ثقافة وفن

الاحتفال بـ«عاصمة الميلاد2» في ساحة العباسيين … عبير نعمة لـ«الوطن»: محظوظة لأنني أول فنانة عربية تغني في القامشلي بعد الحرب وهذا وحده يستدعي الاحتفال … أفرام الثاني: هذا الحفل رسالة لكل العالم تقول إن السلام يعم قلوب السوريين جميعاً

| سارة سلامة- «تصوير: يوسف بدوي»

تستعد سورية بكل بقاعها هذا العام لاستقبال أعياد الميلاد ملونة بالأحمر، مسيجة بالنور، فنرى على امتداد العين زينة وفرحاً رغم الحصار والوضع الاقتصادي، إلا أن هذا الشعب اعتاد الفرح وامتص الأزمة.. ليلون بجميع طوائفه الطرقات ويزين الساحات ويضيء الشجرات احتفاء بسورية المحبة وسورية السلام، من مدخل المدينة، مروراً بشارع فارس الخوري، وصولاً إلى الأحياء القديمة في باب توما والقصّاع وباب شرقي، في حالة تشبه إعلان نفض غبار الحرب عن دمشق.

وأقام فريق «سابرو» التطوعي (سابرو كلمة سريانية تعني الأمل أو الرجاء، وهو فريق تنموي تطوعي تم إشهاره عام 2017 من السوريين والعرب، يقوده الأب برصوم كندو الذي يعمل على تقديم الخدمات لجميع السوريين).
بدأ الحفل بمعزوفات موسيقية للفرقة السمفونية العسكرية بقيادة العقيد محمد المحمد والعقيد لؤي سرية، لنكون بداية مع النشيد العربي السوري وبعض التراتيل الدينية والأغاني الخاصة بالميلاد، وإضاءة الشجرة الميلادية بطول 20 متراً وافتتاح أول مغارة حية في سورية على ارتفاع 5 أمتار وعمق نحو 13 متراً، حضرت فيها الشخصيات الميلادية وبأشخاص حقيقيين لا مجرّد تماثيل.
ثم أحيت الفنانة اللبنانية عبير نعمة رسيتالاً ميلادياً مع مجموعة من الترانيم الدينية الخاصة بالمناسبة، وحضر الحفل مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري اللواء حسن حسن، والنائب البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس المطران متى الخوري والنائب البطريركي لشؤون الشباب والتنشئة الدينية المطران جاك يعقوب.

صرخة بوجه العنف

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت نعمة: «كنت دائماً أتمنى أن أزور الجزيرة السورية، والتعرف إلى أهلها وكنت أسمع أنها منطقة محرومة كثيراً ولكنني لم أكن أعرف ما يعني هذا، وهذه الحفلة جعلتني أتقرب من أهلها وأرى معاناتهم، ورغم هذه المعاناة كنت ألمس في وجوههم معنى الصمود والأمل والمحبة والفرح والكثير من الحب الذي غمروني به، وكان الحفل حاشداً ضم الكثير من كل أبناء القامشلي من كل طوائفهم. وحقيقة شعرت معهم أني محظوظة لكوني أول فنانة عربية تغني في القامشلي بعد الحرب وهذا وحده يستدعي الاحتفال. والفكرة أتت من الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية التي دعتني فلبيت الدعوة بلا أي تردد أو خوف على الرغم من أن الظروف كانت صعبة، وخاصة أن هذه المنطقة لديها معاناتها على مرّ التاريخ من الاحتلال التركي والإرهاب الذي حمله كل من داعش وجبهة النصرة، هذه الأشياء كلها أدت إلى خطف وهجرة الكثير من الناس».

أما بالنسبة لحفل العباسيين فقالت نعمة: «فله رمزية خاصة تأتي من مكانة هذه الساحة وأهميتها، والوضع المخيف الذي كانت عليه قبل انتهاء الحرب، فكانت مخيفة إلى درجة أن السكان هنا كانوا يطلقون عليها اسم ساحة الموت، وهي اليوم ساحة الحياة، وبرهنت هذه الحشود الغفيرة التي تجاوزت 20 ألفاً، أن سورية قلبها كبير وهي دائماً تفتح يديها للجميع، ورغم كل شيء تبقى موحدة. وكانت رسالتنا صرخة بوجه العنف وبوجه التعصب وبوجه كل من يقول إنه ليس هناك اختلاف في هذه الأرض، ودمشق الآن تعيش أيام الميلاد كلها بكل ألوانها وطوائفها المختلفة تتشارك بلا استثناء مزينة بالأحمر ومضاءة بأجمل إنارة لتبرهن للعالم أنها عاصمة المحبة والسلام».

سورية بلد السلام

فيما أكد قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم في كلمة له خلال الحفل: إن «سورية هي بداية الحضارة ومنها وصلت إلى أنحاء العالم، وإن هذا الحفل هو رسالة لكل العالم وإن السلام يجب أن يعم قلوب السوريين جميعاً، واليوم سورية تعلن أنها عاصمة الميلاد لأن بيت لحم أثناء ولادة السيد المسيح كانت ولاية سورية وبالتالي المسيح ولد هنا في سورية ونحن نرسل من سورية اليوم رسالة محبة وسلام للعالم أجمع».

وأضاف أفرام الثاني: «إن سورية بلد السلام ما زالت تعيش الحرب بأشكالها المختلفة بما فيها الاقتصادية والحصار الظالم على سورية، ولكن كما انتصرت بكل الميادين ستنتصر أيضاً على الحرب الاقتصادية من خلال صلاتنا لها للوصول إلى النصر النهائي وعودة السوريين إلى وطنهم وبناء سورية مجدداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن