ثقافة وفن

التشكيلي علي كامل مقوّص وألوان الطبيعة المشرقة

| ثناء خضر السالم

الطبيعة سيدة الحضور في لوحات التشكيلي علي كامل مقوّص، يأتي بها إلينا بألوان مشرقة تضيء ما اخترقه العتم من داخلنا، فنغوص في ألوانه الزاهية وتفرح النفس بملقى الجمال. وأعمال التشكيلي مقوّص تمدّ الناظر بطاقة إيجابية.

تسير على خُطا المدرسة الانطباعية بألوان مشرقة. هل وجدتَ نفسك في هذه المدرسة؟ حدّثنا عن تجربتك؟

المدرسة الانطباعية مصطلح لمرحلة معينة من تاريخ الحركة الفنية العالمية اشتغل عليها مجموعة من الفنانين وكانت لوحة كلود مونيه انطباع شروق الشمس البداية، انطلق الفنانون بعدها إلى الطبيعة لرسم أعمالهم الفنية، بتفاعل مباشر مع اللون وضوء الشمس واستمرت التجارب بعد تلك المرحلة، أي التجارب التي ترتكز على الطبيعة، وتشعبت الانطباعية إلى أن وصل كل فنان إلى أسلوب خاص بتجربته ببصمة تخصه يتميز بها من خلال ثقافته البصرية والروحية وأنا أشتغل ضمن مدرسة الطبيعية وفق تلك المفاهيم.

للطبيعة الحصة الأكبر في فنك؟

طفولتي الريفية قرية ساحلية قرب مدينة اللاذقية جميلة جداً بكل عناصرها الطبيعية، البيت الريفي والطريق والنهر والساقية والتلال وعين الماء، البيادر والأشجار الكبيرة وقبل كل شيء جمال الإنسان الريفي القروي، تلك المفردات كانت المحرض للموهبة التي رافقتني منذ أولى سنوات عمري، ففي المرحلة الابتدائية كانت ميولي واضحة نحو الفن.

هل نستطيع أن نقول إن الانطباعية دَمَغَتك أم الأمر مختلف؟

ليست الانطباعية التي دمغتني بل الطبيعية هي التي دمغتني بكل حب واحتواء.

في ألوانك فرح.. تفاؤل.. هل أنت كذلك في الواقع؟ وإن كنت كذلك، فمن أين تستمد تفاؤلك؟

أحب الحياة وأعيش بشكل متوازن مع المحيط، أحب الناس، أبتعد عن سلبيات الأمور، أبحث عن الخير، أميل إلى الرياضة المشي في طرقات مشيتها وأنا طفل ومازلت أمشيها كل يوم، طرقات منارة بضوء الشمس والقمر.

تحضر المرأة في بعض لوحاتك وهي القاسم المشترك بين معظم الفنانين التشكيليين ما وجهة نظرك؟

المرأة في أعمالي وحياتي قيمة جمالية كبيرة كبر الطبيعة الأم الكبيرة التي تعطي وتعلّم، وأنا أحترم المرأة هي أيقونة الحياة الجميلة.

لوحات مَن مِن الفنانين الراحلين والمعاصرين تشدك ولماذا؟

أعمال فنية كثيرة تشدني من أعمال الفنانين الراحلين والمعاصرين وهناك تجارب فنية غنية على الصعيد العالمي والمحلّي لن أذكر أسماء، كما تشدني الثقافة البصرية للفنان، وأكن لها كل الاحترام.

أنت مدرّس في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية. ما الذي قدّمه لك الاحتكاك بالطلاب؟ وهل هناك مستويات فنية في المعهد تركت بصمتها في حياتك؟

التعليم مهنة راقية جداً يتواصل الإنسان مع الآخر من باب المعرفة العقلية والوجدانية وهي معرفة سامية. وأنا أرى أن الفنان الموهوب لا ينتظر من معهد ولا كلية فنون أن يأخذ شحنته الفنية، وتاريخ الحركة الفنية حافل بفنانين كان الحافز الشخصي دافعهم إلى الإبداع والعمل الدائم.

هل المعاهد كافية لتخريج فنان أظنه يجب أن يتعمّق كثيراً ألا توافقني الرأي؟

المعهد يقدّم بعض المعلومات تؤهل الدارس ليتعرف على بعض المداخل حول تعليم الفنون بشكل عام وبعض المعلومات عن الفن والدارسين في المعاهد أو كلية الفنون الجميلة يجب أن يصقل موهبتهم السعي والاهتمام الدائم.

ما مشاريعك القادمة؟

أتابع أعمالي وأحضّر لمعرض قريب يكون خلاصة لمرحلة جديدة من عملي المستمر حول الطبيعة والذاكرة الطفولية التي أنهل منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن