرج نبيل شمس عن عمر 64 عاماً بعد معاناة مع المرض حيث شيع جثمانه من جامع الإمام علي في حي الأمين ثم ووري الثرى في مقبرة السيدة زينب بدمشق.
ولد المخرج الراحل في الخامس من شهر أيلول عام 1955، درس في المعهد العالي للسينما في القاهرة وفي عام 1978 حاز بكالوريوس إخراج سينمائي بالقاهرة، انضم لنقابة الفنانين السوريين بتاريخ 21 تموز 1980.
بدأ مشواره المهني كمخرج أفلام وثائقية لمصلحة كلية التربية بجامعة الرياض من عام 1979 -1981، ثم انتقل إلى إخراج أفلام وبرامج تلفزيونية في تلفزيون دبي حتى عام 1987.
وكانت انطلاقته الحقيقية كمخرج منفذ لفيلم «كفرون» مع الكبير دريد لحام، كما قام بكتابة وإخراج الفيلم الروائي الطويل «امرأة في الهاوية» إلى جانب إخراج أعمال أخرى لمصلحة التلفزيون العربي السوري منذ عام 1992 وحتى اليوم.
قام بتدريس الإخراج في معاهد دمشق واتحاد إذاعات الدول العربية والمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التقنيات للعام الدراسي 2011-2012 وكلف رئاسة قسم الإنتاج التلفزيوني وحرص على إبراز وجوه جديدة شابة في بداية مسيرتها في أحد أعماله بأدوار البطولة.
نالت أعماله العديد من الجوائز منها الجائزة الذهبية عن فيلمه التلفزيوني «الوصية» في مهرجان القاهرة، والجائزة البرونزية من مهرجان القاهرة التلفزيوني عام 1997 عن مسلسل «يوميات أبو عنتر».
في رصيده العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية منها «امرأة في الهاوية» و«يوميات أبو عنتر» و«ليلة عيد» و«الوصية» و«أيام الصمت» و«تنورة للعصفورة» إضافة إلى أعمال خاصة بالأطفال منها «زيت وزعتر».