كي لا تكون ورشة الأشغال المركزية «قط من خشب» … بوريش: نبدأ بالتنبيه وننتهي بإلغاء الترخيص لأصحاب الأكشاك المخالفة … 7 عمال فقط ونقص في المعدات!
| محمود الصالح
بدأت ورشة الإشغالات المركزية التي أحدثتها محافظة دمشق مؤخراً بهدف إزالة جميع أنواع المخالفات في المدينة، وبهدف توحيد الجهود في هذا الإطار وتحديد المسؤولية في هذا العمل، الذي بقي سنوات طويلة دون نتيجة.
وبالرغم من الحماس الكبير الذي يبديه محافظ دمشق لإنجاح عمل هذه اللجنة، وما يعوله عليها من نتائج في وضع حد نهائي للإشغالات التي تغص بها شوارع العاصمة. إلا أنه لم يتم توفير إمكانيات نجاح هذه الورشة من آليات وأدوات وعمال، فمن غير المنطقي أن تخصص بسبعة عمال واغلبهم من كبار السن والمرضى، وكأن المحافظة تريد هذه الورشة «قط من خشب».
«الوطن» تابعت عمل الورشة ميدانياً في اليوم الأول فتعقبنا أثر عمل الورشة في منطقة البرامكة، ووجدنا أنها قامت ابتداء من دوار الجمارك وصولا إلى وكالة سانا بإزالة تجاوزات الأكشاك التي تمددت لتتحول إلى أكبر من السوبر ماركت، وكذلك حال البسطات التي تجاوز البعض منها على الشوارع ولم يكتف أصحاب الإشغالات بأخذ الأرصفة كاملة بل نزلوا بها إلى الشارع كما هو واضح في جدار وكالة «سانا».
وخلال وجودنا في تلك المنطقة سمعنا البعض من أصحاب البسطات والأكشاك يتهامسون أن هناك من اخبرهم من البلدية بقدوم هذه الحملة لذلك ضبضب البعض التجاوزات قبل وصول الورشة، ولم تتم مصادرة البضاعة واكتفت الورشة بحجز أشباك حديدية وستاندات حديدية وشوادر، دون التعرض للبضاعة.
تواصلنا مع رئيس ورشة الإشغالات المركزية في محافظة دمشق هيثم بوريش الذي أفادنا أن هذه الحملة الأولى لورشة إزالة الإشغالات في محافظة دمشق والتي تلقى كل الدعم والاهتمام من المحافظة، ووضعنا خطة عمل تبدأ من مركز المدينة والانطلاق إلى الأطراف، وهذه الحملة لن تكون مؤقتة بل ستكون دائمة، حتى القضاء على ظاهرة الإشغالات في دمشق، وتعتمد الورشة سياسة الخطوة خطوة، حيث يتم اخذ أسماء الأكشاك المرخصة في كل نطاق بلدية، ويتم تنبيه أصحاب الأكشاك بإزالة كل التجاوزات، وكذلك تنبيه أصحاب البسطات، وفي اليوم التالي تعود الورشة إلى نفس المكان الذي تم تنبيه هؤلاء فيه، وكل من لا يلتزم بإزالة المخالفة يتم تنظيم الضبط اللازم بحقه وحجز الأدوات التي يستخدمها في وضع الإشغالات دون التعرض للبضاعة، وفي حال التكرار يتم حجز البضاعة، وعندما يصل عدد التكرار إلى عشر مرات يتم إلغاء ترخيص الكشك نهائياً.
ومع بداية هذا الأسبوع نقوم بإزالة الإشغالات في البرامكة في شارع فلسطين والشارع الموازي، وكذلك منطقة الفحامة، كما قمنا أمس بجولة على مدخل المدينة الجنوبي باتجاه درعا وتم إنذار أصحاب الإشغالات لإزالتها، واليوم سيتم التأكد من إزالة هذه الإشغالات وفي حال لم يتم ذلك سيتم تنظيم الضبط اللازم وفق القرار 573 لعام 2019 الصادر عن المكتب التنفيذي في محافظة دمشق بحق المخالفين، وعن الإمكانات المتوافرة لدى الورشة أكد بوريش أن هناك سيارتي شحن وسط إضافة إلى ببك آب صغير، وهي بكل تأكيد غير كافية لمواكبة عمل الورشة نظراً للحجم الكبير للإشغالات التي تنتشر في أغلب شوارع دمشق، مضيفاً: إزالة هذه الإشغالات تحتاج إلى مواكبة يومياً، أي إن المنطقة التي تمت إزالة الإشغالات فيها تحتاج إلى العودة إليها دائما، لأن الشاغلين يعودون في اليوم التالي إلى المخالفة، لأن هناك قناعة لديهم أن هذه الحملة انتهت، وهذا غير صحيح.
وأشار إلى عدم توافر سوى سبعة أشخاص، ولا نمتلك أي أدوات لازمة للعمل من مقصات للحديد وغيرها، متبعاً: عندما نحاول الاستعانة بالبلدية المختصة التي نقوم بإزالة الإشغالات في نطاق عملها لا تقدم لنا أي إمكانية من قبلها بسبب إما عدم توافرها لديهم أو تعطل هذه الأدوات، وبالتالي يجب أن تكون مستلزمات عمل هذه الورشة متكاملة حتى تحقق أهدافها، كما يقدم قسم شرطة المحافظة عناصر المؤازرة لعملنا، لكن عددهم غير كاف، ونحتاج إلى عدد أكبر، لأن هناك اعتراضاً من أصحاب هذه الإشغالات، قد يصل إلى حد الاعتداء على عناصر الورشة.