رياضة

فرق الدوري الممتاز في الميزان.. الجزيرة لا جود إلا بالموجود … الشرطة عقم هجومي والفتوة صدمة وجبلة قصة كل موسم

| ناصر النجار

الحلقة الأخيرة من وقفتنا مع فرق الدوري الممتاز في الاستراحة القصيرة نتناول فيها أوضاع الفرق التي احتلت المراكز الأربعة الأخيرة بعد مرور ثمانية أسابيع من ذهاب الدوري.
الشرطة قدم نفسه بشكل جيد لكنه لم يقترن هذا الأداء بالنتائج الطيبة وكانت مشكلته في العقم الهجومي.
الفتوة خلفت نتائجه صدمة كبيرة لعشاقه، واختلف المنظرون في تحديد الداء، والدواء اقتصر على تغييرات فنية فقط.
وجبلة تحاكي نتائجه سيرة الفريق في المواسم الماضية وهو يترنح بين المهددين أو مع الهابطين.
أما الجزيرة فظروفه وضعته بالمكان غير المناسب.
هذه قراءتنا قد نصيب بها وقد نخطئ، وستدخل هذه الفرق مع استئناف الدوري أعلى درجات السخونة هروباً من موقع لا يسر عدواً ولا صديقاً وإلى التفاصيل:

العقم الهجومي
الصورة التي ظهر بها الشرطة في الدوري كانت جيدة نوعاً ما لكن الأداء المعقول الذي ظهر به الفريق كان تنقصه النتائج التي لم تكن كما يشتهي الفريق وعشاقه.
لذلك نقول كان بالإمكان أفضل مما كان، البداية كانت أكثر من ممتازة بالفوز على جبلة 4/1، وهذا هو الفوز الوحيد للفريق بالدوري، كان من الممكن أن يسطر الفريق فوزاً آخر، لكن للحكم كان رأي آخر بلقاء الفتوة عندما ألغى هدفاً واضحاً.
الشرطة لعب مع الكبار تشرين والاتحاد والجيش وخسر معها، وهذه الخسارات كانت صعبة وكان أداء الفريق فيها جيداً وتعادل مع حطين والوحدة، أي بالمختصر أنهى مبارياته القوية، ونحن هنا من هذا المنظار، نقول: إن نتائج الفريق طبيعية، فكل هذه الفرق تفوق الشرطة إمكانيات مالية وفنية، ولاعبوها من الطراز الأول ويكفينا أن نقول على سبيل المثال: تكلفة فريق الشرطة بأجمعه تساوي تكلفة أربعة لاعبين من الفرق الخمسة التي ذكرناها.
الخسارة الوحيدة التي لا تغتفر كانت خسارة الفريق أمام الكرامة بدمشق بهدفين وكانت هذه أسوأ مباراة يقدمها الفريق منذ بداية مراحل الإعداد الأولى.
إذا كان الشرطة أنهى مبارياته الصعبة مع الفرق القوية فإن المباريات التي تنتظره تبدو أصعب لأنها ستجري مع فرق تشاطره المصير وخصوصاً أن رحلة الهروب من المؤخرة بدأت هذا الموسم مبكرة، وكل الفرق التي سيقابلها ستقاتل من أجل النقطة.
سيلعب مع الساحل بطرطوس ثم يستقبل الجزيرة ويلعب مع النواعير بحماة ومع الوثبة بدمشق ويختتم مبارياته بحماة بلقاء الطليعة.
مشكلة الفريق الأبرز هي إضاعته للفرص وعدم التوفيق في استغلال كل الهجمات الخطرة وإنهاؤها بشكل جيد، ولو تمكن الفريق نحو حل ينهي العقم الهجومي فسيكون للفريق كلام آخر.

دون الطموح
الفتوة على شاكلة الشرطة بدأ بفوز جيد على الساحل بهدفين ثم تعرض لهزات عديدة أطاحت بالجهاز الفني، الفريق حقق التعادل السلبي مع الجزيرة والشرطة ومع جبلة كان التعادل بهدف لمثله، وخسر أمام الوثبة والطليعة بهدفين نظيفين ومع حطين 1/3 والأقسى أمام الاتحاد بأربعة أهداف نظيفة.
كان من المفترض أن يقدم الآتزوري أداء أفضل وأن يحقق نتائج أفضل ولكن الصورة التي ظهر عليها رسمت الكثير من التساؤلات عن مستوى الفريق وعن مستوى الطموحات؟
واختلف أبناء النادي عن أسباب التراجع بكرتهم، وسوء الأداء، وبات كل طرف يرى الأسباب من زاوية معينة منها سوء اختيار اللاعبين ومنها سوء إعداد الفريق ومنها ومنها، لكن ضعف الإمكانيات المالية سبب رئيس، وهذا يجب أن نضعه بعين الاعتبار، وعدم الاستقرار الفني سبب آخر، وعدم قدرة القائمين على الفريق على ضبط الفريق والسيطرة عليه سبب مهم.
كل ما نشير إليه لن ينقذ الفريق مما هو عليه، وسوف يبقى يعاني حتى يجد القائمون على الفريق الحلول الجذرية، فقصة تبديل الطواقم الفنية ليست إلا صدمة قد لا تؤتي ثمارها في كل مباراة ومرحلة.
المباريات القادمة للفريق ليست سهلة وستضع الفريق أمام مسؤولياته الجسام فإما أن يكون أهلاً لدوري الدرجة الممتازة أو إنه سيبقى يراوح مكانه مع المتأخرين.
الفتوة سيلعب مع الكرامة بحمص ثم يستقبل النواعير بدمشق، ويواجه تشرين باللاذقية ويتقابل مع الوحدة بدمشق قبل أن يختتم مبارياته مع الجيش بدمشق أيضاً.

قصة كل موسم
جبلة هذا الموسم هو امتداد للفريق الذي عانى خطر الهبوط في الموسم الماضي، وقبلها هبط إلى الدرجة الأدنى، وهذا الشكل الذي عليه كرة جبلة ليست جديدة فهي مزمنة وقديمة، ورغم مرور السنوات لم تستطع كل الإدارات المتعاقبة على الفريق أن تعيد إليه شخصيته وهوية البطل التي أضاعها في سنوات الأزمة.
الإدارة في حيرة من أمرها على الصعيد الفني، فمدربها السابق محمد خلف اعتذر عن المتابعة بعد أن واجه معارضة داخل النادي ومن جمهوره لسوء النتائج، والبديل ابن النادي حسن حميدوش لم يصمد أكثر من مباراة واحدة، وعبد القادر عبد الفتاح كان مدرب تصريف أعمال لمباراة واحدة أيضاً، وكان خيار الإدارة بالمدرب سامر بستنلي علّه أن يكون المنقذ، فهل يلقى الدعم أم إن مصيره لن يكون أفضل من مصير الراحلين قبله؟
من الناحية النظرية لن يجد الفريق مباراة سهلة كمباراة الجزيرة في مواجهة خارج الديار وهي غير مضمونة العواقب والنتيجة، وباستثنائها فإن مواجهات الفريق المتبقية صعبة جداً سيواجه فيها تشرين باللاذقية ويختتمها مع الساحل بطرطوس، وبينهما سيستقبل على أرضه فريقي الوحدة والجيش.
بكرة القدم كل شيء ممكن، والصعب يمكن أن يصبح سهلاً وهذا متوقف على الفريق وكيفية تفكيره للخلاص من الأسوأ.
الفريق لم يحقق الفوز واكتفى بثلاثة تعادلات مع الطليعة بلا أهداف ومع النواعير 2/2 ومع الفتوة 1/1، وخسر أمام الشرطة 1/4 وأمام حطين والوثبة بهدف وأمام الاتحاد بهدفين لهدف وأخيراً أمام الكرامة بهدفين.

لا جود إلا بالموجود
النتائج التي حققها الجزيرة حتى الآن تدل على عدم استعداد هذا الفريق لدخول مكان ليس بمكانه، ونحن لا نلومه، فالدخول في الدوري الممتاز هو شرف وطموح لكل الأندية.
نلوم هنا الإمكانيات الفقيرة لهذا النادي العريق الذي قدم على مدى العقود الطويلة الماضية خيرة نجوم الكرة السورية، وربما نلوم الظروف التي أنهكت الفريق وأشاخته قبل الأوان.
لا جود إلا بالموجود هذه تصف حال الفريق الذي يقبع بالمركز الأخير بنقطة وحيدة حصل عليها من الفتوة بالتعادل السلبي الوحيد للفريق.
إدارة النادي غيرت طاقمها الفني وتعاقدت مع المدرب الخبير أحمد الصالح لكن لم يغير ذلك من الأمر من شيء حتى الآن على الأقل، وسننتظر بعد الاستراحة القصيرة ما سيكون عليه حال الفريق.
ست خسائر تعرض لها الفريق أمام الجيش صفر/5 وأمام الوحدة 2/5 وأمام تشرين 2/4 وأمام الساحل صفر/3 وأمام الوثبة صفر/2 وأمام النواعير صفر/1.
وسيلعب مبارياته المتبقية أمام الطليعة والشرطة وجبلة بدمشق على التوالي ومع حطين باللاذقية ويختتم الذهاب بلقاء الاتحاد بدمشق، وله مباراة مؤجلة مع الكرامة بحمص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن