حركة أمل لن تقبل بحكومة تمسّ المقاومة … حزب الله: حكومة اللون الواحد غير مناسبة ولبنان لم يعد يحتمل
| الوكالة الوطنية للإعلام - الميادين - المنار - سانا
واصل حزب الله اللبناني تمسكه بمواقفه تجاه التظاهرات المتواصلة ومحاولة استغلالها، أو تجاه تشكيل الحكومة الجديدة، فبينما اعتبر الأمين العام للحزب حسن نصر اللـه أول من أمس أن «الوضع في البلد الصعب ويحتاج إلى حكومة تتحمل المسؤوليات»، متهماً واشنطن التدخل «في محاولة لاستغلال هذه الاحتجاجات وركوب موجتها»، قال نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم أمس: «نريد حكومة إصلاحية إنقاذية فيها أوسع تمثيل ممكن، تتعظ من غضب الناس وتعطيهم حقوقهم في العيش الكريم».
وفي كلمة متلفزة له حول آخر التطورات السياسية أول من أمس تحدث نصر اللـه عن التدخل الأميركي وقال: «هذا ما حصل في الربيع العربي وأميركا اللاتينية وهونغ كونغ وحتى في الدول الحليفة للولايات المتحدة، فهذا سلوك عام للأميركيين وهذه هي القاعدة».
وحول الدخول الأميركي على خط التحركات في لبنان قال: «فيما يتعلق بالاحتجاجات في لبنان سمعنا كلاماً من مسؤولين أميركيين مختلفين وصولاً لما قالته المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة وما قاله بومبيو، فالكلام الأميركي الأخير تحدث عن لبنان بشكل مباشر وغيره من الدول إلى أن تأتي الثمار التي يريدونها للضغط على إيران».
وأوضح نصر اللـه أن «الأميركيين افترضوا أن الاحتجاجات في لبنان خرجت ضد إيران وضد المقاومة مع أن ذلك لم يحصل وكانت المطالب لها علاقة بالأمور المعيشية والسياسية».
وتساءل «هل الأميركيون والإسرائيليون يريدون فعلاً مساعدة الشعب اللبناني أم أنهم يريدون ابتزاز هذا الشعب؟ والمعادلة الأميركية للبنانيين تخلّوا عن عناصر قوتكم على أمل أن نساعدكم، فالأميركيون والإسرائيليون عجزوا عبر عقود عن حل المشكلة التي تشكلها لهما المقاومة ولذلك يحاولون استخدام وابتزاز الشعب اللبناني».
وأشار الأمين العام لحزب اللـه إلى أن «حزب اللـه خطر على المصالح والمشاريع الأميركية وليس على المصالح اللبنانية».
وقال: إن «الأميركي يريد أن يحل مشكلته ومشكلة إسرائيل، وحزب اللـه هو المشكلة والخطر الأول أمام الأطماع الإسرائيلية في الأرض والمياه والنفط»، وتابع: «الأداء الأميركي يظهر استغلاله لما يجري، وأيضاً هناك محاولة إسرائيلية لاستغلال ما يجري ضد حزب اللـه أو للحصول على امتيازات معينة بموضوع النفط والغاز».
وعن تحريف التصريحات الإيرانية اعتبر نصر اللـه أن «البعض يتصور إذا اعتدي على إيران فإنها ستعتمد على حلفائها لترد، وهنا أصحح أن إيران سترد بنفسها على كل من يعتدي عليها».
وفي الموضوع الحكومي قال: «لو بقيت الحكومة واستمرت التظاهرات لما كنا قد وصلنا إلى ما نحن عليه الآن».
وأضاف نصر اللـه: «اليوم نحن نأمل أن تكتمل الاستشارات وتكليف من يأخذ أعلى نسبة من الأصوات ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة».
واعتبر الأمين العام أن «الوضع الصعب في البلد يحتاج إلى حكومة تتحمل المسؤوليات ومثل هذه الحكومة يجب ألا تكون من لون واحد لأن ذلك سيؤدي إلى هز الاستقرار، كما أن الأزمة تحتاج إلى تكاتف الجميع».
وأضاف: «في فريقنا السياسي انقسم الرأي حول حكومة اللون الواحد انطلاقاً من تشخيص المصالح ونحن كحزب اللـه وحركة أمل نرفض تشكيل مثل هذه الحكومة، المسؤولية الوطنية تتطلب أن يحضر الجميع ويتعاونوا لإنقاذ البلد».
وعن موضوع قطع الطرقات والفوضى شكر نصر اللـه «كل الناس الذين صبروا على قطع الطرقات حيث كان المقصود في مكان ما أن تعم الفوضى».
بدوره قال نعيم قاسم خلال حفل التكليف السنوي الذي أقامته مدارس المصطفى «الغدير» في قاعة الجنان: «نريد حكومة إصلاحية إنقاذية فيها أوسع تمثيل ممكن، تتعظ من غضب الناس وتعطيهم حقوقهم في العيش الكريم، وتحمي هذه الحقوق بجملة من التشريعات الفورية والإستراتيجية».
وأكد أنه «لم يعد بإمكان حسابات الزعامة على حساب لقمة عيش الفقراء أن تستمر»، وتابع: «إن شاء اللـه تكون المرحلة المقبلة مرحلة إنجاز حكومة لأن البلد لم يعد يتحمل، الوضع الاجتماعي أصبح سيئاً جداً، والوضع الاقتصادي يتدهور، إن لم تتشابك الأيدي من أجل إيجاد الحلول المطلوبة، فالبلد سيكون وبالاً على كل الناس الموجودين فيه».
في سياق متصل دعا عضو المكتب السياسي لحركة أمل اللبنانية النائب هاني قبيسي إلى الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وطنية في لبنان مشدداً على أن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية لن تقبل بحكومة تمس المقاومة بناء على الإملاءات والضغوطات الأميركية والخارجية.