سورية

عقب «الفيتو الروسي الصيني» المزدوج.. واشنطن في حالة «صدمة».. و«الائتلاف» منزعج … موسكو: نتائج اجتماع مجلس الأمن تهدّد ببقاء السوريين من دون مساعدات

| وكالات

بينما أعربت واشنطن عن صدمتها من الفيتو الروسي الصيني المزدوج، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لنقل المساعدات الإنسانية إلى سورية يستغل الأوضاع الإنسانية فيها وينتهك سيادتها، اعتبرت موسكو أن نتائج اجتماع المجلس الآنف الذكر، تهدد بخطر إبقاء السوريين من دون مساعدات مستقبلاً، معتبرة أن محاولات تحميلها المسؤولية عن عدم تمديد الآلية، «غير مقبولة إطلاقاً».
وأكد مندوب روسيا الدائم بالأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أمس، على الموقع الإلكتروني للبعثة الروسية، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن نتائج اجتماع مجلس الأمن حول آلية المساعدات عبر الحدود إلى سورية، تهدد بخطر إبقاء السوريين من دون مساعدات مستقبلاً.
وقال نيبينزيا: «بالطبع، لا يوجد رابحون اليوم، هناك خاسرون فقط، هؤلاء هم المواطنون السوريون العاديون الذين يخاطرون بتركهم من دون مساعدات في المستقبل، ومحاولات تحميل روسيا المسؤولية عن حقيقة أن الآلية لم يتم تمديدها غير مقبولة على الإطلاق».
وأكد نيبينزيا أن روسيا لم ترفض تقديم المساعدات الإنسانية لأولئك السوريين الذين يحتاجون إليها، بالإضافة إلى ذلك، اقترحت توسيع الآلية وتوسيع نطاقها لتشمل تلك المناطق التي هي بحاجة هذه المساعدة.
وأضاف: «أكرر، لقد كنا مستعدين للتمديد، لا نعرف ماذا سيحدث عندما تنتهي هذه الآلية في 10 كانون الثاني (القادم)، لكنني أعتقد أن شركاءنا بحاجة إلى أن يكونوا واقعيين وأن يفهموا ما يمكنهم تحقيقه في هذا الموقف وما هو مستحيل بالفعل».
وأول من أمس، استخدمت روسيا والصين حق النقض « الفيتو» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية يستغل الأوضاع الإنسانية فيها وينتهك سيادتها.
وأوضح نيبينزيا حينها، أن بلاده صوتت ضد مشروع القرار الذي تقدمت به ألمانيا وبلجيكا والكويت حول نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود لأنه غير مقبول، مؤكداً أنه لا يجوز نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية من دون موافقة الحكومة السورية.
وأشار إلى أن مشروع القرار الروسي الذي أحبطته الدول الغربية حول نقل المساعدات الإنسانية، ينص على تمديد عمل الآلية الحالية لنقل المساعدات لمدة نصف عام وليس لمدة عام كما يقضي به المشروع الذي تقدمت به الدول الثلاث المذكورة، مبيناً أن المشروع الروسي يقضي بالإبقاء على معبرين من أصل المعابر الأربعة لنقل المساعدات.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى قراره رقم 2165 الذي أجاز للقوافل الإنسانية المتوجهة إلى سورية بعبور الحدود ويتم تمديد سريانه كل عام ولا تزال هذه الآلية قائمة منذ تموز عام 2014.
وأكدت سورية بعد تبني القرار 2165 عام 2014 أن الجانب الإنساني يشكل أحد أهم جوانب الأزمة فيها وأنها اعتمدت آليات ومبادرات جديدة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، كما رحبت بكل الجهود السابقة لمساعدتها على تخفيف هذا العبء الإنساني عن شعبها، مشددة على أن جميع الإجراءات مهما كانت كبيرة ستبقى تجميلية وقاصرة عن أداء المطلوب إذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء معاناة الشعب السوري والمتمثلة أساساً بالأنشطة التي تقوم بها المجموعات الإرهابية، إضافة إلى معالجة الآثار السلبية التي يتكبدها المواطن السوري جراء الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الحكومات الراعية للإرهاب على الشعب السوري.
وهزَّ «الفيتو» الروسي الصيني المزدوج مشاعر واشنطن وأدخلها في حالة «صدمة»، حيث نقلت مواقع إلكترونية معارضة أمس، عن المندوبة الأميركية الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة «كيلي كرافت»، قولها من مقر المنظمة في نيويورك عقب «الفيتو«: «أنا في حالة عميقة من الصدمة، وهذه الحالة مستمرة معي وأنا أتحدث إليكم الآن، وكما تذكرون فقد تحدثت في بداية هذا الشهر عن مصداقية مجلس الأمن وإعمال مبدأ المحاسبة، واليوم أخذنا خطوة هائلة للوراء في المصداقية»!.
وأضافت: «أشعر بخيبة أمل عميقة إزاء نتيجة اجتماع المجلس اليوم (الجمعة)، لكن ما يمكنني قوله الآن: إننا سنستمر في كل يوم خلال موسم العطلات، في العمل من أجل التوصل لمشروع قرار جديد قبل حلول العاشر من كانون الثاني المقبل».
«الائتلاف» المعارض المدعوم من النظام التركي، من جهته، تماهى مع ما تقوله الدول التي تناصب العداء للدولة السورية، حيث لم يخف انزعاجه من «الفيتو» الروسي الصيني المزدوج، عبر إعلانه إدانته واستنكاره له، حسبما ذكرت مواقع معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن