حرب الموز والبرتقال في أسواق اللاذقية … رئيس اتحاد الفلاحين: إدخال الموز يؤثر على تسويق الحمضيات
| عبير سمير محمود
«لعبة تجار الموز بدأت»، هكذا وصف أحد مزارعي الحمضيات في اللاذقية وضع السوق الحالي مع البدء بإدخال كميات كبيرة من الموز بأسعار مخفضة نسبياً مقارنة بأسعار البرتقال بأصنافه المتعددة، مطالباً بمحاسبة من يحاول خلق أزمة حمضيات بعد عمليات ميسرة في تسويقه خلال بداية الموسم.
وذكر فلاح آخر أنه ومنذ سنوات خلت، تتكرر قصة الأصفر ضد البرتقالي، في مباراة تجارية يربحها كبار التجار على حساب الفلاحين، مشيراً إلى أن المستهلك من ذوي الدخل المحدود الرابح الوحيد مع انخفاض أسعار الموز شتاء إلى حد 300 ليرة مقارنة بالصيف حينما كان سعر الكيلو الواحد حوالي 950 ليرة، ما يجعله قادراً على دعم زوادة أطفاله بقرون الموز ولو لشهر واحد في السنة، على حد تعبيره.
وبالعودة إلى رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية حكمت صقر، أكد لـ«الوطن»، أن إدخال الموز إلى السوق بهذه الفترة يؤثر على عملية تسويق محصول الحمضيات، مبيناً أن المواطن لا شك سيشتري الموز في حال كان سعره قريباً من سعر البرتقال وذلك لتعويض عدم قدرته على شرائه في فترات سابقة من العام لارتفاع أسعاره.
وأضاف صقر أن هذه المشكلة بين المادتين قديمة -منذ تسعينيات القرن الماضي- وتبقى رهينة تجار كبار يحرصون على استمرار عمليات الكسب دون مواجهة أي ركود مع دخول موسم الحمضيات، ما يجعلهم يدخلون الموز إلى السوق بأسعار منافسة للحمضيات لترغيب المواطن به وإبعاده عن شراء البرتقاليات خلال ذات الفترة من كل عام.
وأشار صقر إلى أن أسعار الحمضيات مقبولة ولم ترتفع رغم تذبذب الدولار وارتفاعه إلى أرقام غير مسبوقة خلال الفترة الماضي، مشيراً إلى أن كل شيء في السوق يتأثر بالدولار إلا الحمضيات تبقى مكانك راوح.
وفي السياق، لفت صقر إلى أن أسعار البرتقال هذا الموسم أفضل من العام السابق، مبيناً أنها تتراوح ما بين 90 حتى 300 ليرة للكيلو الواحد حسب النوع والجودة، في حين أن أسعارها في الموسم الماضي كانت لا تتجاوز 200 ليرة كحد أعلى للكيلو الواحد من عدة أصناف.
وبيّن رئيس اتحاد الفلاحين أن الفلاح في هذه الحالة يعد غير خاسر وغير رابح في ذات الوقت، منوهاً بأن معظم المزارعين راضون عن آلية البيع والتسويق هذا العام مقارنة بخسائرهم العام المنصرم.
وعن الكميات المسوقة، ذكر صقر أنه تم تسويق حوالي 200 ألف طن، مع تصدير بعض التجار المادة إلى الخارج (العراق – الأردن – الخليج) ، لافتاً إلى أنه لم ترد أي شكوى حول عملية التسويق حتى تاريخه، منوهاً بأن كميات الإنتاج المتوقعة هذا الموسم تصل إلى حوالي 800 ألف طن على مستوى المحافظة.
وحول حقيقة اقتراب إنشاء معمل العصائر في اللاذقية، نفى صقر وجود أي تطور في ملف المعمل، قائلاً إنه ومنذ وضع حجر الأساس لإنشاء المعمل على طريق الحفة لم يتم تحريك أي ساكن في هذا الملف، وما زلنا ننتظر تنفيذ الوعود الحكومية لإنشائه حتى الآن على أمل أن يبصر النور بعد مطالب يصل عمرها إلى ربع قرن من الزمن.