في ظل حالة التشرذم والتفكك التي اتسمت بها علاقات القوى الكردية خلال السنوات الماضية، ترددت أنباء عن سعي «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إلى لملمة الصف الكردي، والتوصل لتفاهمات مع «المجلس الوطني الكردي»، الذي يضم أحزاباً ممثلة في «الائتلاف» المعارض الموالي للاحتلال التركي.
وذكرت وكالة «هاوار» الكردية للأنباء، أن «قسد تواصلُ مساعيها من أجل توحيد الصّفّ الكرديّ، من خلال التّواصل مع العديد من الأطراف والأحزاب السّياسيّة».
وأشارت الوكالة إلى أنه بعد البيان الّذي أصدرته ما تسمى «الإدارة الذّاتيّة» الكردية فيما يتعلّق بالسّماح لأحزاب «المجلس الوطنيّ» بمزاولة نشاطاتها من دون شروط ومن دون الحاجة إلى الموافقات القانونية، وكذلك إسقاط جميع التّهم الموجّهة إلى قيادات المجلس، اجتمعت قيادة «قسد» أمس مع ممثّلي عدد من الأحزاب السّياسيّة الكرديّة، لتعزيز مساعي وحدة الصّفّ الكرديّ.
ولفتت إلى أن متزعم «قسد» مظلوم عبدي اجتمع مع مُمثّلين عن كلّ من «الحزب «الدّيمقراطيّ الكرديّ التّقدّمي»، وأحزاب «التّحالف الوطنيّ» الكردي، وحزب «الوحدة الدّيمقراطيّ الكرديّ – يكيتي».
وحسب الوكالة، فإنه وخلال الاجتماعات أطلع عبدي ممثّلي الأحزاب الكردية على مجمل المستجدّات الأخيرة في مناطق شمال وشرق سورية، واستمع إلى وجهات نظرهم ومقترحاتهم فيما يتعلّق بوحدة الصّفّ الكرديّ.
وحول آلية تنفيذ وتطبيق مساعي وحدة الصّفّ الكرديّ قال عبدي: «ليس هناك مزيد من الوقت لتضييعه، من الأهمية بمكان إنجاح هذه المساعي بأسرع وقت، وعدم انتظار القوى الخارجية، يجب أن نعمل جميعاً وبشكل مشترك للوصول إلى وحدة الصّفّ الكرديّ».
ولفتت «هاوار» إلى أن المجتمعين ناقشوا أيضاً موضوع اللّقاءات مع الحكومة السورية، مشيرة إلى أن عبدي أطلعهم على المستجدّات على هذا الصّعيد.
وفي الرابع عشر من الشهر الجاري أكد «الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي» وهو أحد أحزاب «المجلس الوطني»، أن الأحزاب الكردية فشلت في توحيد أنفسها، وقال عضو المكتب السياسي في الحزب مصطفى حنيفي، في تصريحات له حينها: إنه «بعد الأزمة التي شهدتها سورية في كل مناطقها، وقعت الأحزاب السياسية في جملة من الأخطاء، وهذا خلق التنافر السياسي بينها، ما ساهم في اقتراب الخطر من الكرد»، وأضاف: «نحن الكرد حتى اللحظة لم نصل إلى مستوى من الوعي السياسي الذي يجعلنا نتخطى الخلافات الحزبية الضيقة، لنصل إلى اتفاق يخلق توافقاً سياسياً يمثل الشعب الكردي».
على خط مواز، كشف «مصدر مطلع» في «المجلس الوطني الكردي» أمس عن أن الأخير و«قسد»، توصلا إلى تفاهمات بعد لقاءات جمعت الجانبين بواسطات «فرنسية وأميركية وروسية» على حد زعم وكالة «الأناضول» التابعة للنظام التركي.
وذكر المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن «قيادات من المجلس اجتمعت خلال الأسابيع القليلة الماضية، أكثر من مرة مع متزعم «قسد» مظلوم عبدي.
وأشار إلى أن اللقاءات التي جمعت الطرفين في إحدى القواعد الأميركية غير الشرعية في مدينة الحسكة شمال شرق سورية، أفضت إلى «الاتفاق على إطلاق المنظمة (قسد) سراح معتقلي المجلس، والسماح بعمل مكاتبه التي أغلقتها المنظمة بمناطق سيطرتها شرق سورية».
كما تضمن الاتفاق، حسب المصدر، قبول «قسد» بدخول القوات التابعة لـ«المجلس الكردي»، ومشاركة الأخير في إدارة المنطقة التي تسيطر عليها «قسد» شمال شرق سورية، والكشف عن مصير المفقودين.
ولفت المصدر إلى أن «قيادات المجلس الكردي استشارت حكومة إقليم كردستان شمال العراق، فيما يتعلق بالتفاهم وحصلت على رد إيجابي منها».
وأشار أن «المجلس اجتمع كذلك قبل يومين»، بممثلين عن الاحتلال الأميركي في المنطقة، وطلب منهم فرض حظر جوي، وإخراج قوات الاحتلال التركية من المناطق التي دخلتها.
في المقابل، ذكر القيادي في «المجلس الكردي»، فؤاد عليكو، حسب «الأناضول»، أن «المجلس لم يدخل في حوار بعد مع «قسد»، إلا أنه أكد عقد لقاءات بين قيادات بـ«المجلس» مع عبدي، وضع خلالها المجلس شروطا للدخول في حوار مع «قسد».
وأشار عليكو إلى أن قيادات المجلس اشترطت قبل الدخول في حوار مع «قسد»، الإفراج عن جميع المعتقلين، وعدم التعرض للمطلوبين، وفتح مكاتب المجلس من دون ترخيص وعدم التعرض لنشاطاته، وكشف مصير المفقودين».
وذكر، أن «قسد» قامت قبل يومين بإصدار بيان يتوافق مع مطالب المجلس، «فقمنا نحن بدورنا بإصدار بيان يرحب بما ورد في بيان قسد».