انطلاقا من حكمته وثقته بسورية وشعبها استجاب الرئيس الأسد لطلب الإعلام الإيطالي ومنحه فرصة إجراء مقابلة معه أجاب فيها عن أسئلة صعبة وبالغة الأهمية، يبدو أن من كان وراء طلب المقابلة كان يظن أن يظهر الثغرات في الوضع السوري ويسلط الضوء على ما يمكن وصفه بنقاط الضعف التي انتهت إليها الأمور بعد سنوات العدوان الكوني على سورية.
لكن حسابات الغرب لم تكن متوافقة مع البيدر السوري وحكمة القائد وصراحته وثقته بقوته وقوة شعبه، حيث جاءت إجاباته صاعقة لهم فكانت صادمة عكس ما توقعوا لذلك امتنعوا عن بث المقابلة، وعندما تجاوزت الرئاسة السورية إحجامهم وبثتها بوسائلها عبر الإعلام السوري والصديق وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ثار جنونهم وحجبوا موقع الرئاسة على التوتير كل هذا لأن المقابلة نشرت فما الذي تضمنته المقابلة حتى جعلتهم يفقدون الوعي والوزن وتثور ثائرتهم هكذا؟
ببساطة نقول إن الرئيس أغضبهم لأنه قال الحقيقة وفضح جرائمهم ونفاقهم وقالها بكل تهذيب وصراحة إن الغرب مسؤول عن مسرحيات الكيميائي التي ادعى أن سورية تقتل بها شعبها، وكان الغرب هو الفاعل وهو المستثمر، أما تسليح الإرهابيين فهو عمل يقوم به الغرب أيضاً وخاصة فرنسا ثم تدعي أنها تحارب الإرهاب.
أزعجهم الرئيس الأسد عندما قال إن العدوان على سورية اكسب شعبها المناعة والقوة والخبرة التي تحول دون سقوطه والتي تؤهله للانتصار وهم كانوا ينتظرون أن يسمعوا أن الشعب انهار وتفتت كما رمى إليه مشروعهم وأزعجهم عندما حملهم مسؤولية إعاقة الإعمار بسبب حصارهم.
لم يعجبهم أن يسمعوا من الرئيس تقييمه بكل وضوح للدور الروسي وتركيزه على العلاقة التي تقوم على احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، ولم يرضهم أن يجدوا الرئيس الأسد متمسكاً بكل حقوق بلاده وكذلك لم يعجبهم فهمه الاستراتيجي لكل ما يجري حول سورية وإسداءه النصح، نصح خبير مجرب، لهم حتى لا يقع لبنان والعراق في شر الفتنة.
لكل ذلك حجبوا المقابلة التي صدحت بها وسائل الإعلام الوطني والصديق لتوجه صفعة قاسية للحاجبين الممتنعين ولتقول لهم إن الحقيقة لن تحجب مهما فعلتم.