رياضة

ستة فرق تتنافس على لقب الدوري الممتاز … فرص متفاوتة والمراحل القادمة لا تقبل التهاون

| ناصر النجار

نستغل فترة توقف الدوري الممتاز كرمى المنتخب الأولمبي المغادر إلى الصين للمشاركة بالدورة الرباعية قبل انطلاق النهائيات الآسيوية للمنتخبات الأولمبية لإلقاء الضوء على فرق الدوري الممتاز وقد أنهت ثماني مراحل من ذهاب الدوري.
والتوقف هذا لم يكن الأول ولن يكون الأخير، ومشكلة الدوري باتت بكثرة التوقفات التي ساهمت بشكل كبير بزعزعة أوضاع الدوري وفرقه، وبعض الفرق استفادت من فترات التوقف لكنها كانت فرقاً قليلة.
وعلى العموم هذا هو حال كرتنا فلا جديد علينا في هذا التأجيل، ودوماً فإن الدوري عندنا يتم بالتقسيط، والمهم في النهاية أن الدوري سينتهي بغض النظر عن موعد النهاية، وهذا الداء ليس له دواء، لأنه على مدى أكثر من نصف قرن تعاقب على قيادة اتحاد كرة القدم العديد من كوادرنا الكروية التي فشلت بتنظيم الدوري.
والسبب أن كرتنا لا تضم الكثير من اللاعبين المميزين، لذلك أي غياب ولو كان للاعب أو اثنين من أي فريق فإن الشكوى من الأندية ستكون كبيرة، فيصبح التأجيل أمراً مرضياً للأندية وهي نفسها تشتكي من التأجيل في مفارقة عجيبة.
الدول المتقدمة كروياً عرفت كيف تعالج هذه المشكلة عبر التنظيم، فلم تسمح للمشاركات الإعدادية للمنتخبات الوطنية إلا بفترة التوقف الدولي الرسمي (أيام الفيفا) وحافظت على قدسية النشاط الرسمي.

الطابق العلوي

نعود إلى الدوري حيث توزعت الفرق الـ14 على أكثر من طابق، منها من سكن الطابق العلوي، ومنها من دخل الخطر بشكل مبكر، وبينهما فريقان يتصارعان على مناطق الوسط أو الهروب من المؤخرة بصورة ضبابية الشكل والمضمون.
ورغم الفوارق الكبيرة إلا أن فرق الطابق العلوي ضمت ستة فرق لها طموح المنافسة، والحديث عن ثبات الموقع يبدو مبكراً، لكن استنتجنا فكرة بسيطة عن شكل المنافسة والفرق القادرة عليها.
الملاحظ أن الفرق الستة هذه لم تعرف الثبات وتعرضت لهزات عديدة، منها من كان في بداية الدوري ومنها من كان في آخر المراحل، وهذا التباين بالمستوى من مباراة إلى أخرى يجعل المنافسة مفتوحة على مصراعيها أمام هذه الفرق، فالقطار لم يفت أحداً وكل فريق له حظوظه بالمنافسة على اللقب.

النقاط أهم

تشرين كان أكثر الفرق واقعية فأدى مباريات كان هدفه فيها الفوز ولو كان ذلك على حساب الأداء غير المقنع، أمام الطليعة والشرطة، وهنا نجد أن الحظ تدخل في المباراتين ليكون الفوز من نصيب البحارة.
ففي لقاء الطليعة كان هناك ركلة جزاء واضحة للطليعة، ولو تحقق هذا الأمر لاختلفت مجريات المباراة كلياً، لذلك نجد أن الخط التحكيمي ساهم بفوز تشرين في هذه المباراة، أما مباراة الشرطة فإن سوء حظ مستضيفه هي التي ساهمت بفوزه وخصوصاً عندما أضاع أفضل لاعبي الشرطة (الكواية) ركلة جزاء، ولو سجلت لكان للمباراة نتيجة أخرى.
على العموم بدأ تشرين الدوري بداية فاترة بالتعادل السلبي مع النواعير، وخسر على أرضه أمام الوثبة بهدف ما يدل على أن البحارة فريق غير ثابت المستوى، وصدارته الحالية جاءت بمساعدة صديق لأنه استفاد من نتائج الآخرين.
ولا بد من دراسة مستفيضة لواقع الفريق وأداء اللاعبين وخصوصاً أنه تنتظره مباراتان صعبتان مع حطين ومع الاتحاد بحلب هما مفتاح الصدارة، مع الأخذ بالاعتبار أهمية المباريات المتبقية مع جبلة والفتوة والكرامة.

البداية المتعثرة

بداية الاتحاد كانت متعثرة لأسباب مختلفة لسنا بصدد ذكرها الآن، ربما الاتحاد عالج بعض مشاكله الفنية والإدارية لكنه لم يدخل الفورمة التي تجعله قادراً على الاستمرار بالمنافسة.
التعادل جاء مع النواعير والخسارة مع الساحل، وتعادل آخر كان مع حطين باللاذقية.
الانتصارات جاءت على حساب فرق المؤخرة أو التي تتوسط الترتيب كجبلة والفتوة والطليعة والشرطة والنواعير، وهذه الفرق هي التي رفعت شأن الفريق وأعلت موقعه على سلم الترتيب، وهي لست مقياساً للقوة، لأن الامتحان الحقيقي قادم فيما تبقى من مباريات حيث سيواجه الوحدة والجيش بدمشق وتشرين باللاذقية، وهذه المباريات ستكون الجسر التي سيعبره الفريق نحو القمة أو إن أحلامه ستتوقف عند مربع الكبار.
لقاءا الكرامة والجزيرة لن يكونا بالصعوبة ذاتها، ربما يكون الختام مع الجزيرة مسكاً، لكن لقاء الكرامة لن يكون سهلاً.
ما استعرضناه هو صورة، وعلى الاتحاد أن يثبت جدارته بالمباريات القوية ليبقي آماله قائمة على البطولة.

الحصان الأسود

الوثبة أثبت أنه حصان الدوري الأسود، وسار بالدوري كما يشتهي كل عشاقه وهو ثالث الترتيب مع بقاء مباراة مؤجلة له مع جاره الكرامة ولو فاز فيها لجاور المتصدر وشاركه بالرصيد نفسه.
نقاطه أغلبها نالها من الفرق القوية، لكنه فشل في المباراة الثامنة على أرضه أمام الجيش بهدف، وقد يعتبر البعض أن هذه الخسارة ضرورية بعد سلسلة من النجاحات لتكون بمنزلة الصدمة الإيجابية التي تعيد للفريق التوازن.
المباريات المتبقية للفريق تجري تحت بند السهل الممتنع مع الساحل والطليعة على أرضه ومع النواعير والشرطة خارجها، والأهم ستكون مع حطين بضيافته وستكون مسك الختام.
الدوري كما يقال يحتاج إلى نفس طويل، فهل يملك الوثبة هذا النفس، أم إن بداياته الناجحة مجرد مغامرة جميلة؟

صدمة مؤلمة

النتائج التي حققها حطين خلفت صدمة مؤلمة لعشاقه الذين كانوا يتوقعون من فريقهم نتائج أفضل، والطامة الكبرى أن نزيف النقاط حدث مع فرق ليست على أجندة الفريق من الفرق المنافسة أو الفرق الضائعة فالتعادل مع الشرطة والكرامة أمر لا يروق للحوت، حتى التعادل مع الاتحاد باللاذقية أمر فيه علامات استفهام كبيرة، لأن الفوز باللقب يعني التفوق على المنافس أولاً باعتبار أن نقاط هذه المباريات مضاعفة، والخسارة مع الوحدة كنت مزعجة لأنها جاءت بأرض محايدة وبلا جمهور، ولأن الأداء رسم فيه الكثير من الأسف والعتب، وما يلفت النظر أن الفريق فشل بالتسجيل في مباراتين متتاليتين.
الحوت عندما دخل الدوري كان مدججاً باللاعبين في كل المراكز، بل إن الاحتياط يعتبر عند الكثير من الفرق ثروة كروية يتمناها الجميع، فما الذي حدث حتى يخفق الفريق في آخر ثلاث مباريات لم ينل منها إلا نقطتين من أصل تسع نقاط محتملة فهل المسألة فنية أم هي إدارية؟ وخصوصاً أن الإمكانيات المالية الموضوعة تحت تصرف الفريق تفوق إمكانيات نصف فرق الدوري مجتمعة.

أسئلة كثيرة في هذا الشأن، نترك المباريات القادمة لتجيب عليها، لكن إن استمر الوضع على هذه الشاكلة فعلى الفريق أن ينتظر موسماً آخر قبل أن يحقق حلم لقب الدوري الذي ينتظره منذ التأسيس، مباريات الفريق القادمة ليست سهلة فسيلعب خارج أرضه مع الجيش والوثبة وسيتشارك الأرض مع جاره تشرين، فضلاً عن مباراتين من المفترض أن تكونا مضمونتين مع الساحل والجزيرة.

ظروف انتخابية

من المفترض أن يكون البرتقالي ضمن كوكبة المنافسين على اللقب، لكنه لظروف انتخابية ضاعت منه بعض النقاط التي فرضتها الحالة الفنية بين هذا المدرب وذاك، وما زال الفريق مترنحاً فساعة يخسر وأخرى يفوز ويأتي التعادل ليقضي على كل بارقة أمل.

في الوقت الحالي الوحدة مبتعد عن المنافسة، لكن إن أصلح حاله ورص صفوفه فقد يعود إليها مع استمرار تعثر الكبار، مفتاح العودة سيكون بلقاء الاتحاد بالفيحاء يليها أربع مباريات حذرة فسيلعب في جبلة مع فريقها، بينما يستقبل الكرامة والنواعير ويلعب بدمشق مع الفتوة.

عودة التوازن

زعيم الكرة السورية فريق الجيش بدأ حملة دفاعه عن اللقب منذ أسبوعين عندما فاز بمباراتين متتاليتين على الشرطة والوثبة، فاقترب من الكبار بعد أن ذاق مرارة الخسارة ثلاث مرات أقصت مدرب الفريق السابق وتم التعاقد مع مدرب الوحدة السابق رأفت محمد.

هناك الكثير من الكلام عن الأسباب التي أدت للبداية السيئة للفريق وتكلمنا عنها بإسهاب، رحلة الفريق نحو اللقب تبدو صعبة لكنها ممكنة، والشروط تتعلق بالمباريات القادمة فسيلعب على أرضه مع حطين والاتحاد والفتوة وخارجها مع الطليعة وجبلة.

الفوز في هذه المباريات شرط رئيس للعودة إلى أجواء المنافسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن