أنقرة تسارع لاستمالة موسكو: سننظّم قمة ثنائية مع روسيا … رئيس الأركان التركي السابق يدعو أردوغان إلى التطبيع مع سورية
| وكالات
في وقت دعا فيه رئيس الأركان التركي السابق إيلكار باشبوغ إلى تطبيع العلاقات الشاملة مع الدولة السورية وحكومتها الشرعية، سارع نظام رجب طيب أردوغان إلى استمالة موسكو بإعلانه عن عقد قمة ثنائية مع روسيا بالتوازي مع قمة متعددة الأطراف حول الشأن السوري مع ألمانيا وفرنسا، وبريطانيا، بعد أن اعتبرت روسيا أن القمة الرباعية لن تثمر في ظل غيابها.
وقال وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاووش أوغلو، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، في تصريح صحفي، على هامش منتدى الدوحة بدورته التاسعة: «سوف نعقد قمة حول سورية بمشاركة قادة دول ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، وسننظم بشكل منفصل قمة ثنائية مع روسيا».
وكان رئيس النظام التركي، أعلن أوائل الشهر الجاري عقد قمة في إسطنبول حول الشأن السوري خلال شهر شباط القادم بمشاركة ألمانيا وتركيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وفي ختام الجولة الـ14 لمحادثات «أستانا»، الأربعاء الماضي أشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الكازاخية نورسلطان، إلى أن روسيا لم تتلق بعد دعوة للمشاركة في القمة الرباعية التي يخطط أردوغان لعقدها في إسطنبول في شباط المقبل، معتبراً أن هذه القمة لن تثمر في ظل غياب روسيا.
في سياق متصل، دعا رئيس الأركان التركي السابق إيلكار باشبوغ في حديث لصحيفة «سوزجو» التركية، حسب ما ذكرت وكالة «سانا» إلى تطبيع العلاقات الشاملة مع الدولة السورية وحكومتها الشرعية، معتبراً أن ذلك هو الوسيلة الوحيدة لمعالجة الأزمة في سورية وانعكاساتها على تركيا.
وشدد باشبوغ على ضرورة أن تنأى تركيا بنفسها عن التدخل في شؤون الدول الأخرى ولاسيما دول الجوار.
من جهة ثانية، اعتبر وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، بتصريحات أدلى بها، الجمعة، في «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن تصرفات تركيا «ليست تصرفات شريك» وأنها «تسير باتجاه مغاير» لاتجاه الولايات المتحدة، ومع ذلك، أشار إلى أنه ينظر إلى العلاقات «الممتازة» بين عسكريي البلدين كمنطلق جيد للبحث عن «سبل إعادة تركيا».
من جانبه، قال المتحدث باسم النظام التركي، إبراهيم قالن، في كلمة له خلال ندوة حول سورية، في إطار أعمال النسخة التاسعة عشرة لـ«منتدى الدوحة» في قطر، وفق وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن «سورية باتت مسرحاً للحروب بالوكالة في المنطقة»، وأكد «ضرورة منح الأولوية لمصلحة الشعب السوري قبل أي أجندة أخرى».
وتجاهل قالن أن النظام التركي يعتبر السبب الرئيس لأزمتي الإرهاب واللاجئين، ولفت إلى أن الأزمة السورية، أدت إلى مشاكل دولية عديدة، أبرزها الأزمتان السابقتان، وأكد ضرورة المزيد من التنسيق من أجل التغلب عليها.
وعلى حين رحلت بلاده العديد من السوريين إلى مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية شمال البلاد، زعم قالن أن نظامه «لا يزال ملتزماً بعدم إرغام أي سوري على العودة إلى بلاده دون رغبة منه، أو إلى منطقة لم يأت منها».
وفي رفض صريح للإصرار السوري الروسي على ضرورة إنهاء التنظيمات الإرهابية في إدلب، قال قالن: «نعتقد أن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى نتائج وخيمة للغاية وموجة هجرة أخرى، وهذا الوضع سيشكل مزيداً من الضغط علينا وعلى الأوروبيين».
وشدد قالن على أهمية المسار السياسي لحل الأزمة السورية، وضرورة قيام الجميع بدعم عمل اللجنة الدستورية، علماً أن نظامه من عطل عمل اللجنة في جولتها الثانية التي عقدت ما بين 25 إلى 30 الشهر الماضي.
واعتبر أن المجتمع الدولي لم يفشل في دعم السوريين فقط، بل في إيجاد حل سياسي أيضاً، للأزمة في بلادهم!