تواصل الاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية … بري والحريري يلتقيان للإسراع بتأليف الحكومة بعيداً عن التشنج
| وكالات
أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري خلال لقائهما في منطقة عين التينة في بيروت أمس على «وجوب تحلي كل اللبنانيين بالوعي واليقظة، وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يعمل البعض جاهداً لجر البلاد نحو الوقوع في أتونها».
وقال الرئيسان في بيان: «لا يمكن مواجهة هذه المحاولات إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض وضرورة إفساح المجال أمام الجيش والقوى الأمنية للقيام بدورها وتنفيذ مهامها في حفظ الأمن»، مشددين على «الحاجة الوطنية الملحة للإسراع بتأليف الحكومة بعيداً عن التشنج السياسي».
وجاء اللقاء قبل يومين من موعد الاستشارات النيابية التي حددتها الرئاسة اللبنانية غداً الخميس.
في غضون ذلك تواصلت الاعتصامات والاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية للمطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وتحسين الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن محتجين نفذوا اعتصاماً أمام مؤسسة كهرباء لبنان دائرة حلبا في شمال لبنان وأطلقوا هتافات تطالب بمكافحة الفساد وطلبوا من الموظفين التوقف عن العمل.
وفي طرابلس تجمع عدد من المتظاهرين أمام شركة قاديشا في البحصاص وطلبوا من الموظفين ترك مكاتبهم وإقفال الأبواب، كما نصبوا خيمة أمام المدخل الخارجي للشركة فيما شهدت باقي المناطق في المحافظة حركة سير طبيعية على جميع الطرقات باستثناء مسارب ساحة النور، وفتحت الدوائر الحكومية والمؤسسات التربوية والعامة أبوابها كالمعتاد.
وفي صيدا انطلقت مسيرة طلابية باتجاه شوارع المدينة وسوقها التجاري فيما أعاد الجيش فتح الطريق عند تقاطع إيليا بعد أن كان أقفلها المحتجون ليل الإثنين في حين أعلنت معظم مدارس صيدا إغلاق أبوابها أمس.
كما شهدت مدينة زحلة شرق لبنان اعتصاماً لأصحاب كسارات عدد من القرى احتجاجاً على توقف العمل في الكسارات.
إلى ذلك أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني في بيان أمس توقيف 3 أشخاص بعد أعمال عنف مساء الإثنين في وسط بيروت شهدت اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، مشيرة إلى أن المواجهات خلال تنفيذ عمليات حفظ الأمن والنظام أدت إلى وقوع 25 إصابة في صفوف عناصر مكافحة الشغب.
وكانت مراسلة قناة «الميادين» أفادت فجر أمس بعودة الهدوء إلى وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد توتر ساد المنطقة على خلفية نشر أحد المقيمين في الخارج فيديو يسيء لمعتقدات دينية، ويثير النعرات الطائفية. وشهدت العاصمة بيروت مواجهات بين متظاهرين والقوى الأمنية تخللتها عمليات كر وفر وإطلاق قنابل مسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين.
بدوره أكد المفتش العام المساعد لدار الفتوى في لبنان الشيخ حسن مرعب لـ«الميادين» أن خروج الكلام المسيء للرموز الدينية في هذه المرحلة الدقيقة يخدم الفتنة والصدام في الشارع، معتبراً أن الكلام المسيء لآل البيت الذي صدر عن أحد الشبان في الخارج هدفه الفتنة بين المسلمين، مؤكداً أن كلامه مرفوض ولا يمثل الطائفة السنية.
بالتزامن، تظاهر العشرات أمام منزل الحريري في العاصمة بيروت، رفضاً لتكليفه تأليف الحكومة، وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام بيت الوسط هتافات رافضة لعودة الحريري على رأس الحكومة، باعتباره أحد المسؤولين عن الانهيار الاقتصادي الذي وصل إليه لبنان وفق ما قال متظاهرون لـ«الميادين».
وتأجلت الإثنين الاستشارات النيابية التي كانت مقررة إلى الخميس المقبل بناء على طلب الحريري من رئيس الجمهورية ميشال عون.
وقال التيار الوطني الحر: إن تيار المستقبل يتعامى هو ورئيسه مرة جديدة عن الحقائق السياسية والدستورية، ويناقض مواقفه بحسب المصالح والظروف ليختلق ويفتي بالدستور خطأ، في ما يتعلق بالاستشارات وحق النواب في تسمية من يريدون.
وفي بيانه، شدد التيار على التمسك بالحق في تسمية أو عدم تسمية أحد، أو التشاور مع رئيس الجمهورية أو إيداعه أصوات نواب التيار، واعتبر أن باب الخلاص الوحيد هو تغيير السياسات من خلال رئيس حكومة مؤمن بتغييرها، ووزراء قادرين على ذلك. بيان التيار الوطني الحر جاء رداً على بيان لتيار المستقبل فيما بدا وكأنها حرب بيانات واتهامات أعقبت تأجيل الاستشارات بما ينذر بعدم اقتراب الحل.
وفي إشارة إلى بيان مكتب الإعلام لرئيس حكومة تصريف الأعمال ثم تيار المستقبل الذي حذر من خرق دستوري، قال بيان للرئاسة اللبنانية إن «الحديث عن خرق دستوري مردود لمطلقيه، الذين كان يجدر بهم معرفة القواعد الدستورية».
ونفى البيان الحديث عن إيداع أصوات كتلة التيار الوطني الحر للرئيس عون، وأكد أن هذا محض اختلاق، معتبراً أن هذا الحديث هو استباق للاستشارات النيابية الملزمة التي كان ينوي الرئيس إجراءها الإثنين.